الحق حق، ولكن السؤال كيف يدافع عن الحق بأقل الخسائر وبذكاء ووعي. لا يمكن أن نفهم مدى أهمية الخيار السلمي في طرح أي مطلب وطني من دون قراءة واعية ومركزة لحياة غاندي. لا يمكن أن نعرف كيف نتعاطى مع التمييز أو المحسوبيات العرقية من دون أن ننفتح وبعمق على حياة مارتن لوثر الأميركي الأسود الذي انتشل السود في أميركا من واقع التمييز ضدهم. لا يمكن لأحدنا أن يتنازل عن السلطة أو الكرسي ولو كان كرسي إدارة بيع أحذية أو تواليت أو كرسيا ثيوقراطيا أو سياسيا حتى يقرأ كيف تنازل نيلسون مانديلا عن كرسي الرئاسة وراح يشتغل في محاربة الفقر والإيدز الذي ابتلي به أحد أبنائه.
على رغم الحجارة التي ألقيت على سياسة رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد فإنه يبقى شخصية بنت بلادها ويوم شعر أن الزمن تقادم به قدم استقالته وترك المنصب في سبيل أن يقوم الشباب بأخذ دورهم، على رغم أنه كان في عمق قوته... هذه هي تجارب الشعوب بيننا.
أنا لست من مؤيدي بقاء الوزراء لسنين طوال حتى ولو كانوا أكفاء. دعونا نقول الحقيقة... البحرين يوجد فيها أكفاء، فلماذا يبقى الوزير فيها 30 عاما و25 عاما، وينتقل الوزير من وزارة إلى سفارة ومن سفارة إلى عضو مجلس شورى وهكذا يلف في المؤسسات والشباب جالسون في المنازل!
لقد جربت الحكومة بعض الوزراء الجدد في حكومتها وأثبت أكثر من وزير شاب أنه بحجم المسئولية وبإمكاننا في الوقت نفسه أن نستفيد من الوزير القديم... من خبرته ومعلوماته.
طبعا ليس كل وزير جديد في الحكومة هو كفوءا والدليل أن هناك بعض الوزراء بل فلنقل أحدهم حتى نكون واضحين يسمى بالوزير "الربشة" فقد نصف عقله عندما دخل الوزارة والنصف الآخر عندما خرج منها، وانظر الآن ماذا يجري للصحافة البحرينية... أصبح مثل هذا المسئول يعيش غيرة النساء من بقية الصحف... يوميا يصرخ مثل النساء من البلكونة، يوما يهجم على رؤساء التحرير، يوما يحرك بعض الكتاب لمهاجمة الناس، في بعض الأوقات يتحول إلى حامي حمى الصحافة ويستشيط غضبا عندما يتم فتح اتحادات صحافية أو غيرها من دون أن يقص هو الخيط، وقبل فترة حرك بعض الأقلام للنيل من مسئول كبير في مؤسسة الشباب والرياضة لأن أحد المسئولين انفتح على بقية الصحف بزيارة خاطفة ودية... كلما رأى مستوى التوزيع في هبوط وبدأ الناس يعرضون عن خطابه الموزع تحت طاولات بعض الأقلام استشاط غضبا، يوما يخرج علينا مثل طرزان أو الرجل الأخضر تتمزق الثياب عن عضلاته كاشفا مؤامرة كبيرة في ملف شارع المعارض، أسعفه عقله الكبير في اكتشافها. في بعض الأحيان يحاول أن يوصل للمسئولين كلاما غير صحيح عن الصحافة أو عن العاملين المخلصين في الصحافة ليضع الجميع في جيبه.
ولأن الرياضيين يقولون رباشة * رباشة = ربشتين، ولدت لنا الجمعية الواحدة والوزير الواحد. تعب هو والقوم في كتابة المسجات والإشارات والمقالات والمقابلات لإسقاط ملف جدار المالكية وبعد أن انهارت صدقيتهم مع انهيار الجدار راحوا يفتشون عن صيد آخر. في كل مرة يتم تلقف أية مسألة لضرب أي صحافي في الصحف الأخرى، ولأن قسم الرياضة في صحافتنا وصل إلى مستوى رفيع وهناك سبق واضح تمت الآن فبركة قصة لشاب طموح من أهل الرياضة. وكل القصة لماذا يعطى هذا الشاب "صاحب شهادة عليا" منصبا رفيع المستوى في المؤسسة الرياضية لأنه من فئة ما انطلاقا من النظرة الشوفينية الضيقة والهدف الآخر هو ضرب المؤسسة الرياضية ومسئوليها الكبار لأنها لم تتعاط من منطلق ضيق
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1032 - الأحد 03 يوليو 2005م الموافق 26 جمادى الأولى 1426هـ