المقترح الذي تقدم به بعض النواب إلى المجلس النيابي يتنافى مع التوجيهات الملكية الصادرة إلى المؤسسة العامة للشباب والرياضة العام 2000م، والتي أعطت للأندية الوطنية حق تقرير مصيرها في عملية الدمج. .. كما أعطتها الحرية الكاملة في البقاء على ما هو عليه أو تقرير مصيرها بالشكل الذي يناسب أعضاءها من أبناء المنطقة أو القرية التي يمثلها.
والمؤسسة العامة للشباب والرياضة حينما تقدمت بمقترح دمج الأندية العام 2000م لم تكن تهدف - إطلاقا - إلى محو الأندية الصغيرة من على خريطة البحرين، بل كانت تتطلع في أن تكون هذه الأندية مراكز شبابية تعد روافد تغذي الأندية النموذجية بالمواهب واللاعبين الواعدين والكوادر الشبابية... ونجحت المؤسسة بعد إطلاق حملة الدمج إلى تقليص عدد الأندية إلى 32 ناديا بعد دمج أندية كل من: الرفاع، التضامن، الشباب، الساحل والاتفاق، ولكن بسبب تأخر الأندية النموذجية بدأت هذه العملية تلاقي الفشل تدريجيا في الأندية المندمجة، كالساحل، الاتفاق والتضامن... وأثبتت تلك التجربة بأن نجاح عملية الدمج لن تتم إلا بعد اكتمال بناء الأندية النموذجية الموعود بها!
نعود بالحديث إلى المقترح النيابي بتقليص الأندية الوطنية، وأسأل الكتلة النيابية التي تقدمت به ببعض الأسئلة التي لن يجيبوا عليها طبعا بسبب عدم وضوح الرؤية وعدم وجود معايير ودراسات علمية ومالية يبنى عليه مقترحها.
السؤال الأول: بناء 17 ناديا نموذجيا بكلفة 12 مليون دينار... على أي أساس تم وضع الكلفة وفي أي عام هجري تم تقديم المقترح؟ فإذا كانت وزارة الأشغال أعلنت قبل أسبوع بأن كلفة بناء صالتين بـ 1,624 مليون دينار وأن مدينة الشيخ خليفة الرياضية والتي تعادل 3 أندية نموذجية قدرت كلفتها الرسمية بناء على الصادر من مجلس المناقصات أكثر من 9 ملايين دينار... فهل يعلم السادة الأفاضل بأن كل ناد نموذجي يجب أن يشتمل على استاد كرة قدم وصالة رياضية متعددة الأغراض وحمام سباحة وملاعب خارجية ومبنى إداري ومواقف للسيارات... أم انهم يريدون ملاعب رملية وصالات مغطاة بـ "الصفيح"؟
السؤال الثاني: بناء 17 ناديا نموذجيا بـ 12 مليونا وبناء 12 مركزا شبابيا بـ 11 مليونا... أقول لمقدمي المقترح: أليس في ذلك تناقض عجيب ومفهوم خاطئ لمعنى مركز شبابي وناد نموذجي؟ أتمنى أن يطلعوا على تجربة الدول التي سبقتنا في هذا المجال.
السؤال الثالث: إن المعايير والدراسات وضعت اللجنة، مدينة حمد والتي تملك كثافة سكانية كمركز شبابي ووضعت أندية نموذجية للرفاع الشرقي والاتحاد والبديع... أليس في هذا تناقض فاضح؟
السؤال الرابع: كيف سمح مقدمو الطلب لأنفسهم بإلغاء أندية تمثل مناطق أو قرى من على خريطة البحرين... مثل هذا المقترح يهدف إلى المزيد من تدمير الشباب!
وأخيرا أقول لمقدمي الطلب إن من الواضح أن هذا المقترح لم يبن على دراسة علمية ميدانية صحيحة، ولم تؤخذ فيه الكلفة المالية بحسب واقع السوق الحالي، ولم تراع فيه تجربة الدول الشقيقة في هذا المجال، وقد جاء نتيجة اجتهادات شخصية لم يحالفها الصواب.
لذلك أكرر ما ذكرته في هذه الزاوية قبل أسبوعين بأنني أتمنى من النواب الأفاضل عدم التدخل في المجال الشبابي والرياضي حتى لا يصيب منتسبيه الإحباط، ويكفي ما أصاب الناس من إحباط متكرر في "البونس" والزيادة وموضوعات أخرى مهمة جدا.
وأتمنى أيضا من الكتلة صاحبة الاقتراح احترام التوجيهات الملكية وعدم المساس بها وهي التي تراعي الصالح العام وتحترم حق أعضاء الأندية في تقرير مصيرها
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1030 - الجمعة 01 يوليو 2005م الموافق 24 جمادى الأولى 1426هـ