بحسب ما أظن، لا اعتقد أن هناك شعباً خليجياً تجري السياسةُ في دمه، كما تجري لدى البحرينيين، فعلى مرّ العقود كانت السياسة ومازالت الوجبة الأكثر دسماً والتي لا تفارق البيوت والمجالس، ورغم صغر الكتلة السكانية نسبياً مقارنة بدول الجوار، إلا أنني أجزم أن عدد من أدمن على السياسة عندنا يفوق أي شعبٍ من أشقائنا وجيراننا.
لكن، محصلة كل هذا الإدمان والنهم، أننا تعبنا من السياسة، وأتعبناها، التهمناها في فطورنا وغذائنا وعشائنا وما بين تلك الوجبات، فلم ننل منها إلا المزيد من السراب الذي يحسبه الظمآن ماء، أتخمنا أنفسنا وأفكارنا وعقولنا بها، لكن أنفسنا ازدادت جوعاً وأسى.
تعبنا من السياسة ومن تجارها وسماسرتها ومحتكريها، سئمنا ممن يصفها بالقذارة علناً، لكنه يوغل فيها سراً، تعبنا من بعض عمائم السياسة الملونة ولحاها الطويلة، وأصابنا الضجر حتى من بعض الذقون الحليقة اللامعة وحتى ربطات العنق الأنيقة، أصابنا الكدر من أولئك الذين لا يجيدون في السياسة إلا ملء جيوبهم، وإفراغ جيوب الآخرين.
سئمنا ممن يصعد على أحلام البسطاء وآمالهم وآلامهم، تعبنا ممن يجد السياسة فن اقتناص لقمة الفقراء من أفواههم، وشفط الماء عن أكبادٍ حرّى تتوق إلى قليلٍ من الحرية وشيءٍ من الكرامةِ والعزّةِ.
إلى متى يظل حالنا وحال بلادنا على هذه الشاكلة، أزماتٌ تعصف فتتلوها أخرى، ونوائب كلما انتهينا من واحدةٍ أُصبنا بثانية، وكأن قدرنا على هذه الأرض، أن نرث هموم وآلام آبائنا لنورثها إلى أبنائنا، جيلاً بعد جيل.
هاهي ذي السنوات تنقضي، والشيب يزيد شحوب آمالنا، الأعمار تتناقص وأمنياتُ الناس على حالها، وآلامهم تتزايد، وقضاياهم تتعقد، ومشاكلهم تظل على حالها، جرعات الأمل تكاد تنفد، والمحصلة أن السياسة لم تبنِ بمقدار ما هدمت، ولم تعمّر بمقدار ما خرّبت!
نقول لكل ممتهني السياسة ولاعبيها محترفين وهواةٍ، من أجل وطننا، وشعبنا، وأبنائنا، يكفينا ما وصلنا إليه، الناس لا ترغب إلا في لقمة عيشها، وفي كرامتها، وتتطلع إلى مواطنةٍ كاملةٍ لا يوجد فيها درجاتٌ ولا لتصنيفاتٍ لا لأعلى أو لأسفل، مواطنةٌ لا حقد فيها ولا ضغينة، ولا تخوينَ لأحدٍ ولا تهوين، مواطنةٌ يأمن فيها المرء على نفسه وماله وأرضه ومستقبل أبنائه، مواطنةٌ حدودها الأفق البعيد من الحرية والكرامة!
في خلاصة الأمر نقول، ما يجري هذه الفترة على البلاد والعباد، يتعب القلوب قبل الأجساد، ويردي الفرحة عن محيا أولئك البسطاء الذين لا يرغبون إلا في الاستماع إلى ضجيج الحياة، فلا القبضة الأمنية ولا العنف يبنيان وطناً، أو يعمّران مسكناً أو يعيدان حقاً أو يسبغان أماناً، وإذا ما كان من صوتٍ يجب أن يُستمعَ له هذه الأيام من جميع الأطراف، فهو الصوت الذي يقول «بسنا سياسة»!
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ
حارس مدرسة
لا قيمة للانسان بدون سياسة !!!
السياسة هلي الكرامة ولقمة العيش
السياسة تتعلق بأساسيات العيش الكريم وهي من الاولويات وإلا لتركنها الناس جانبا ولكنها تتعلق بمعاشهم ومعشيتهم دنيا وآخرة.
تغيير العنوان
ليس بسنا سياسة . بسنا نفاق بسنا ظلم بسنا خداع بسنا تمييز بسنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
عنصريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه
وفروا سكن ووظيفه وراتب
الشعب يحتاج الى سكن ووظيفه وامان وتامين العيش الكريم والراتب الذى يغطى نفقات العائله وديرتنا ديرة نفط ومحسودينا على الذهب ىالاسود ونعيش الكفاف والعمارات وناطحات السحاب والمواطن يعيش فى كوخ وعريش لايحميه عن مطر ولاحر ولا برد والايله للسقوط هدمت وحتى الان لم تبنى وغيرها من المطالب والجامعين قابعين فى زوايا البيوت يتحسرون على ايام الدراسه والامال التى رسموها
لزائر 1,,,
ذكرت في السطر الأول ( صغر بلدنا و قلة سكاننا ) أصبت في الأولى و أخطأت في الثانية فمن المعروف أن السكان في البحرين أكبر من مساحة البلد و هذا معروف لأن بالإضافة للتجنيس فإن البحرينيين يتزايدون خاصة في القرى الحمل سنويا عندهم و بعدين يشتكون من البطالة و الفقر خففوا جهال .
في بلداننا لو سكت الناس لماتوا مطحونين
لقمة العيش والكرامة والمواطنة الكاملة يا اخي الكريم لا تأتي على طريق مليئ بالورود دائما ففي بعض البلدان لابد وللسياسة ان تأخذ متم جراها حتى يتم احقاق الحق والعدل والانصاف ولو بعد مده من الزمن من اجل راحة الاجيال القادمة وإلا فإن الظلم والفقر والحرمان والذل مصير الاجيال
ولايوجد شئ في الحياة تناله بدون تضحية
صح .. بسنا سياسة وهم وغم ..
السياسة هالايام صارت مثل الهواء اللي نتنفسه في كل مكان السياسة حوالينا ما في مفر منها ...
والله لاعت جبدنا من السياسة نبي نرتاح وانحس ان احنا بشر لينا حق نعيش براحة ونرفه عن انفسنا ..
بس الواقع دائما يفرض نفسة اذا كنا نعيش في دوامة سياسية اصلا وما تدري من هو على حق فيها ومن هو على باطل واختلط الحابل بالنابل ما نقدر نقول غير
(( الله كريم ))
إن الأنسنة مقدمة على الأسلمة
التحرير قبل الأسلمة – فهمي هويدي
وفى كل الأحوال فإن الحفاظ على كرامات الناس أصل ينبغى عدم التنازل عنه. ومعلوم أن الكرامة بنص القرآن من حقوق الإنسان بصرف النظر عن لونه أو عرقه أو صلته.
ولذلك قلت إن الأنسنة مقدمة على الأسلمة. حيث من لا كرامة له يسقط عنه التكليف ولا تجدى معه الأسلمة.
لنسأل جيراننا من دول مجلس التعاون ...
لنسأل جيراننا من دول مجلس التعاون كيف استطعتم ترتيب ما عجزنا عنه نحن رغم صغر بلدنا وقلة سكاننا لا تبخلوا علينا بما لديكم ونحن على يقين انكم لن ولن تبخلوا العواصف تعصف بنا بين الحين والاخر والازمات تلاحقنا ( بطالة ، أزمة سكن ،ضيق معيشة ، وانتم في سلامة من هذا ) فماهو التفسير والتعليل والحل ننتظره منكم فقد عجزنا عن ايجاده ووجدتموه انتم فلا تبخلوا علينا به وانتم أبعد عن ذلك ياأخوتنا واشقائنا ...