العدد 1033 - الإثنين 04 يوليو 2005م الموافق 27 جمادى الأولى 1426هـ

الازدواجية نتاج ثنائية اللغة

الصادقي في الملتقى الثقافي الأهلي:

أكدت الأكاديمية البحرينية فائقة الصادقي أن الازدواجية من نتاج ثنائية اللغة وعادة تظهر في المجتمعات التي لديها لغة معينة وتتعلم لغة أخرى. وقالت: "ان ازدواجية اللغة موجودة بين اللهجات نفسها ففي كل دولة عربية توجد ازدواجية في اللغة، وصراع لغوي قائم بين لغة رسمية معتمدة ولغة أخرى هي العامية".

وكانت الصادقي تتحدث في محاضرة لها بعنوان "ازدواجية اللغة" في الملتقى الثقافي الأهلي مساء الثلثاء 28 يونيو / حزيران الماضي. تطرقت فيها الى مفهوم الازدواجية وواقع الاستعمال اللغوي من خلال دراسة قامت بها على مجموعة من طلبة وطالبات جامعة البحرين.

الخلط بين لغتين

وأضافت الصادقي: "ان المقصود من ازدواجية اللغة هو الخلط بين لغتين أو أكثر أو بين لهجتين أو أكثر. وهناك فرق بين هذا وبين ما نسميه بثنائية اللغة. فثنائية اللغة معناه استخدام لغتين جنبا الى جنب ومعرفة التفريق بينهما بحسب مقتضى الحال. معنى ذلك انني اذا كنت أجلس مع أجانب سأتحدث معهم باللغة الانجليزية واذا كنت مع أناس يتكلمون اللغة العربية فانني بطبيعة الحال سأستخدم اللغة العربية. لذلك عندما يتحدث الناس في معظم الأحيان يخلطون بين اللغتين حتى في المعاملات الرسمية وفي المحاضرات، وحتى في المقابلات التلفزيونية يتم الخلط بين اللغة العامية والفصحى. وعادة يكون تأثير لغة من هاتين اللغتين أقوى من الثانية وهي المظاهر التي قمت بدراستها من خلال مجموعة محددة من الطلبة. والسبب في اختيار هؤلاء الطلبة هو احتكاكي الدائم بهم والسبب الثاني أنهم يستخدمون اللغتين بصورة مستمرة لذلك تظهر عملية التداخل بشكل أوضح عندهم اكثر من الناس الآخرين".

واقع الاستعمال اللغوي

وعن أسباب دراسة هذا النوع من الدراسات قالت الصادقي: "ان دراسة هذا الموضوع "ثنائية أو ازدواجية اللغة" تعود الى أهميتها في بيان واقع الاستعمال اللغوي. هنا نطرح سؤالا بخصوص عملنا في السابق، حين كنا نركز على اللغة العربية المكتوبة وهي العربية الفصحى والتي تسمى بالمتوسطة اليوم. لذلك كانت المظاهر التي تظهر في اللهجات سابقا قليلة جدا ومتى ما أردنا العودة الى الوراء من أجل دراسة تلك المظاهر فلن نجد أشياء مكتوبة أو مدونه لن نجد سوى أشياء متناثرة هنا وهناك مرتبطة بالتراث وهي معلومات تعرضت إلى الضياع على حساب الفصحى. وان التوجه الحديث اليوم هو أن ندرس اللغة التي تستخدم بين عامة الناس. ومن المهم حين التحدث عن العامية أن ندرسها بجميع أوجهها كالشكل الجديد للعامية الذي يتمثل فيه اشكال الازدواج اللغوي بين الانجليزية وبين العربية".

أنواع ثلاثة من الاستخدام

وأضافت: "ان النتائج والاحصاءات التي توصلت اليها كانت بفعل استبيانات وزعت على الطلبة ومقابلات شخصية وملاحظات ذاتية. واكتشفت من خلال كل ذلك أن هناك ثلاثة أنواع من الاستخدام اللغوي للانجليزية والعربية. المجموعة الأولى تستخدم اللغة الانجليزية فقط - أو أنهم يعتقدون ذلك - وما الذي يفعلونه؟ انهم يستخدمون كلمة عربية واحدة لفصل جملتين من اللغة الانجليزية. وهو الأمر الذي أقوم به الآن فعندما أريد أن أفكر بلفظة أستخدم اشارة التردد وهي "Am" أو "A"، وهم بدلا من فعل ذلك ومن أجل الاستمرار في الكلام يقومون بإملاء الانجليزية ومن ثم التوقف واستخدام كلمة عربية واحدة ومن ثم يستمرون في الحديث بالانجليزية. الطريف أنني كنت قبل اسبوعين أشاهد التلفزيون وكان هناك البروفيسور "جرنج" في اتفاق القاهرة بتاريخ 18 يونيو/ حزيران من هذا العام وكان يوجه كلمة شكر. حين بدأ بالعربية ومن ثم بالانجليزية، ولكن الطريقة التي كان يستخدم بها اللغة العربية كانت طريقة مختلفة. وقد دونت بعض الجمل. فكان يقول مثلا "السودان" "انتاكت". "وي ثانك ذا ان دي آ" شكرا جزيلا. "ثانك يو ذري مك". فما الذي فعله هو؟ لقد استخدم الكلمات في الجمل نفسها. وليس على حدود الجمل وهي ظاهرة لم أجدها لدى الطلبة في جامعة البحرين".

طريقة للغتين متساويتين

وعن تفسير اللسانيين لهذه الظاهرة قالت صادقي: "لقد بدأت بهذه المجموعة لأن عددها قليل نسبيا مقارنة بالمجموعات الثانية وهي تمثل أقل من عشرة في المئة من الطلبة الذين يستخدمون اللغة الانجليزية. بينما المجموعة الثانية تستخدم اللغة الانجليزية الى جانب اللغة العربية وهم الذين يغيرون الشيفرة فينطقون جملة عربية وينطقون وراءها جملة انجليزية. وهي طريقة تظهر عادة بين الذين يتقنون لغتين بطريقة متساوية. ولا نريد الدخول هنا في تعليل ذلك. اذ ان هناك أسبابا اجتماعية وسياسية واقتصادية الخ... تدفعهم الى فعل ذلك. ولكن لماذا هم يفعلون ذلك؟ ان تفسير اللسانيين لذلك غالبا يعود الى أن الانسان عندما يتعلم اللغة الأم في البدء يكون لديه مخزون منها في الذهن. ولكن هناك مخزون آخر الى جانب اللغة الأم، فهو عندما يريد التحدث في غضون ثوان بسيطة يستخدم ذلك المخزون الذي يوجد لديه من اللغة الأم ليؤلف جملة بالعربية".

الكفاءة اللغوية

وأضافت: "وعندما تكون الكفاءة اللغوية في اللغتين متساوية فما الذي يفعله المتحدث؟ انه وبدلا من أن يفكر في ما يفعله اذا فاتته الكلمة العربية نجده يستخدم الطاقة اللغوية الانجليزية المخزنة من دون أن يستغرق وقتا أطول. والمقصود من ذلك أن يستمر في الكلام. وحتى لا يكون هناك توقف. واذا كان هناك عيب نطقي أو ذهني قد يتأخر ذلك كما نلاحظه على اولئك الذين يعانون من صعوبة في الفهم مثلا أو في استيعاب الأمور اذ يستغرق استيعاب الأمور لديهم وقتا أكثر مما يستغرقه الانسان العادي. فهم لذلك يستخدمون المخزونين جنبا الى جنب من دون أن يدركوا ذلك. وهناك طبعا حالات استثنائية يحاول فيها الشخص اظهار ثقافته في اللغة الأخرى حين يستخدم العربية إلى جانب الانجليزية ولكن لا نستطيع التعميم لأنها حالات خاصة اذا ما قورنت بما جمعناه بصورة طبيعية يستخدم فيها الكلام"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:45 ص

      هناك حقيقة صراع لغوي عنيف يهدد امن اللغة الفصحى وسلامتها اذ اصبح جل الطلبة لا يكادون يستخدمونها،ويفضلون استخدام العامية عليها،وسؤالي هو كيف يمكن معالجة هذه الظاهرة ومن المسؤول عنها الاستاذ،الاسرة ام المجتمع.وهل حقا اللغة العربية دخلت غرفة الانعاش.ارجو الاجابة لأني بصدد انجاز بحث حول الثنائية والازدواجية في الحجرات المدرسية

اقرأ ايضاً