العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ

مسرحية «دورينا»

محمد طوق mohammed.tooq [at] alwasatnews.com

رياضة

مسرحية كوميدية شاهدناها الأسبوع الماضي عنوانها «دورينا»، وتعتبر بحق أشهر مسرحية أقيمت على الساحة الرياضية، وحدثت في المملكة، وكانت من إعداد المؤسسة العامة للشباب والرياضة واتحاد الكرة، أما جمهورها أو المتفرجون عليها فهم لاعبو أنديتنا المحلية الذين خرجوا مستاءين من المستوى الهابط للمسرحية الذي لا يرتقي إلى أي مستوى فني متعارف عليه. والمسرحية بدأت بذهاب الناديين المتباريين للعب ضمن منافسات دوري كأس خليفة بن سلمان «دورينا»، وفوجئوا بغلق أبواب الاستاد الوطني «سانتياغو بيرنابيو» في وجوههم؛ لأن المؤسسة العامة أخبرت اتحاد الكرة بأنه غير مرغوب فيهم اليوم!

هذه المسرحية التي حازت على المركز الأول على مستوى المملكة، لقيت - أيضا - منافسة قوية على لقب الجائزة، وجاءت (المهزلة) المسرحية الثانية مكملة لمستوى المسرحية الأولى والتي أقيمت من دون وجود سيارة الإسعاف، ومن دون وجود لوحة التبديل أيضا التي تكون مع الحكم الرابع، وكأن المباريات تلعب على شكل دورات صيفية وليس بحجم دوري يمثل المملكة ويحمل اسم سمو رئيس الوزراء.

الصراع على الجائزة كان قويا بعد عدة اتهامات تناولتها الصحافة المحلية بين المؤسسة العامة للشباب والرياضة واتحاد الكرة، وكان الاثنان يريدان أن يحصلا على لقب الجائزة وقاما يتهمان بعضهما بعضا، والاثنان يبرهنان بأدلة ما جعلنا نشتاق بحرارة لرد الطرف الآخر على الأول، وبدأوا يتنافسون بشأن من يكتب عدد كلمات أكثر حتى تكون له صفحة كاملة في الملاحق الرياضية، وليس برد بسيط يختفي عن أنظار القارئ الكريم.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي الأسبوع قبل الماضي، وبعد ترتيب محرر للذهاب لمباراة الأهلي مع البديع، وبعد الاتفاق والتنسيق بيننا وتهيؤ المحرر للذهاب للمباراة، قمت بالاتصال بمحمد علي طوق قبل ساعة ونصف من المباراة واعتقدت أنه وصل للملعب، إلا أنني دهشت عندما أخبرني أنه في منزله وأن مباراة فريقه نقلت إلى يوم آخر... ولكن لنقف وننظر بتأمل، كيف نقلت المباراة ليوم آخر والصحافة كلها وضعت تقديما لهذه المباراة؟! يا للدهشة والعجب، أتنقل المباريات وتغيّر أوقاتها والصحافة لا تعلم بما يحدث! فعلا شيء غريب.

تعودنا كثيرا على مثل هذه المسرحيات التي بدأت تزداد الآن عن السابق، ففي السابق كان تحدث أشياء يعتقدها البعض أنها خفيفة. فعلى سبيل المثال كان دوري الفئات العمرية مستمرا والصحافة لا تعلم، فأنا شخصيا بوصفي متابع للفئات العمرية أقوم بالاتصال بأحد إداريي الأندية وخصوصا إداري النادي الأهلي بفريق الناشئين عامر العامر الذي يخبرني بأن مباريات دوري الناشئين ستقام في اليوم الفلاني، وأندهش عندها؛ كوننا في القسم الرياضي بصحيفتنا «الوسط» لم يتسلم أي جدول أو خطاب يخبروننا بأن الدوري سيستمر، أو أن الدوري سيتوقف أو تم تأجيل مباراة.

لا أعتقد أن أحدا من الدول الخليجية يتابع دورينا وأخباره؛ إذ انه أضعف دوري ومشكلاته أكثر من مبارياته، ومن يتابع دورينا في المملكة تغمره الفرحة العارمة؛ لأنه يشاهد أفلام «أكشن» ومسرحيات كوميدية أو هزلية!

لعلنا نتساءل الآن، من المسئول عن هذه المهازل، ولا يمكننا اتهام أية فئة على أخرى؛ فالتقارير التي أرسلتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة واتحاد الكرة وضعتنا في حيرة من أمرنا.

عموما، مبروك للفائز بجائزة أفضل مسرحية هزلية في دورينا، وحظا أوفر لمن لم يحالفه الحظ في الفوز، ونتوقع أن تستمر المسرحيات في الفترة المقبلة، ونتوقع أيضا أن تكون المسرحية أفضل من المسرحية الحائزة على الجائزة!

إقرأ أيضا لـ "محمد طوق"

العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً