العدد 2942 - السبت 25 سبتمبر 2010م الموافق 16 شوال 1431هـ

«الدول المانحة»: انهيار اليمن سيشكل خطراً كبيراً

حذرت الدول المانحة في اجتماع بنيويورك من أن اليمن سيشكل «خطراً كبيراً» إذا لم يمنع العالم انهياره.

وقال وزير التنمية الدولية البريطاني، آلان دنكان، بعد اجتماع «أصدقاء اليمن» الليلة قبل الماضية إن: «الدافع الرئيسي (لتقديم المساعدات لليمن) هو حماية استقرار الدولة بشكل عام». وأضاف: «ستكون هناك مخاطر كبيرة على البلاد والمنطقة والعالم بشكل عام إذا انهارت الدولة في اليمن»، موضحاً أن هذا البلد لن يكون لديه نفط ولا ماء ولا وقت قريباً. وفي غضون ذلك، أعلنت السلطات اليمنية أنها استعادت السيطرة على الحوطة في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، حيث تحصن مئات من «العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة» منذ أسبوع. كما أعلنت مصادر أمنية أن عشرة من عناصر الاستخبارات اليمنية جرحوا أمس (السبت)، عندما أطلق مسلحان النار على حافلتهم في وسط صنعاء، مشيرة إلى توقيف أربعة مشتبه فيهم خلال النهار.


إصابة عشرة من ضباط المخابرات في هجوم بالعاصمة اليمنية

صنعاء تؤكد استعادة السيطرة على مدينة الحوطة

عدن، صنعاء - أ ف ب، د ب أ

أعلنت السلطات اليمنية أنها استعادت الجمعة السيطرة على الحوطة في محافظة شبوة جنوب شرق البلاد، حيث تحصن مئات من «العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة» منذ أسبوع، في حين أصيب عشرة من أفراد جهاز المخابرات عندما هاجم مسلحون حافلة تقلهم عبر صنعاء أمس (السبت).

وقال مسئول في أجهزة الأمن لوكالة «فرانس برس» إن «الجيش يسيطر بشكل كامل على الحوطة وأقام فيها ثلاثة حواجز عسكرية ويطوق جبلا يشرف على المدينة فر الإرهابيون إليه». وأضاف هذا المسئول الذي طلب عدم كشف هويته، أن القوات الحكومية دخلت المدينة الجمعة بعد معارك «جرح فيها عسكري وتضرر منزلان».

وكان ناطق باسم وزارة الداخلية اليمنية أعلن في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الرسمية، أن «قوات الأمن بمساندة من وحدات القوات المسلحة تمكنت في ساعة مبكرة من صباح الجمعة من تطهير مدينة الحوطة من العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي كانت متحصنة» فيها منذ 18 سبتمبر/ أيلول.

وأضاف المصدر نفسه في التصريحات التي بثتها وكالة الأنباء الرسمية (سبأ)، أن «الأجهزة الأمنية تقوم حالياً بملاحقة العناصر الإرهابية التي فرت إلى الجبال المحيطة» بالمدينة.

وكان مسئول محلي ذكر أن ما بين ثمانين ومئة مقاتل يعتقد انهم أعضاء في «القاعدة»، يتحصنون في الحوطة والمناطق الجبلية المحيطة بها.

وأوضح المصدر الأمني أن الأجهزة الأمنية «ألقت خلال الأيام القليلة الماضية القبض على عدد من عناصر تنظيم القاعدة واستسلم عدد منهم بعد إحكام الحصار عليهم داخل المدينة والتحقيق جار معهم».

واكد المسئول الأمني لـ «فرانس برس» أن القوات الحكومية تقوم بعمليات تمشيط في أحياء الحوطة للإعداد لعودة السكان الذين اضطرهم النزاع لمغادرة المدينة. وقدرت جمعية الهلال الأحمر بما بين ثمانية آلاف و12 ألفاً عدد الذين هربوا من سكان المدينة البالغ عددهم 20 ألفاً.

من جهتها، قدرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة عدد هؤلاء بأربعة آلاف شخص وعبرت عن «قلقها على أمن وحماية السكان» المتضررين بالنزاع.

وأكد صالح عرم أحد النازحين أن بعض النازحين بدأوا العودة إلى مدينتهم. وقال «أنا الآن على مشارف مدينة الحوطة مع أسرتي وفي طريقي إلى منزلي في الجهة الغربية من المدينة».

وأضاف عرم الذي كان يتحدث في اتصال هاتفي من عدن الذي يأمل في الوصول إلى منزله مع زوجته وأولاده الستة «لا يزال الخوف يراودني كثيراً».

وتابع «لم يسبق لي أن رأيت مشاهد مثلما أشاهد الآن»، موضحاً أن «قوات الجيش والمصفحات العسكرية تنتشر في أرجاء المدينة والسكان خائفون لأن المشهد لم يسبق وأن مر على سكان الحوطة».

واكد أن «كل ما أتمناه هو عدم عودة المواجهات وخلو المدينة من عناصر القاعدة وكذلك من قوات الجيش فنحن نريد أن نعيش بسلام وأمان».

وشكك نازحون في الرواية المتعلقة بملابسات استعادة السلطات للحوطة. وقال شيخ قبلي في الحوطة إن «ما حدث مسرحية هزيلة لا ندري ما هو هدفها». وأوضح أنه «منذ أسبوع نعيش خارج ديارنا وتم تشريد آلاف الأسر جراء المواجهات مع القاعدة كما تدعي السلطة ثم ينتهي الأمر بدخول قوات الجيش من دون حدوث مواجهات أو مقاومة من قبل مسلحي القاعدة».

وتابع «استغرب من حديث السلطات الرسمية بأن المسلحين فروا إلى الجبال أو إلى جهة غير معلومة وكيف خرجوا».

وأكد نائب مسئول السلطة المحلية في مدينة الحوطة يسلم باجنوب «نحن الآن بصدد تسليم النازحين منازلهم بعد أن خضعت لعملية تفتيش من قبل قوات الجيش والتأكد من خلوها من أي عناصر أو مواد متفجرة».

من جانبة قال أحد النازحين شائف جعفان (42 عاماً) يعمل في البناء «دخلت منزلي بمفردي فالمدينة هادئة خلافاً لما عاشته الأسبوع الماضي. وأما أسرتي المؤلفة من ثلاثة أولاد وبنت فهي الآن في منزل أحد أقربائي في منطقة عزان التي تبعد عن الحوطة 20 كلم» مضيفاً «وبعد أن لاحظت هدوء المدينة فأنا الآن في طريقي إلى عزان لأعود باسرتي إلى المنزل الذي غادرناه مطلع الأسبوع الماضي جراء الاشتباكات».

وتابع «الأسبوع الماضي كانت أيامه سوداء وتحولت مدينتا المعروفة بأنها هادئة إلى مدينة أشباح». واكد «أشاهد الآن مواطنين يفتحون منازلهم ومحلاتهم وآخرون يحملون حاجاتهم ويدخلون المدينة التي يبدو أن الأمن عاد إليها».

وفي الوقت نفسه، أعلنت مصادر أمنية إن عشرة من عناصر المخابرات اليمنية جرحوا أمس (السبت) عندما أطلق مسلحان النار على حافلتهم في وسط صنعاء.

وقال مصدر في أجهزة الآمن اليمنية طالباً عدم كشف هويته إن «مجهولين مسلحين هاجما حافلة للأمن السياسي (المخابرات) في وسط صنعاء ما أدى إلى جرح عشرة من عناصر» الجهاز الأمني.

وهو أول هجوم داخل العاصمة اليمنية منذ محاولة الاعتداء على السفير البريطاني في أبريل/نيسان الماضي.

وقالت مصادر طبية في المستشفى العسكري إن الضباط المصابين نقلوا إلى المستشفى عقب الاعتداء وإن أربعة منهم حالتهم حرجة.

ولم تتضح بعد الدوافع وراء الهجوم، إلا أن جماعة محلية على صلة بتنظيم «القاعدة» نفذت في الشهور الأخيرة هجمات ضد الشرطة وأهداف عسكرية، وخصوصاً في جنوب البلاد.


الدول المانحة: انهيار اليمن سيشكل «خطراً كبيراً»

نيويورك - أ ف ب

حذرت الدول المانحة في اجتماع في نيويورك الليلة قبل الماضية من أن اليمن سيشكل «خطراً كبيراً» إذا لم يمنع العالم انهياره.

وقال وزير التنمية الدولية البريطاني الآن دنكان بعد اجتماع «أصدقاء اليمن» إن «الدافع الرئيسي (لتقديم المساعدات لليمن) هو حماية استقرار الدولة بشكل عام». وأضاف «ستكون هناك مخاطر كبيرة على البلاد والمنطقة والعالم بشكل عام إذا انهارت الدولة في اليمن»، موضحاً أن هذا البلد «لن يكون لديه نفط ولا ماء ولا وقت» قريباً.

ويضم منتدى «أصدقاء اليمن» الذي عقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصوصاً الولايات المتحدة والأوروبيين واليمن ودول مجلس التعاون الخليجي.

وكانت هذه المجموعة أنشئت في يناير/ كانون الثاني الماضي في لندن بشكل متسرع بعد تبني تنظيم «القاعدة» في اليمن محاولة اعتداء على طائرة ركاب مدنية أميركية في رحلة بين امستردام وديترويت.

وناقش المنتدى تحركات الدول المانحة من أجل اليمن والدعم الذي يفترض أن تقدمه لبرنامج إصلاحات سياسية واقتصادية وأمنية. وأكد الدبلوماسي الأميركي وليام بيرنز، المدير السياسي في وزارة الخارجية أن الاجتماع «كشف روحا حقيقية للتعاون لدعم اليمنيين».

وتحدث «أصدقاء اليمن» في البيان الختامي للاجتماع عن «تقدم مشجع» منذ بداية العام.

ورحبوا خصوصاً بموافقة اليمن على برنامج لصندوق النقد الدولي يهدف إلى إصلاح الاقتصاد، وبدء «حوار وطني».

ويتضمن إعلان المجموعة سبع نقاط اقتصادية بينها خصوصاً «خطة للتنمية وخفض الفقر» للفترة من 2011 إلى 2015، يفترض أن تسمح لليمن بالاستفادة بشكل أفضل من المساعدة الإنسانية المقدمة منذ سنوات. وحددت المجموعة أهدافاً ضد التطرف الإسلامي.

وكانت صنعاء أعلنت خلال الاجتماع عن «استراتيجية ضد التطرف» اعتبرت الدول المانحة أنها تشكل «أساساً جيداً للحصول على دعم» شركاء اليمن.

من جهة أخرى، تحدث «أصدقاء اليمن» عن مكافحة الفساد واحترام حقوق الإنسان وهما مجالان أكد الوزير البريطاني «ضرورة تحقيق تقدم حقيقي فيهما إذا أردنا أن يكون للخطة مفعولاً».

وسيعقد الاجتماع المقبل «لأصدقاء اليمن» في الرياض في فبراير/شباط المقبل

العدد 2942 - السبت 25 سبتمبر 2010م الموافق 16 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 1:33 ص

      اليمن

      أيها القارئ الكريم: لو كنت تستلم معاش وعلى الله وعليه في عيشتك أنت وعائلتك وأولادك وفجأة قطع عنك المعاش وليس لديك أي دخل آخر، كيف ستتصرف وكيف سيكون موقفك ؟ هذا ما حدث بالنسبة للجنوب اليمني، الجنوب كان إشتراكي أي الحكومة هي التي تعمل لك كل شيء بالمجان، الآن دخل نظام صنعاء فتغيرت الأمور فأزداد الغني عناءً والفقير فقرا وقطعت رواتب الكثير ورأى أن الوحدة كانت أمنية ولكنها أصبحت نقمة للكثير، فكيف سيكون موقفك إذا كنت أنت مكانه؟

اقرأ ايضاً