كشفت استشارية الأمراض المعدية بمجمع السلمانية الطبي هدى الأنصاري أن مملكة البحرين حققت أدنى نسبة من حالات الإصابة بمرض التدرن الرئوي بمعدل حالتين لكل مئة ألف مواطن بحسب تعداد السكان للعام ،2004 متفوقة بذلك على كل دول الخليج العربية ودول إقليم شرق المتوسط، مشيرة إلى أن الحد الأعلى الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية هو ثلاث حالات تدرن رئوي لكل مئة ألف مواطن، وأن هذه الحالات تتركز في الفئة العمرية لما فوق 65 عاما، وتنعدم تماما في فئة الشباب.
وأوضحت الأنصاري من خلال مشاركتها في أعمال الاجتماع العاشر لمديري البرامج الوطنية لمكافحة السل في إقليم شرق المتوسط، والاجتماع الخاص بالتخلص النهائي من مرض السل الرئوي بدول الخليج العربية اللذين عقدا في سلطنة عمان، تحت رعاية منظمة الصحة العالمية خلال الفترة 12 - 14 و15 - 16 يونيو/ حزيران الماضي، أن الأرقام المشار إليها خاصة بالمواطنين البحرينيين، وأن النسبة المسجلة للعمالة الوافدة هي 33 حالة لكل ألف وافد، وهي نسبة قليلة ولا تمثل خطورة شديدة قياسا بالأوضاع الصحية السائدة في الدول المصدرة للعمالة الأجنبية، مضيفة أن هذه النسبة تتفق مع المعدل الإقليمي الموصى به، وأن الأسلوب العلاجي المتبع في مملكة البحرين يشمل معالجة المريض فور اكتشاف المرض، وترتيب إجراءات إرجاعه إلى موطنه الأصلي مراعاة للجانب الإنساني.
وقالت: "إن منظمة الصحة العالمية أشادت بتجربة مملكة البحرين وجهودها الفعالة في مكافحة مرض التدرن الرئوي والتخلص النهائي منه"، مشيرة إلى أن الاستراتيجية العلاجية المطبقة في المملكة تشمل إجراء فحص شامل لكل أفراد عائلة المصاب والمختلطين معه، وإعطاءهم أدوية علاجية وجرعات وقائية للحد من انتشار المرض، مؤكدة أن البحرين هي البلد الوحيد في إقليم شرق المتوسط، ودول الخليج العربية التي لا يوجد بها تطعيم وقائي ضد السل، وأن البرامج العلاجية التي تشرف عليها الدولة بصورة مباشرة من خلال توجيهات وزيرة الصحة ندى حفاظ، وبدعم ومساندة وكيل وزارة الصحة عبدالعزيز حمزة لمكافحة المرض تعتبر الأفضل على هذا الصعيد.
وأشارت الأنصاري إلى أن الاجتماعين استعرضا الوضع الوبائي للسل، وأداء البرامج الوطنية لمكافحته في كل بلد على حدة، ومراجعة التقدم المحرز في تنفيذ المؤشرات المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لرصد وتقييم هذه البرامج، بهدف بلوغ الأهداف العالمية، وخفض أعباء السل الواقعة على كاهل المجتمعات.
يذكر أنه صدرت عن المؤتمر توصيات مهمة تمثلت في ضرورة توفير التقنيات الحديثة لسرعة الكشف عن حالات مرض السل وتشخيصه، عوضا عن أساليب التشخيص العرضي المتبعة في غالبية دول الإقليم، وإعداد الاستراتيجيات والبرامج الوطنية الفعالة لمكافحة هذا المرض، وإقامة شراكة إقليمية لدحر السل
العدد 1031 - السبت 02 يوليو 2005م الموافق 25 جمادى الأولى 1426هـ