العدد 1032 - الأحد 03 يوليو 2005م الموافق 26 جمادى الأولى 1426هـ

"عادل كامل" من المحرق إلى غوانتنامو

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

الواجب الديني والوطني يحتم علينا كبحرينيين ضرورة التحرك للإفراج عن الممحتجزين في غوانتنامو، والسعي من قبل المسئولين في البحرين من أجل ذلك الأمر، والا ماذا تعني الصداقة بين الدول؟ وماذا تعني كلمة الدولة الصديقة خارج حلف الأطلسي؟ إن الأسير البحريني عادل كامل هذا الإنسان، الذي نأمل أن لا تحاك ضده مسرحية أميركية التأليف كما حيكت لغيره ممن ذهب إلى باكستان أو أفغانستان، هذا الإنسان الذي يعرفه الناس بطيب أخلاقه وحسن صفاته وطبيعته المرحة الممزوجة برجولة متناهية في المواقف الاجتماعية الكثيرة، هنا في البحرين بين كل من عرفه، وعند رفاقه وصحبه في المحرق الخبر اليقين، من الاستحالة بمكان لأحد أن يصدق أنه من المتشددين أو القتلة؟! عادل كامل لم يكن من تنظيم القاعدة أو غيره من تنظيمات تكفيرية تقتل الناس بالجملة، وكل من عرفه لا يصدق هذه الهرطقة التي تأتي من صوب القوم القابضين على السلطة هناك في باكستان ليعلوا شأنهم عند الأميركان، ويزيد رصيدهم في المكافآت، فإن الرجل يعمل موظفا حكوميا وأحيانا في سوق العقارات "دلال" وبحارا في أحايين كثيرة ومن قديم كما عرفته. فمن أين له العلاقات مع تنظيم القاعدة أو غيره من تنظيمات؟ ولم يكن من ذوي الميول المتشددة، ولا تميز التزامه الديني إلا من خلال إطلاقه "للحيته"، أما إذا تحدث فإنه اجتماعي للغاية وطيب خلقه وصلته بالناس، وحسن تعامله معهم يجعله حاضرا على الدوام في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وتتمنى أن تراه في كل موقف... لدى "عدولي" كما يناديه "شياب وعيايز" المحرق، ابنة عمرها الآن 13 عاما ولديها إخوة آخرون ينتظرون عودته... هذا المعتقل نموذج للمعتقلين البحرينيين في غوانتنامو.

أميركا بلاد الحضارة والتقدم والديمقراطية، وتمثال الحرية، تجمد دم الحرية في عروق صقور الإدارة الأميركية، وأصيبت بالشلل إنسانية القوم في البيت الأبيض، وتيبست معاني الرحمة عن المرور بمعسكر اكس بغوانتنامو... أين حريتكم التي تعملون على ترويجها؟ أين ديمقراطيتكم التي ازعجتم الدنيا تهليلا وتطبيلا لها؟ أين...؟ وأين...؟

في المقابل أين حكوماتنا العربية ووزراء خارجيتها؟ ألا يوجد من الوقت أثناء شرب القهوة مع الرئيس الأميركي أو سكرتيرة الخارجية لكي تقولوا لهم إن هؤلاء أبناؤنا ونحن وأهاليهم نريد عودتهم إلينا؟ لا يتسع الوقت لقول هذه الجملة البسيطة! ولكنه يتسع لسماع الإملاءات الأميركية فقط! إملاءات تجفيف منابع الإرهاب، وملاحقة الجمعيات الخيرية، وأبناء الدول العربية.

جلالة الملك - حفظه الله - صرح بأن أغلى ما نملكه هو إنسان هذه الأرض الطيبة، وسمو رئيس الوزراء الموقر قال لا أعز من بلدنا إلا شعبه النواب يصرحون والمجتمع المدني يصدر بيانات... كل ذلك بشأن ضرورة التحرك من أجل الإفراج عن معتقلينا في غوانتنامو... إذن أين يكمن الخلل؟!

بناء على ذلك، فإن الأوامر قد صدرت من جلالة الملك إلى جميع المسئولين وعلى مختلف مستوياتهم من أجل الدفاع عن البحرينيين في الداخل والخارج وعلى الخارجية البحرينية ترجمة تلك الأوامر الملكية والقيام بالضغط على الإدارة الأميركية... الضغط من خلال الطرق الدبلوماسية، ودفع كلف الحقوقيين الذين يدافعون عن المعتقلين هناك. وللضغط عدة وسائل احدها تسخير الإعلام الأميركي نفسه، واستخدام جميع أوراق الضغط... ندعوا الله أن يخفف عن المعتقلين في غوانتنامو ونرجو أن يعذرونا فإن بعضا من البحرينيين ممن "زهب ودبس" لا يريدون عودتكم إلينا!

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1032 - الأحد 03 يوليو 2005م الموافق 26 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً