العدد 2941 - الجمعة 24 سبتمبر 2010م الموافق 15 شوال 1431هـ

الغريفي: لا مساومة أو مجاملة في طلبنا الأمن والأمان للوطن

رفض الخطابات المحرّضة على النظام أو الشعب

رفض عالم الدين السيد عبدالله الغريفي أي خطابات تحرض النظام على الشعب، وأي خطابات تحرض الشعب على النظام»، معتبراً أن «الكثير من الخطابات والكلمات في هذه المرحلة المأزومة تُمارس الشّحن والتحريض والتشكيك، مسكونة بدوافع لا تريد لهذا البلد خيراً وصلاحاً».

وقال في كلمة ألقاها مساء أمس الأول بجامع الصادق في القفول: «إن من حقّ أيّ إنسان أن يعبّر عن قناعاته الدينيّة والثقافيّة والسّياسيّة من دون مزايدات أو اتهامات أو تحريضات أم مشاحنات، ولا يجوز مصادرة حقّ التعبير مهما كانت المبرّرات، غير أنّ الكلمة مسئولية يحاسب عليها قائلها»، مشيراً إلى أنه «ربّما الكلمة توحّد وتصحح، وربّما تهدم وتُفرّق وتخرّب، وربّما تكون الكلمة ربّانية طيّبة، وربّما تكون الكلمة شيطانيّة خبيثة».

وقال الغريفي: «إننا نريد لهذا الوطن الأمن والأمان والاستقرار والرّفاه والازدهار، والوحدة والوئام، والأخوّة والمحبّة والصّفاء. ولا نقول هذا مزايدة أو مساومة أو تزلّفاً أو مداهنة، أو خوفاً أو مجاملة، هذه قناعتنا التي يفرضها علينا واجبنا الشرعي، ومسئوليتنا الوطنية».

وحذّر الغريفي من أن «تنفلت الكلمات محكومة للجهل والهوى وللأغراض والدوافع غير النظيفة، ومن أن تنطلق الكلمات بلا ضوابط من شرعٍ وعقل، وحكمةٍ وبصيرة، وصدقٍ وأمانة»، موضحاً أنه «إذا كان من حقّ الكلمات أن تُدافع عن نظام وأن تُدافع عن وطن، وأن تُدافع عن شعب، إلا أنّه ليس من حقّ الكلمات أن تؤجّج نيران الفتن الطائفيّة والسّياسية بذرائع الغيرة على النظام أو الوطن أو الشعب».

كما حذّر أقلام الصحافة وأصوات الخطابة من «لا تصبّوا الزّيت على النّار لتشعلوها فتناً عمياء تدمّر هذا الوطن، وتحرق الأخضر واليابس، وتقتل المحبّة بين أبناء هذا الشعب، وتهدم الأواصر والروابط والوشائج».

وواصل الغريفي تحذيره من «أن تكون الكلمات منفعلة، متشنجة، مشحونة بألفاظ القذف والسّب والاتهام والإساءة، ولسنا مدافعين عن أيّ عمل يسيء لأمن الوطن واستقراره، فهذا عمل محرّم شرعاًَ، ولا نجامل منه أحداً، وهذا عمل مدان». وأضاف «غير أنّنا نرفض أن تطال الكلمات علماء وقفوا بكلّ صدق وإخلاص في حراسة هذا الوطن وأن تطال الكلمات طائفة تشكّل مكوّناً كبيراً في نسيج هذا الشعب، ومتجذّرة في تربة هذه الأرض، إذا استمر الإيقاع بهذا الشكل في الخطاب فإنّ النتائج ستكون وخيمة ومرعبة ومدمّرة».

وأشار إلى أن «المرحلة ليست في حاجة إلى فورة من الخطابات المنفلتة المتشنّجة، مما يؤجج الأوضاع، ويؤزّم الأجواء، وهنا يأتي دور المسئولين أن يضعوا حداً لهذا الفوران». وبيّن أن «المرحلة في حاجة إلى خطابات تؤسّس لإنتاج الوحدة والتقارب، ولتعزيز الثقة والمحبّة، ولدفع الأمور في اتجاه الهدوء والاستقرار، ولوضع حدّ للتداعيات، وهذه مسئولية الخطاب الديني والسياسي، ومسئولية الخطاب المؤيّد والمعارض».

وفي سياق منفصل عبّر عالم الدين الغريفي عن صدمته بنبأ «سحب الجنسية البحرينية من العالم الشيخ حسين نجاتي وأفراد عائلته، في خطوةٍ سبّبت الكثير من القلق والاستياء في الأوساط العلمائيّة والأوساط الشعبيّة».

وقال: «إن الساحة البحرينية تعرف عن هذا العالم أنّه في الصفّ الأول من علماء وظفوا كل قدراتهم في خدمة هذا الوطن، وحماية أمنه واستقراره، والعمل من أجل وحدة الصف بين مكوّنات الشعب، والدعوة إلى التلاحم وقضاياهم العادلة»، معتبراًَ أن «له مكانته العلميّة المتقدّمة، ممّا يؤكّد حاجة هذا البلد إلى أمثاله من العلماء المتميّزين، ولا ننسى أنّ لهذا العالم موقَعهُ المعروف المرموق على كلّ المستويات الرسميّة والشعبيّة والحوزويّة، وهو أحد كبار الممثّلين للمرجعيّة الدينيّة في النجف الأشرف». وأمل الغريفي في أن «يُعاد النظر في هذا القرار، والمسألة ليست عسيرة على أصحاب القرار».

العدد 2941 - الجمعة 24 سبتمبر 2010م الموافق 15 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • hussainsaleh | 7:24 م

      شكرا سيدنا الجليل

      كلمة متزنة من رجل له ثقله في المجتمع..
      حقا أنتم مخلصون يا علمائنا الأفاضل..

    • زائر 32 | 4:04 م

      الى الاخ 16

      أؤيدك في كلامك وهو عين الصواب سماحة السيد هو بالفعل رمز المرحلة ومن يسمع خطابات السيد يعرف مدى غزارة وثقل هذا العالم الكبير الجليل

    • زائر 30 | 8:20 ص

      تحيه واجلال لك

      عسا الله لا يحرمنه منكم وكلامك هو الصح .

    • زائر 29 | 6:34 ص

      السيد الغريفي .. رمز المرحلة

      أرى إذا كانت الحكومة تريد طرف معتدل و ذا ثقل ومحاور فهو السيد الغريفي لحل حالة التأزيم الحاصلة كما حصل

    • مدرس ثانوي 1 | 6:13 ص

      مدرس ثانوي

      بارك الله فيك يا نسل الأحرار ، معادن الرجال تتضح جلية وقت الأزمات و يعرف من هو المخلص الوفي الصادق و من هو المنافق الذي يدفن رأسه في الرمال و يهرب وقت الأزمات و يعود لنا بكلام فضفاض و برأي غير واضح .
      دامك الله لنا عزاً و فخراً .

    • زائر 28 | 6:11 ص

      فخر العمامة

      فخر العمامة أنتم يا مولانا السيد الجليل ، ما يخرج من اللسان لا يتعد الأذن وما يخرج من القلب يقع في قلب من كان له قلب، وما أحسب كلامكم إلاّ من قلب أب حنون حريص كل الحرص على الوطن وأبنائه ، تحياتي وحبي لك في الله ..أحبك الله وسدد خطاك.

    • زائر 27 | 6:02 ص

      العلامة اية الله الغريفي

      هو علامة بكل ما للكلمة من معنى وتفكرت قليلا ونظرت نظرة منصفة لوجدت انه صاحب فكر كبير وغزير وصاحب خط ممتد من الصدر مرورا بفضل الله وهذا حسب قرائتي لهذا العالم ومن خلال خطاباته الحكيمة والشجاعة التي لا يجامل بها احد على حساب الشرعية الدينية فاليحفظه الباري عز وجل

    • زائر 26 | 5:58 ص

      مشكاتنا العاطفيه

      بدون تحيز وبدون مجامله علماء على ثقل السيد الغريفي والشيخ عيسى قاسم وانا اقولها بصراحه اذا كان هاذه اسلوبهم المتكرر لا ينفع نريد علمانا تتحرك مع السلطات العليا ليس بتصريح في الجرايد بسنا من التصريحات كافيه صار لهم من شهر رمضان او خطبهم تتكرر تعتبرون هاذا حل يا علماء ما نبي نتكلم اكثر وانا عارف ان في ناس مو عاجبنهم الكلام بس تاكدو كلامي واقعي وليس فيه مجاملات للعلماء مثل غيري.

    • زائر 20 | 4:10 ص

      Edrees

      اللله يعطيك الصحه والعافيه، ويقدرك على ما تفعله يا سيدنا.

    • زائر 19 | 4:08 ص

      عاش الغريفي رمزا من اصعب الرموز الحكيمة

      والله ان السيد الغريفي هو علم من اعلام الامه الاسلامية وثقة المرجع الراحل فضل الله وكثير من الفقهاء فهل تعتقد انه اذا نطق سيجامل طرف على حساب طرف فياليت الحكومه تتبنى افكاره التي هي محل تقدير من اناس واعين يحبون الصلاح وبالفعل اعتبرها العمامة رقم واحد في مملكتنا الحبيبة لما يحمل من علم كبير وتواضع جم ونظرة ثاقبة في الخطاب ولا سيما انه ابن رسول الله صلى الله عليه واله وياليت الوسط ترجع مثل السابق وتضع كلمة السيد في صفحة خاصة ويكون اهتمامهم بهذه الشخصية اكبر واكبر وذلك راجع للصالح العام

    • زائر 18 | 4:07 ص

      بارك الله فيك

      بس اللي ايده في الماي مو مثل اللي ايده في النار

    • زائر 17 | 3:48 ص

      شبل علي

      نعم الكلام يا سليل نهج البلاغة والفصاحة حقا انت من نسل علي عليه السلام ولولاكم لمالت الارض على عقبيها فليحفظكم الكريم ويسدد خطاكم

    • زائر 15 | 2:46 ص

      مواطن

      العلماء ورثة الانبياء.

    • زائر 14 | 2:43 ص

      بنادول

      موفقين وادامكم الله وطول في اعماركم
      بارك الله فيك

    • زائر 12 | 2:34 ص

      شكرا سيدنا الموقر

      كلام يثلج الصدر نتمنى ان يفقهة اصحاب الكلمة من خطباء، شعب البحرين طيب ويستاهل كل خير والخير لا يأتي إلا بالوحدة بين كل من ينتمي لهذا البلد العريق بأهل و قيادة المتمثلة بالملك حمد بن عيسى حفظه الله وسدد خطاه .

    • زائر 10 | 2:24 ص

      بارك الله فيك

      هذا الخطاب الذي ينتظرة العقلاء من زمان ياسيد عبد الله ، فلا يوجد طريق الى الخير غير ان نتحد ونكون يدا واحدة مع قيادة البلد بقيادة صاحب الجلالة حمد بن عيسى ، فالخطاب المعتدل هو السبيل الى الرخاء والمحبة للجميع ، فلم تحصل من المزايدات إلا الضياع وخير شاهد ما نحن فية منذ 30 سنة .

    • زائر 6 | 12:37 ص

      رجل العلم الحكيم في مكانه

      نعم الكلام وكلمة حق من شيخ جليل العلم والعلماء المتميزين يجب ان تبقى وعدم المساس بها لانها دعامة هذا الوطن

    • زائر 5 | 12:23 ص

      زمن العجائب

      بارك الله فيك وفي امثالك موغريبة عليكم فأنتم اهلا لها وكلمتكم مسموعة واتمنىء من اصحاب القرار ان يتخدوها مخرجا لازمتهم

    • زائر 4 | 12:12 ص

      شهركاني

      نعم الكلام ماقلت ياسيدنا

    • زائر 2 | 11:11 م

      أدامكم الله لنا ذخرا ياسيدنا

      ياسليل الامام الحجة الكاضم عليه السلام ياريحانة الاولياء الصالحين دمتم لنا عزا وذخرا وابقاكم الله نورا على ارضه ولو لاكم لمالت الارض عقبيها علي اهلها ولكن نوركم الناصع يبقي لنا أملا فى حياة أفضل أدام الله عمركم وسدد على الدرب خطاكم يا وهج الدين المحمدي(ص) - أبوعلي إبن النعيم

اقرأ ايضاً