العدد 1032 - الأحد 03 يوليو 2005م الموافق 26 جمادى الأولى 1426هـ

وطن يتسع للجميع

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

"وطن يتسع للجميع" كانت بعض الكلمات التي وردت على لسان جلالة الملك اثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء يوم أمس. ولا شك اننا كبحرينيين ننظر إلى ترؤس جلالته الجلسة يوم أمس نظرة متفحصة لانها جاءت في وقت تموج فيه الساحة، ويختلط الغث بالسمين.

الملك حمد أكد أمس "ان التجمعات او الاعتصامات أو المسيرات المشروعة تعد دليلا على وجود المناخ الديمقراطي المتطور وهي موضع الاحترام والتقدير لأنها حقوق يكفلها الدستور ويصونها"، فيما حمل على "الاعتصامات والمسيرات المفتعلة".

اننا نضم صوتنا الى صوت الملك لنقول ان الوطن للجميع وانه يتوجب علينا حماية المكتسبات التي حققها شعب البحرين ونحميها من الضياع. فالتعبير عن الرأي حق كفلته المواثيق الدولية والدستور، والمتحضرون هم الذين يلتزمون بضوابط معقولة للتعبير عن رفضهم او احتجاجهم او تأييدهم لأمر ما.

ان التصعيد في الخطاب وفي بعض النشاطات والافعال من شأنها ان تؤذي المجتمع أكثر مما تفيده، والدعوات مستمرة منذ بدء المشروع الاصلاحي بضرورة ضبط النفس وردود الافعال، لان الخطأ لا يبرر الخطأ، ومخالفة القانون لا تبرر مخالفة أخرى للقانون.

وحديثا أصدر مركز البحوث السياسية التطبيقية في جامعة ميونيخ الألمانية مؤشرا جديدا لقياس "التحول نحو الديمقراطية واقتصاد السوق" ودرس المركز أوضاع البحرين "ضمن عدد من البلدان الاخرى" في الفترة ما بين 1998 و2003 مستخدما منهجية متطورة لقياس التحول نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي. وقد وجدت الدراسة ان البحرين في المرتبة الخمسين "عالميا" في قياس واقع التحول نحو الديمقراطية واقتصاد السوق، بينما أحرزت المرتبة السادسة والستين "عالميا" في قياس القدرة على إدارة التحول الديمقراطي نحو النجاح. ولكن عند مقارنة البحرين بالدول العربية، فإن المؤشر يعطي البحرين المرتبة الأولى في قياس واقع التحول، والمرتبة الرابعة في قياس القدرة على إدارة التحول نحو النجاح بعد المغرب وتونس والأردن، مع الاشارة الى ان بلدا مثل تونس خطا خطوات في جانب الاصلاح الاقتصادي، بينما تشهد البحرين تحولات على الجانبين.

المؤشر يتسق ايضا مع مؤشرات عن "الحكم الصالح" صدرت عن البنك الدولي في مايو/ أيار الماضي أكدت ان الاستقرار السياسي في العام 2004 أفضل من العام 1998 بسبب مشروع الاصلاح الذي دشنه الملك. لكن مؤشرات البنك الدولي وجدت ان حكم القانون كان أفضل في السابق من الوضع الحالي، كما ان جودة القرارات الحكومية كانت أفضل، وهذا يتطابق مع المؤشر الألماني الذي قال ان واقع البحرين أفضل من غيره من الدول العربية، ولكن القدرة على ضبط المسيرة أثناء التحول أضعف من غيرها من الدول العربية الاخرى.

ان بحريننا تتسع للجميع، وعلينا جميعا ان نتعاون فيما بيننا لكي نساند الانفتاح السياسي الذي يقوده جلالة الملك، وعلينا ان نتحلى بالصبر في كثير من الأمور لكي لا نفسح المجال لعودة اجواء قانون أمن الدولة بحجة انفلات الأمن وضياع الاجندة بسبب تصرفات غير مسئولة هنا او هناك. نعم ان البحرين وطن يتسع للجميع، وعلينا ان نتكاتف جميعا من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن، لاسيما فيما يتعلق بالحريات العامة، والتصرف بمسئولية تجاه قضايا الشأن العام

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1032 - الأحد 03 يوليو 2005م الموافق 26 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً