الاستراتيجية التي يعتمدها الفريق الملكي ريال مدريد بقيادة الداهية جوزيه مورينهو تبدو مختلفة تماما هذا الموسم عن المواسم السابقة، وذلك ما وضح في المباريات الخمس الرسمية التي خاضها الفريق حتى الآن وسجل من خلالها 8 أهداف ولكن الأهم أن مرماه تلقى هدفا واحدا فقط من فريق ريال سوسيداد.
عودة بسيطة إلى الوراء لمسيرة ريال مدريد في السنوات الخمس الأخيرة تظهر بوضوح أن الفريق لم يبدأ أبدا أي موسم في سنواته الأخيرة بأن يتلقى هدف واحدا فقط في 5 مباريات.
المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو أدرك منذ البداية مشكلات الفريق الملكي وعندما قدم إلى مدريد وضع العلاج لهذه المشكلات وأهمها الدفاع الذي ركز عليه كل جهده، وهو ما وضح من خلال تصريحه بعد مباراة أياكس أمستردام في دوري أبطال أوروبا بشأن كثرة إضاعة المهاجمين الفرص فقال حينها أن الأهم بالنسبة إليه سلامة مرماه من الأهداف في 3 مباريات وليس الفرص الضائعة للمهاجمين.
بهذه العقلية قدم مورينهو إلى الريال، وهي عقلية قائمة على دفاع صلب وفريق متجانس يعمل كمجموعة وهو ما شهدناه من خلال أن الجميع يدافعون عندما يخسرون الكرة.
مورينهو هو لا يلعب في الأصل بطريقة دفاعية وإنما يلعب بأسلوب هجومي واضح من خلال الدفع بأربعة مهاجمين في ظل تواجد هيجوين كمهاجم صريح وعلى الطرفين هناك رونالدو ودي ماريا ومن خلف المهاجمين يأتي المبدع أوزيل إلى جانب التقدم المستمر لراموس على اليمين ومارسيليو على اليسار، وعلى رغم ذلك فالفريق صلب وصاحب شخصية والجميع يقوم بأدواره الدفاعية والأهم أن قلبي الدفاع يعرفون كيف يراقبون وكيف يدافعون والبقية يعرفون كيف ومتى يتحركون وليسوا كلابا شاردة كما وصفهم دييغو مارادونا سابقا!
قدوم البرتغالي كاريفالو إلى دفاع الريال سد ثغرة كانت واضحة في الخلف، ولكن الأهم من ذلك الأسلوب التكتيكي العالي الذي يلعب به المدرب والذي يؤمن للفريق باعتقادي الانتصار والتطور من مباراة لأخرى، حتى المباراة الأخيرة ضد إسبانيول والتي لم يقدم فيها الريال الكثير بل كان الفريق ضعيفا بدنيا بعد 4 مباريات في ظرف 10 أيام إلا أنه تمكن في النهاية من الانتصار بثلاثية وحماية مرماه تماما من الأهداف والفضل يعود في ذلك إلى مورينهو الذي عرف ماذا يفعل ومتى يغير وكيف يلعب بثلاثة لاعبي ارتكاز بعد طرد بيبي وترتيب دفاعه أولا وهو ما أمن للفريق ارتدادا هجوميا سريعا سجل من خلاله هدفين أحدهما عن طريق البديل الثالث بنزيمه.
الفريق الملكي حقق 3 انتصارات وتعادل في الدوري حتى الآن وهو إما في الصدارة أو في المركز الثاني، وفي دوري الأبطال حقق بداية أكثر من رائعة من ناحية النتيجة والمستوى الفني، والفريق من مباراة لأخرى يتحرك كمجموعة وكل لاعب يقوم بدوره في ظل تبادل للمراكز والأدوار.
بهذه العقلية الفذة للمدرب البرتغالي فإن الريال سيكون مختلفا هذا الموسم، فليس شرطا أن يفوز بالبطولات لأن الفوز بالبطولة يخضع لعوامل كثيرة من بينها الحظ والإصابات وأداء النجوم، غير أن المهم أن مورينهو فعل المطلوب وأعطى للفريق شخصيته المفقودة ومنح للاعبين الثقة، فبات الريال مختلفا بعد أن طوى صفحة الماضي وبات يتطلع للمستقبل.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ