نظم أهالي المحافظة الجنوبية في مسيرة حب وولاء لقيادة البلاد، الاحتفال الشعبي تحت شعار «مليك واحد... شعب واحد... وطن واحد» بحضور محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة وعدد من كبار الشخصيات وأعضاء المجالس البلدية والنيابية والقضاة ورجال الدين وأهالي المحافظة الجنوبية من مواطنين وأطفال الذين وقعوا على وثيقة الحب والولاء لجلالة الملك التي أطلقتها جمعية رابطة مجالس البحرين من محافظة المحرق.

وألقى محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة كلمة قال فيها «عكَست الأحداث الأخيرة شيم أهل البحرين مِن الطائفَتين الكريِمتين بإخلاصهم وتفانيهم، في حب الوطن والوُقُوف صفاً واحداً».

من جانبهم، أكد أهالي الجنوبية خلال الاحتفال أنهم يقفون صفاً واحداً في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية، وترسيخ مفاهيم الأمان والولاء للقيادة الرشيدة، وتأكيد أن الشعب البحريني الأصيل شعب واحد تجمعه أواصر المحبة والمودة والتسامح والإخاء بين مختلف طوائفه وفئاته.

إلى ذلك، بعث عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية شكر إلى محافظ الجنوبية.

في مهرجان «مليك واحد... شعب واحد... وطن واحد»... عبدالله بن راشد يثني على شيم أهل البحرين

أهالي المحافظة الجنوبية يعلنون اعتزازهم ودفاعهم عن أواصر التلاحم بين الطائفتين الكريمتين

الرفاع - سعيد محمد

تابع حشد كبير من المواطنين من مختلف مناطق البحرين رسالة بحرينية خالصة وجهها أهالي المحافظة الجنوبية من خلال فيلم قصير عرض في مهرجان: «مليك واحد... شعب واحد... وطن واحد»، بقاعة نادي الرفاع مساء أمس (الجمعة) مفادها الاعتزاز والدفاع عن أواصر التلاحم بين الطائفتين الكريمتين منذ القدم، حيث جاءت عبارات كبار السن وشخصيات المحافظة الذين شاركوا في لقاءات الفيلم عن التفافهم حول قيادتهم جنباً الى جنب جميع أبناء البحرين من الطائفتين اللتين ارتبطتا برابط البلاد الطيبة، وهو الرابط الذي يمثل الحصن المنيع الذي يصد كل محاولة للفتنة والنيل من الوحدة الوطنية، فيما أثار محافظ الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة تجاوب الحضور بثنائه على شيم أهل البحرين التي عكستها الأحداث الأخيرة من الطائفتين الكريمتين في حب الوطن والوقوف في وجه أعدائه بإيمان متين.

وفي المهرجان الذي حضره وزيرا التربية والتعليم وشئون البلديات والزراعة ماجد النعيمي و جمعة الكعبي، ورئيس هيئة شئون الإعلام الشيخ فواز بن محمد آل خليفة وعدد كبير من المسئولين والمدعوين والمواطنين والمقيمين، عبر الشيخ عبدالله بن راشد عن سروره بأن يرى البحرين شامخة بعزة قيادتها وترابط وتلاحم طوائف المجتمع على المحبة والتسامح المستمد من الآباء والأجداد، فهم من سطر نسيج روابط الألفة والوفاء لبحرين كانت ومازالت في إمرة مليك واحد... راية واحدة... كلمة واحدة تنبذ التفرقة.

شيم أهل البحرين

وخاطب الحضور الذي تفاعل بصورة كبيرة بالهتاف باسم جلالة الملك قائلاً: «بفضل من الله، عكست الأحداث الأخيرة شيم أهل البحرين من الطائفتين الكريمتين بإخلاصهم وتفانيهم في حب الوطن، والوقوف صفاً واحداً في مواجهة أعدائه وإفشال محاولاتهم الإرهابية لشق الصف بين المجتمع البحريني المتماسك، وهو أمر ليس وليد الصدفة، فذلك ما عهد عليه المخلصون من أبناء البلد عن قناعة راسخة».

وأشار الى أن الرسالة الملكية السامية لا تهدف فقط الى تحصين الوطن ونظامه السياسي والاجتماعي من عبث العابثين بإنجازات الوطن ومكتسباته، وإنما ترمى الى استنهاض عزيمة البحرينيين للبناء والنماء، وتجسيد أسمى معاني المحبة والوحدة والألفة والفداء، ويشدها رباط متين وشمائل قائد عظيم، منتقلاً الى خطاب جلالة العاهل الى شعبه، والذي أضحى عنواناً كبيراً في كتاب الوطن وفاتحة عطاء على درب مسيرة الخير المباركة، ليبعث في قلوب البحرينيين أفراداً ومسئولين، السكينة والطمأنينة والاستقرار والأمان، نحو مستقبل البحرين بإرادة وطنية صادقة، فبان الحق، لكل ذي بصيرة، ولم يعد لكل مريب فرصة للتأويل ولا لكل جاحد مشقة للتحليل.

حاضنة الشموخ والشهامة

ووجه الشيخ عبدالله بن راشد خطابه الى جلالة الملك قائلاً: «ها هم أبناء المحافظة الجنوبية حاضنة الشموخ والشهامة، ومنبت العزة والرجولة، يستذكرون حوافر خيل آبائكم وأجدادكم، وهم يسطرون أروع البطولات وأنبل التضحيات، دفاعاً عن الحق والعدل والحرية... إن أبناء المحافظة الجنوبية، شيباً وشباناً... نساءً وأطفالاً، يرفعون أكفهم سائلين المولى العلي القدير، أن يسدد على طريق الخير والفلاح خطاكم، وأن يحفظكم ويرعاكم ويمدكم بعونه وتوفيقه، فنحن أهالي المحافظة كما عهدتمونا جلالتكم على السمع والطاعة، فأنتم عنوان كرامتنا وفخرنا، وعلى يديكم الكريمتين سيتحقق لنا عزنا ومجدنا».

وفي كلمته، قال رئيس مجلس النواب ورئيس نادي الرفاع الرياضي سابقاً خليفة الظهراني إن «أهالي المحافظة يتوارثون الولاء والمحبة والإخلاص لقيادتهم وللعائلة المالكة الكريمة، ويعبرون عن أسمى آيات الدعم والتأييد والمساندة لجميع الإجراءات القانونية والأمنية التي تحفظ البلاد والعباد، والمكتسبات والإنجازات، ولقد أتينا اليوم لنصدق العهد والوعد الذي عاهدنا به الآباء بأننا على دربهم ماضون في حب الوطن والقيادة الرشيدة، وإننا لن نقبل ولن نرضى بأن يمس أي مواطن أو أي شبر من هذا الوطن بأي إساءة وتطاول وإرهاب، وسنتصدى متسلحين بإيماننا بالله وحبنا للوطن وولائنا للقيادة الرشيدة لكل من تسول له نفسه العبث والفرقة والفتنة وشق الصف بين طوائف وطننا العزيز».

منطلق الصفح عند المقدرة

وتطرق الظهراني الى أن «أحكام العفو المتتالية التي صدرت من جلالة العاهل، أتت من منطلق الصفح عند المقدرة، ومن شيم القادة العظماء والكرام، وأن ما قام به بعض الأشخاص من التحريض والمكابرة والنكران والجحود، ليس من شيم أهل البحرين، ولابد من جزاء لكل جريمة وتجاوز، وخاصةً لمن أصر على الظلم والبغي والإرهاب».

ولفت الى أن «التأييد الشعبي والإقليمي والدولي المستحق الذي نالته مملكة البحرين ضد الإرهاب، يعبر وبصدق عن المكانة التي وصلت إليها البحرين، في نفوس أبنائها وفي أنظار العالم حولها، وأن أفضل عمل وطني اليوم، وأحسن رسالة نرفعها لجلالة العاهل والعالم أجمع، هي المشاركة في الانتخابات الديمقراطية، لنؤكد للجميع أن المشروع الإصلاحي والمسيرة الديمقراطية تسير للأمام دائماً، ولن يوقفها أو يعطلها أي حادث أو أي شخص كان، ولنؤكد للجميع أن الوحدة الوطنية ستظل مصونة ومقدسة، ولن يتمكن كائن من كان مسها أو العبث بها، لأنها السور المنيع الذي سيتساقط عنده كل عابث وضامر للشر والسوء».

رسائل المحبة والولاء

ومن جهته، ألقى الشيخ زياد بن فيصل آل خليفة كلمة نيابة عن رئيس نادي الرفاع الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة استهلها بالقول إن «اجتماع اليوم في حب الوطن والولاء لجلالة العاهل ولهذا الوطن وشعبه، مجسدين بذلك قيم المحبة والطاعة لقائد مسيرتنا وباني نهضتها، متشرفاً بأن يكون نادي الرفاع وكافة منتسبيه منطلقاً لإرسال رسائل المحبة والولاء من أبناء المحافظة».

وزاد قوله: «إننا هنا نعلن للجميع أن أبناء الرفاع والقطاع الرياضي والشبابي يقفون خلف جلالة العاهل والحكومة في الإجراءات التي تم اتخاذها ضد الذين بيتوا النية لحرق الوطن وإرهاب المواطنين، وضربوا عرض الحائط كل القيم والأخلاق التي عرف بها أهل البحرين، وخلعوا ثوب الوطنية وخرجوا عن الاجتماع الوطني، فباسم كل غيور على هذا الوطن وباسم كل محب لتراب هذه الأرض وباسم كل من ساهم من أبناء هذا البلد عبر التاريخ المشرف في بناء النهضة الشاملة، وباسم أجيال الحاضر والمستقبل، نقولها: نحن خلفك يا قائدنا ونحن رجالك ورهن إشارتك ولن تجد منا إلا السمع والطاعة».

واختتم بالقول إن «الأندية التي حظيت كغيرها من القطاعات بالاهتمام المباشر من جلالة العاهل حتى بات لها موقع مميز في العمل الوطني والثقافي والاجتماعي والرياضي ومنها نادي الرفاع، لتستنكر كل الأعمال الإرهابية الخارجة عن مألوف قيمنا الدينية والعربية الأصيلة، وكل ما يمس وحدتنا الوطنية والمنجزات التاريخية العظيمة التي هي نتاج التخطيط الناجح والرؤية الثاقبة لجلالة العاهل وحكومته الرشيدة برئاسة سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ودعم وإسناد ولي العهد نائب القائد الأعلى سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مجددين العهد والولاء لجلالة العاهل ومؤكدين أن جميع منتسبي نادي الرفاع تحت أمر جلالته وسيعملون على أداء واجبهم الوطني».

البحرين أولاً... البحرين دائماً

وانطلاقاً من اجتماع كلمة الأمة على الالتفاف حول راية الوطن ورمزها جلالة العاهل، قال رئيس جامعة البحرين إبراهيم محمد جناحي إن «المشروع الإصلاحي لجلالة العاهل أمد مملكتنا الحبيبة بفيض من أمن وسلام واطمئنان ورخاء، ورفع جلالته بذلك وطننا العزيز الى أعالي المراتب العالمية، وسجل اسم البحرين بحروف من نور دولياً»، معبراً عن أن «هذه المناسبة مهمة وطنية لكي نعبر فيها عن الوفاء والولاء لمملكتنا الغالية وقيادتها الرشيدة، والتي تمثل الأسس التي عليها يبنى انتماؤنا، وبها تذوب الفوارق وكل الحدود المصطنعة، ولا يظل إلا انتماء واحد، عنوانه العريض: البحرين أولاً.. البحرين دائماً».

وأكد أن «البحرين تشهد يوماً بعد يوم مظاهر الرفض الوطني الجامع والمتزايد ضد أعمال التخريب الإرهابية التي قامت بها فئة معزولة وصغيرة جداً، لا تمثل إلا نفسها، ولا نملك في هذا المقام إلا أن نكبر الدور الذي قامت به أجهزة الأمن المختلفة لكشف وضبط هذه الأعمال العدوانية على الوطن».

مظاهر الانفلات والترويع والتخريب

وعدد المكاسب التي تحققت في عهد جلالة العاهل بالقول إن «هذه المملكة الدستورية، وفرت من خلال المشروع الإصلاحي الذي قاده وبكل اقتدار جلالة العاهل منذ عشر سنوات، لكل صاحب رأي المنبر الحر للتعبير عن رأيه بما يخدم الوطن، ويسهم في تقدمه ويجمع أطرافه ويجذر المحبة بين مكوناته، فليست مظاهر الانفلات والترويع والتخريب بالوسيلة المقبولة بحرينياً ولا عربياً ولا إسلامياً ولا حضارياً ولا إنسانياً، ولا تمثل ما عرف عن شعب البحرين من دماثة خلق في إيصال كلمته، ولا في التعاطي مع قيادته ومجتمعه، فالبحرين كلها اليوم تقف صفاً واحداً أمام من يريد النيل من سمعتها وكرامتها، أو يهدد سلمها الاجتماعي أو يخرج عن الجماعة».

ووصف إمام وخطيب مسجد المغفور له الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة الشيخ راشد الهاجري أعداء التنمية والإصلاح والنهضة ودعاة التخريب والإرهاب والفتنة بأنهم «لا يحلوا لهم العيش في المجتمع الآمن»، ويغيظهم مشاهدة المخلصين من أبناء الوطن وهم يعمرون بلادهم في ظل المشروع الإصلاحي الكبير، ما دفعهم الى إحداث هذه الفتنة العمياء فراحوا يروعون الآمنين بالتخريب والتفجير والحرق والقتل في سلسلة من الأعمال الإرهابية المنظمة تدعمهم قوى الشر في الداخل والخارج. ودعا في ختام كلمته «الجميع إلى أن يتخذوا موقفاً واضحاً صريحاً في استنكار هذه الأعمال الإرهابية ونبذها والبراءة منها، وهذا ما لمسناه من أبناء هذا الوطن بطوائفه وشرائحه في مواقفهم المشرفة، وما اجتماعنا في هذه الليلة إلا صورة معبرة من صور الولاء والنصرة يكتبها الأوفياء ويحفظها التاريخ»، داعياً كذلك إلى استشعار المسئولية الأمنية في المحافظة على أمن الوطن.

وثيقة الحب والولاء

وشارك حشد كبير من كبار الشخصيات وأهالي المحافظة و المواطنين الذي حضروا الاحتفال والذي تولى العرافة فيه الإعلامي مبارك العنزي في التوقيع على وثيقة الحب والولاء لجلالة العاهل والتي أطلقتها جمعية رابطة مجالس البحرين من محافظة المحرق، وأجمع الحضور على دعمهم التام للإجراءات الأمنية التي من شأنها الحفاظ على الأمن والاستقرار، والوقوف صفاً واحداً في سبيل تعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ مفاهيم الأمان والولاء للقيادة الرشيدة، وتأكيد أن شعب البحرين الأصيل شعب واحد تجمعه أواصر المحبة والمودة والتسامح والإخاء بين مختلف طوائفه وفئاته، مبدين أهمية الالتزام بضوابط الخطاب الديني والإعلامي التي من شأنها أن تعمل على تأكيد أن البحرين دولة المؤسسات والقانون، واستنكار أعمال العنف والتخريب والتحريق الى جانب التصدي للمحرضين على الإرهاب والجرائم، معربين عن دعمهم لأفراد وزارة الداخلية وعلى رأسهم وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وجهاز الأمن الوطني في التصدي لهذه الممارسات الإرهابية وترسيخ الاستقرار والنظام.

وفي ختام المهرجان، توجه الجميع بالدعاء لجلالة العاهل وللبحرين وشعبها وأن يديم المكتسبات الوطنية المتحققة والأمن والأمان والخير، فيما شارك كل من الشاعر الشيخ خالد بن عيسى آل خليفة والشاعرة منيرة سبت السبيعي في لوحة شعرية تعبر عن حب الوطن وجلالة العاهل، كما تم تقديم عرض تمثيلي عن حب البحرين وضرورة زرعه في نفوس الأجيال.

الملك يشكر المحافظة الجنوبية على إقامة الحفل

المنامة - بنا

بعث عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة برقية شكر الى محافظ المحافظة الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد ال خليفة، جاء فيها: «يطيب لنا أن نعرب لكم عن الشكر والتقدير لتنظيم الحفل الخطابي الذي أحياه أعزتنا أبناء المحافظة الجنوبية الكرام وكانوا كعهدنا وعهد الآباء بهم مواطنين مخلصين غيورين على بلدهم وتراثهم المجيد وتقاليدهم العريقة».

وقال جلالته «كما نكرر شكرنا لجميع المتحدثين في هذا الحفل الذي عبروا في كلمتهم القيمة عن مشاعرهم الوطنية ومواقف أهل البحرين المخلصين والشكر موصول الى القائمين على إنجاز ونجاح هذا الحفل الكريم سائلين الله العلي القدير أن يديم على الجميع نعمة الأمن والأمان وأن يحفظ بلدنا العزيز من كل مكروه».