العدد 2940 - الخميس 23 سبتمبر 2010م الموافق 14 شوال 1431هـ

أهداف الألفية وأسعار الفواكه والخضراوات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

نشرت صحف الأربعاء خبراً عن إنجاز البحرين 59 في المئة من الأهداف الإنمائية للألفية، و35 في المئة سيتم إنجازها، بينما 6 في المئة تواجه صعوبات.

لاشك أن هذه الأرقام مبنيةٌ على إنجازات تم تحقيقها خلال العقدين الماضيين، وخصوصاً في المجالين الصحي والتعليمي، وهما مجالان يشهدان تراجعاً في السنوات الأخيرة، بسبب الزيادة الصناعية المفتعلة في عدد السكان.

التقرير يقول إن البحرين أنجزت مؤشر «القضاء على الفقر المدقع والجوع»، وهو مؤشرٌ لم يكن موجوداً في البحرين من قبل ولا من بعد، ما عدا فترات الحروب العالمية كما يروي الأجداد. والمشكلة الحقيقية الفقر النسبي، مع اتساع طبقة الفقراء، بدليل وجود عشرة آلاف أسرة تتلقى مساعدات شهرية من وزارة التنمية الاجتماعية، وضعف ذلك العدد ممن يتلقون مساعدات الصناديق الخيرية.

لا يمكن التعمية على الحقائق بتقارير علاقات عامة وردية لا تعيش الواقع، فالرواتب لم تشهد زيادات تذكر، وموجة الغلاء التي ضربت البحرين لم تنكسر بعد، فالأسعار التي ترتفع بحجة ارتفاعها في بلاد المنشأ، ظلت معلقة ولم تعد لمستواها السابق حتى بعد انخفاضها هناك، وبالتالي فإن القوة الشرائية لدى الغالبية تراجعت بنسبة ارتفاع الأسعار.

التقرير يشير فيما يتعلق بالهدف السابع (ضمان استدامة البيئة) إلى الفشل في الحد من خسارة التنوع البيئي. وهي مشكلة طالما طرحتها الصحافة حتى درجة الاملال، لكن التوجهات قائمة على أساس دفن البحر، وقتل ما بقي من زراعة، وإزالة ما بقي من حزام أخضر، لإقامة مشاريع استثمارية، ولتذهب استراتيجية الأمن الغذائي إلى سلة المهملات.

حين تتصفح قائمة أسعار الفواكه والخضراوات، الصادرة عن وزارة التجارة، ستكتشف أنها لم تعد تحتوي على أي منتج بحريني غير أربعة عناصر: الريحان والبربير والجرجير والبقل، أما العنصر الخامس (الملفوف) فلا وجود له في السوق. بقية القائمة تكشف مدى اعتمادنا التام على الخارج: من تفاح تشيلي وموز فلبيني وبرتقال فرنسي وكمثرى تركي وتفاح إيراني وعنب مصري وجزر استرالي وجوافة هندية.

وسوى الفواكه التي لم تكن تُنتج بكثرة، ظلت البحرين تغطي حاجاتها من الخضراوات حتى فترة غير بعيدة. اليوم لم يعد المنتج الزراعي المحلي منافِساً، مع توافر المنتجات الزراعية الرخيصة من بلدان بعيدة... وهي حقبةٌ توشك على الانتهاء الآن.

من السلع المذكورة في قائمة وزارة التجارة: جزر أسترالي، بصل هندي، ليمون إفريقي، ثوم صيني، خيار أردني، طماطم سعودي. كثير من هذه البلدان تواجه مصاعب بيئية كالفيضانات أو نقص في الموارد المائية. أكتب هذه السطور وأمامي على الشاشة تقرير صحافي سعودي عن ما شهدته محافظة الاحساء من ارتفاع حاد في أسعار الفواكه والخضراوات، بسبب انقطاع الناتج المحلي، وارتفاع المنتج المستورد. ويضرب أمثلة بسلة البرتقال التي ارتفعت من 25 إلى 40 ريالاً، والطماطم من 12 إلى 27 ريالاً. أما الخيار فارتفع من 3 إلى 8 ريالات، والخس قفز إلى 15 ريالاً.

هذا هو وضع الأسعار في أكبر واحة في العالم (الاحساء)، مازالت منتجة للغذاء، وفيها آلاف المزارع، فماذا نقول عن بلدٍ تفنّن بعض أبنائه في قتل أمهم النخلة بالسموم، ليقيموا على جثتها العمارات... ويرجعون في تقاريرهم سبب الوفاة إلى التصحر وهشاشة البيئة!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2940 - الخميس 23 سبتمبر 2010م الموافق 14 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 18 | 3:59 م

      حاسب

      عاد حاسب سيد قاسم ترى وزارة التجارة تكتب عليك رد وش طوله تفند فيه كلامك وتقول انه غير صحيح، ويمكن ترفع عليك قضية!!!!! الله يستر

    • زائر 17 | 3:32 م

      زراعه ماذا ؟؟؟

      لا ادرى لماذا تصرف الدوله من ميزانيه و مكاتب و موظفين على اداره اسمها الزراعه , يعنى ماذا نتوقع ان ينبت ويثمر فى البحرين , تفاح و برتقال, مانجو و فراوله أم كيوى , كل الى يطلع عندنا لو سميناها مجازا فواكه هي كنار ماصخ و لوز بدون طعم وفوق ذلك نصفه مدود غير صالح للأستهلاك الآدمي, حتى اعشاب الحدائق لا ينموا عندنا الا بلون مصفر يصيب الناظر اليها بالأكتآب, بلا زراعه بلا فاشوش خلوكم شغالين على الطابوق و الأسمنت. أما الزراعه فخلوها لغيركم من البشر

    • زائر 16 | 1:03 م

      شي غريب

      ناس تموت من الجوع و ناس تموت من التخمة

    • زائر 15 | 1:00 م

      مو بس هذا يا حجي قاسم

      البحرين قبل وين والحين وين
      على قولت الخضار
      انتون لو الجسر اتبده السعودية لمتون
      حتى البقل من السعودية اجيكم
      ومن حطو عدادات على الماي وين وصلت الزراعة
      المهم ياحجي
      قبل كم يوم كنت في السعودية ومريت واشتريت ايل للمكينة السيارة,اتخيل سعره 1.3 وفي البحرين سعره 2.0 وصناعته بحرينية فورملا ون حق كالتكس, يعني لو اشتريه من السعودية واخذ الفلتر وياه بعد يطلع على ارخص من البحرين بكم
      1.3*5 = 6.5
      2*5= 10
      غير الفرق على الفلتر
      انا ما اقول الا الله المستعان علينا من هالتجار.

    • زائر 13 | 6:00 ص

      لمناطق الزراعية في خطر

      تداركوا مابقي منها والا سوف يسرقها ....بل ان البعض يخطط للبناء فوقها واستيرادها بحجة اقامة وحدات سكنية او جامعات خاصة تضحكون على من؟!!!!!!!!!!!!! وشكرا يا قاسم

    • زائر 12 | 4:49 ص

      شكرا لك

      شكرا لك قاسم حسن

    • زائر 11 | 4:14 ص

      احب الزرع جدا جدا

      قبل سنوات كنت اتمنى ان يستثمر الاراضي في البحرين وتقوم سياسة استثمار المنتوجات الزراعيه لاستهلاك اليومي ولكن بسبب سياسة المتاخره والمجامله في بلدنا العزيز استوردوا كل شئ من الخارج لان البحرين ماشاءالله الناس في عز !!!!!ولا نحتاج نزرع لان ابنائنا كلهم يعملون خلف المكاتب !!!!!تعجبني ام دنيا مصر في استثمارها لاراضيها للزراعه

    • زائر 9 | 3:18 ص

      اضافة للفقراء

      ذكرت أن المسجلين من الفقراء بالالاف وانا اضيف الطبقة الغير مسجلة وهم الذين تصل رواتبهم اكثر من سبعمائة الا انهم يحصلون على مئتين بسبب قرض بناء البيت
      لم يعد الموظف في الطبقة الوسطى بل نزل إلى طبقة تتدنى مستوى الفقراء المسجلين بالشئون
      أه يا وطني كم أنت عزيز رغم أن الاجانب يتقاسمون خيراتك معي

    • زائر 8 | 2:28 ص

      آه عليك يا بحرين

      تفننت يد الإنسان في قتل كل ما هو جميل على وجه هذه الأرض الطيبة حتى غدت دولة الخليط
      لكل ما هو مزنبليط

    • زائر 7 | 1:58 ص

      معلم متحلطم

      الرأسمالية البغيضة التي أهلكت الحرث والنسل

    • زائر 5 | 1:49 ص

      الحسرة والألم والحنين لتلك الايام

      مزارع كانت تلف القرية بأكملها ومن جميع اصناف الفواكه والخضروات ، واتذكر فلاحي القرية كيف يكافحون من اول النهار الى اخره ولكن من بعد الكدح والصبر لا اغالي اذا قلت لكنم اننا لانحتاج شىء من خارج ونبدأ بالرطب والتمر والرمان اكبر من قبضة اليد وينافس اليوم الطائف ورمان الاندلسي الذي زرعه الاجداد العرب في اسبانيا والليمون والمانجو والكمثرة والسنطره والجزر بنوعيه الاصفر القرمزي والبطيخ والشمام والكنار والصبار وباقي الخضروات وثم السباحة في البرك المنتشره في القرية والحسرة اليوم .

    • زائر 4 | 1:11 ص

      صار حتى الرطب يستورد وااا عيب.

      لسوء التخطيط وجشع الهوابير صار الرطب والتمر يستورد من بلاد لا علاقة لها بإنتاج هذة الثمرة من قبل كلاردن وتونس واااه عيب.

    • أبوسيدمقتدى | 12:13 ص

      الجوع وما أدراك ما الجوع

      الجوع قادم يا عالم يضنون إن العمارات والأبراج ستغنيهم وتوفر لهم كل إحتياجاتهم أستاذي الفاضل المزارع لا وجود لها والبحر دفن

    • زائر 3 | 11:29 م

      مسؤلية

      حتى لو أردنا ان نعود للوراء لنعيش كما عاش أجدادنا طرفا صعبة فلانستطيع لأننا لانمتلك مواردهم الطبيعية فالبحر أعيث فيه فساد والمزارع صودرة والعيون إنذثرة فأي إحساس بالمسئولية

    • زائر 2 | 11:27 م

      مسؤلية

      حتى لو أردنا ان نعود للوراء لنعيش كما عاش أجدادنا طرفا صعبة فلانستطيع لأننا لانمتلك مواردهم الطبيعية فالبحر أعيث فيه فساد والمزارع صودرة والعيون إنذثرة فأي إحساس بالمسئولية

    • زائر 1 | 10:33 م

      من وزارة شئون البلديات و الزراعة

      كما تعلمون فإننا في الشئون الزراعية محترمون لدرجة اننا في كل تغيير وزاري يتم رمينا الى وزارة أخرى!! فأي استراتيجية يمكن أن نطبقها؟ استراتيجية وزارة (التجارة والزراعة) أم (الأشغال و الزراعة) أم (الإسكان و الزراعة) أم (البلديات و الزراعة) لذلك ترى موظفي الزراعة يقومون بأعمال ارتجالية تشبه رفسات الصرصور المقبل على الموت! خصوصا و ان البلديات سيطرت على الزراعة بشكل كامل حتى ليظن المرء انه لا وجود لشئون الزراعة و انها كلها شئون البلديات...فأي غذاء أي خرابيط؟

اقرأ ايضاً