حتى وقت قريب كانت دعوة وزارة الإعلام لأحد الفنانين أو الأدباء أو المثقفين لحضور استوديو الوزارة "تلفزيوني أو إذاعي" لتسجيل برنامج حواري أو إجراء مقابلة أو تحليل واقع رياضي أو سياسي أو اجتماعي، بمثابة الحلم الذي يطمح إليه كل فرد، فما أن يتحقق له ذلك إلا وسارع ليخبر أهله وأصدقاءه وذويه لمتابعة البرنامج المرتقب حتى يشاهدوا ويسمعوا الاطروحات التي سيقدمها فيه، ويصل الأمر في أحيان كثيرة إلى أن يدعو زوجته لتسجيل هذا الحدث للاحتفاظ به للذكرى، وبعد أن ينتهي من تسجيل البرنامج المأمول يكتشف أن الأخير لم يشاهده أحد سواه بالإضافة للمذيع الذي كان برفقته.
اليوم لم تعد قناة البحرين الفضائية قادرة على إقناع أية شخصية بارزة في المشاركة في البرامج التي تقدمها، وإن حدث ذلك فإنه يكون من باب المجاملة.
ومع الانتشار الرهيب للقنوات الفضائية بما تستخدمه من عناصر تشويق وجذب مثل البرامج التحليلية المواكبة للحوادث السياسية، والحوارية التي تسلط الضوء على أبعاد مرتبطة بمصير أمم وشعوب حاضرا ومستقبلا، والترفيهية التي تستعين بالمسابقات الحية والأغاني والمسلسلات للتخفيف من وطأة الروتين الحياتي اليومي الرتيب، لم يعد هناك وجود لقناتنا الفضائية على الخريطة الإعلامية العربية، ولو سألت أي بحريني عن برنامج يذاع على شاشة تلفزيون البحرين، فسيجيبك بأنه لا يعرفه لأنه لا يشاهد هذه القناة أساسا.
وفي جامعة البحرين كان هناك أستاذ في الإعلام يوجه طلبته لتقديم تحليل نقدي لواقع القنوات العربية الفضائية، فتم تناول قناة الجزيرة والعربية ودبي وغيرها ولم يتم ذكر البحرين، وعندما سأل عن السر في ذلك أجابوه قائلين: "كيف ننتقد قناة لا نشاهدها"!!
لقد آن الأوان لوزارة الإعلام أن تستعين بشركات إعلامية عالمية تقوم بدراسة وضعها الحالي مع رسم سياسة استراتيجية محددة زمنيا للتغلب على أبرز المعوقات التي تقف حائلا دون مواكبتها لتطور عالم الفضائيات، إذ يبدو أن المعلنين هاجرت فكرة الإعلان في قناة البحرين الفضائية من عقولهم، وحان الوقت لتشجيعهم على وضعها في صدارة الوسائل الإعلامية العربية ومن ثم التفكير مستقبلا نحو العالمية
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 1032 - الأحد 03 يوليو 2005م الموافق 26 جمادى الأولى 1426هـ