أبدى عدد من المواطنين تعاطفهم مع ما نشرته "الوسط" يوم أمس الأول عن طرد مواطن بحريني "يعاني من إعاقة جسدية تمنعه عن العمل" مع عائلته من الشقة التي يقطن فيها بسبب عدم دفعه إيجار الشقة لمدة شهرين متتاليين، ويأتي ذلك بعد أن رفع صاحب الشقة قضية في المحكمة التي حكمت بخروج المستأجر منها. كما تلقت "الوسط" اتصالا من إحدى المواطنات الخليجيات الموجودة في البحرين عبرت عن تضامنها وأبدت استعدادها لمساعدة العائلة قدر المستطاع.
"الوسط" التقت مع المواطن الذي كان قلبه يعتصر ألما على حاله، ولم يكن يدري أين يذهب مع عائلته وعندما سألته أين ستقضي هذه الليلة؟ قال بكل حزن في الشارع، وبمعاينة الشقة التي كان يقطنها مع عائلته يتجلى أمام الناظر واقع مرير تعيشه هذه العائلة فالشقة التي لا تستحق أن يطلق عليها مسمى شقة في حال يرثى لها كما أنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة للإنسان إلى جانب كون البناية آيلة للسقوط وتنتظر الوقت الذي تسقط فيه على رؤوس قاطنيها.
هذه الصورة ليست الفريدة من نوعها في البحرين بل هي صورة متكررة ومنتشرة في أطراف هذه الجزيرة الصغيرة في حجمها الكبيرة في معاناة أهلها، ولا نبالغ إذا قلنا إن غالبية مثل هذه المشكلات تتركز بشكل كبير في المحافظة الشمالية، فهناك على سبيل المثال على الساحل الشمالي من الجزيرة وتحديدا في قرية كتب عليها القدر أن تكون في طي النسيان يقال إنها تسمى جد الحاج تعيش أسر مكونة من الوالدين وأبنائهما يعيشون في كراج يجمعهم جميعا، بالإضافة إلى أن بعض العائلات الفقيرة في مناطق أخرى لم تجد أنسب من الصنادق الخشبية مكانا تلجأ إليه. الوضع الصعب الذي تعيشه الكثير من الأسر البحرينية يستدعي وقفة دقيقة ودراسة متأنية من قبل الجهات المختصة، كما أن ذلك بحاجة من دون شك إلى وضع مخطط عاجل لتطوير القرى الفقيرة في البحرين ورفع المستوى المعيشي للمواطن
العدد 1033 - الإثنين 04 يوليو 2005م الموافق 27 جمادى الأولى 1426هـ