عندما نفتح ملف القرى المنسية في البحرين، تقفز إلى الذهن - بطريقة لا شعورية - قرية جدالحاج. هذا القرية التي كان قدر أهلها أن يولدوا في قرية منسية، ويعيشوا منسيين لأنهم وبكل بساطة سكان "جدالحاج".
فحين يسدل الليل ستاره، وتطفأ أنواره، تتحول ممرات القرية وبيوتاتها إلى أشبه بالمقبرة؛ ظلام دامس، جدران تكاد تتهاوى وتسقط على المارة والساكنين، وشوارع لا تصلح حتى للمشي على الأقدام. وحين تسأل أهالي القرية عن حياتهم يجيبوك بكل بساطة "إننا في جدالحاج لا نشكو من شيء، فبيوتنا هي مبان تراثية، وفي الوقت نفسه مقابر تاريخية وماذا نريد أكثر من ذلك؟!".
ولكن السؤال المطروح، لماذا لم نر حتى الآن أي توجه ملموس لتطوير هذه القرية؟ وأين وزارة الإسكان والأشغال والمسئولين عنها؟ ولعل هذا الطرح يقودنا إلى التساؤل عن مصير القرى التي تم اختيارها لقرى نموذجية، وأخرى تم اختيارها لمشروعات تطوير القرى، أين وصل هذا الملف؟ وما مصيره؟ ولماذا لم نر أي عمل جار فيها؟ هل ما أشيع وأثير مجرد "كلام جرايد" أم أن هناك خطة أخرى لا نعلم بها؟
عموما، ولكي لا نهرب عن الموضوع نقول: ألا تستحق قرية جدالحاج أن تدرج ضمن مخططات التطوير؟ ألا يستحق أهلها أن يلمسوا بعض الخدمات الأساسية في القرية والتي لا تتعدى الشوارع المرصوفة، وترميم البيوت وتخطيط المنطقة وهي من دون أدنى شك حقوق مشروعة؟ وحتى يتحقق كل ذلك... "لك الله يا جدالحاج"
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ