العدد 1033 - الإثنين 04 يوليو 2005م الموافق 27 جمادى الأولى 1426هـ

اتفاق التجارة الحرة بيد "النواب"

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يناقش مجلس النواب اليوم مشروع "اتفاق التجارة الحرة" بين الولايات المتحدة الأميركية والبحرين، وذلك بعد أن أكملت الحكومتان الأميركية والبحرينية مفاوضاتهما واتفقتا على نصوص الاتفاق. والاتفاق يدخل حيز التنفيذ في حال وافق البرلمان البحريني والكونغرس الأميركي عليه.

إن من الضروري توضيح جوانب الفائدة التي ستجنيها البحرين من ارتباطها بأكبر اقتصاد في العالم وهو ما سينعكس على تنمية الوظائف والفرص امام أصحاب الأعمال، علما بأن أميركا لن تستفيد من البحرين بقدر ما تستفيد البحرين من أميركا. فالأميركان لديهم نفوذهم العسكري والسياسي في المنطقة، والاتفاق ليس له اثر على هذه الجوانب الاستراتيجية بقدر ما سيؤثر في النمو الاقتصادي البحريني على المدى البعيد. العالم يتجه نحو تحرير التجارة، وجميع الدول تلهث للانضمام إلى منظمة التجارة الدولية، والاتفاقات الثنائية انما هي تعزيز لهذا الاتجاه الدولي وتطويره الى مستويات أعلى.

التجارة الحرة ليست مفهوما سيئا، فمكة المكرمة كانت مزدهرة بفضل التجارة "لإيلاف قريش، إلافهم رحلة الشتاء والصيف" "قريش: ،1 2". وبفضل رحلة تجارية في الصيف إلى بلاد الشام، ورحلة تجارية في الشتاء الى اليمن، اكتسبت مكة قوتها في تلك الفترة. كما انه وبفضل التجارة وصل المسلمون الى أماكن بعيدة وتعاملوا مع الناس على أساس إنساني، وهكذا أصبحت دول كبرى مثل اندونيسيا من بلاد الإسلام بسبب التجار المسلمين، وعليه فلا ينبغي لنا ان نخشى التجارة لأي سبب كان.

ثم ان دولا تحاربت فيما بينها، مثل بريطانيا ومستعمراتها السابقة في أميركا والتي أصبحت تعرف بعد استقلالها بالولايات المتحدة الأميركية، ولكن وعلى رغم كل العداءات بين الأميركان والبريطانيين فإن تجارتهم لم تتوقف مع بعضهم بعضا، والأميركان كانوا حتى مطلع القرن العشرين الماضي ليسوا على وئام مع البريطانيين ولكن التجارة لم تتأثر بسوء العلاقات السياسية.

البريطانيون والفرنسيون كذلك... فهاتان الدولتان دخلتا الحروب مع بعضهما بعضا، وبريطانيا تحتفل هذا العام بمرور مئتي عام على انتصارها على نابليون، ولكن الفرنسيين أيضا هم أول من وقع مع البريطانيين اتفاقا للتجارة الحرة في العام 1860 في عهد نابليون الثالث. والبريطانيون أنفسهم توفقوا في جعل اللغة الانجليزية اللغة الأولى في عالم اليوم بسبب اتباعهم سياسة التجارة الحرة وتغليب التجارة على السياسة في كثير من الاحيان.

إن أملنا من النواب هو أن يفصلوا بين السياسة والتجارة - ولو قليلا - لأن البحرين هي التي تحتاج الى التجارة مع دول كبرى. والبحرين كانت "دلمون" التي ازدهرت بسبب تجارتها مع "وادي الأندوس" وبلاد الرافدين قبل آلاف السنين، واستمرت في لعب دورها الريادي حتى ثلاثينات القرن الماضي عندما بدأت حقبة النفط ... وهذه الحقبة النفطية آلت الى الانتهاء في عصرنا الحالي، وعلينا ان نغتنم الفرص للعودة الى التجارة من كل باب

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1033 - الإثنين 04 يوليو 2005م الموافق 27 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً