عقدت المعارضة الليبية حديثا وللمرة الأولى مؤتمرا لها في العاصمة البريطانية "لندن" تلك المدينة التي طالما استضافت سابقا مجموعة من المؤتمرات التي نادت بعودة الديمقراطية وكان أبرزها المعارضة العراقية والتي اجتمعت وحشدت كامل عناصرها وقواها وإمكاناتها في لندن لأجل إعداد وتعبئة حملة مضادة للرئيس العراقي آنذاك صدام حسين قبيل سقوطه على يد "الدبابات الإنجلو - أميركية" في العام . 2003
المؤتمر كان من تنظيم جماعة من الأحزاب "الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، التجمع الجمهوري، التجمع الإسلامي، الاتحاد الدستوري الليبي" التي اتخذت عدة عواصم غربية متفرقة مقرا لها وكمنطلق تعزز به دعوتها التي اتخذت من تلك العواصم منبرا للكلمة الحرة والجريئة ضد الأنظمة العربية، إذ لن تتجرأ على التفوه بما يجول في خاطرها وضمائرها داخل عقر دارها سوى عبر الذراع الخلفي والوقوف وراء عتبة "الكلمة الحرة".
بدأت المعارضة الليبية بشن حملة سلمية للإطاحة بالعقيد معمر القذافي لكن من منطلق رفضها لفكرة العودة إلى طرابلس "على متن الدبابات الأميركية"، وذلك في ختام مؤتمرها، وقال أحد المندوبين الـ 300 الذين شاركوا "لا نريد حلا على الطريقة الأفغانية أو العراقية لا نريد العودة إلى بلدنا على ظهر دبابات أميركية". البيان الختامي الذي انبثق عن ذاك التجمع دعا إلى "الاكتتاب الشعبي من أجل تمويل وسيلة إعلامية فعالة لمخاطبة الشعب الليبي" إذ "أثبتت هذه الأداة فعاليتها في أوكرانيا والثورة البرتقالية التي قادها فيكتور يوتشينكو أحد أقطاب المعارضة الأميركية. في المقابل لذلك التجمع تظاهر في طرابلس مئات الشبان الليبيين احتجاجا على المؤتمر الذي عقدته المعارضة في المنفى واصفين المشاركين فيه بأنهم "عملاء".
بين عالمهم الغربي وعالمنا العربي شعرة الحرية التي عن طريقها تتبلور للشعوب حاجاتها والتي تسعى دوما للوصول إليها ولكن بمحض إرادتها من دون حاجة للعقل الغربي الذي يوجه ويقود "دفة الثورة"، لأن ذلك العقل سيضطر يوما ما بعد عدة مراوغات أن يفرض علينا قوالب معبئة لا تتناسب مع الظروف البيئية لمجتمعاتنا فسرعان ما تدرك الشعوب قيمتها الهشة... وحينها ينقلب السحر على الساحر
العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ