أكد المنسق الثقافي في طاولة الحوار البحرينية للأطياف والأديان والثقافات محمد الزكري أن طاولة الحوار سلمت يوم أمس (الأربعاء) نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البحرين فراس غرايبة خطاباً إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تطالب فيه بإصدار قرار أممي يحظر حرق كل الكتب المقدسة.
وأوضح الزكري أن اللقاء مع غرايبة تم في مقر بيت الأمم المتحدة في المنامة، بحضور أعضاء الطاولة الشيخ صلاح الجودر والشيخ أحمد أمر الله.
وخلال اللقاء أشاد الجودر بتصريحات بان كي مون الشاجبة لحرق القرآن الكريم، وذكر أنه حرصاً على ألا تتكرر مثل هذه الأمور، أعدت طاولة الحوار البحرينية هذه الرسالة، وكلها أمل أن يصدر قرار يحظر مثل هذه الممارسات لكي لا تتكرر الاصطفافات المتشنجة بشأن المؤيد والمعارض بمسميات حرية التعبير وأمام أنه انتهاك لمشاعر المؤمنين، وخصوصاً في ظل الإيمان بحرية الرأي والتعبير، مع فتح المجالات للمناظرات والمجادلة للرأي والرأي الآخر.
كما أكد أمر الله توجهات الأمم المتحدة لرعاية وصون المقدسات من خلال القرار الذي صدر عنها في العام 2007، والذي يمنع قذف وشتم أتباع الأديان، وهو قرار غير ملزم أقرته الأمم المتحدة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، حين وُجهت تعابير ازدرائية للمسلمين في أوروبا والولايات المتحدة، إلا أنه أكد ضرورة أن تصدر الأمم المتحدة قرارا يحظر ويلزم بمنع حرق الكتب المقدسة.
وحضرت اللقاء مجموعة شباب التصوف البحريني، وتحدثت مها صوفي عن المجموعة، إذ اعتبرت أن حرق أي كتاب مقدس لا يقتصر على كونه حرق صفحة من الكتاب، وإنما حرق مشاعر من يؤمنون بهذا الكتاب المقدس، وأن مثل هذا الفعل الذي يؤجج المشاعر يحيل إلى تصرفات لا عقلانية، ومنها التهجم على الأفراد وكسر واجهات متاجر يمتلكها أصحاب من ينتمون لهذا الكتاب أو ينتمون لجماعة الذين حرقوا هذا الكتاب وبالتالي الدخول في دائرة العنف والعنف المقابل.
أما الزكري فأشار إلى أن الأمم المتحدة تمثل كل الأمم وأولويات الأمم تختلف من شعوب وحضارات إلى أخرى، وأنه في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية تعتبر حرية الرأي والتعبير من المقدسات العظمى، وقال: «نتفهم هذا الأمر ولا نريد الحجر على هذه المبادئ، ولكننا نقول مارسوا حرية الرأي والتعبير في إطار التحاور والرأي والرأي الآخر، وأي قس يرى أن هناك آية قرآنية تحض على الإرهاب فيوجد المئات من علماء الدين المختصين الذين يمكن بهم معرفة التفسيرات والتأويلات المناسبة وسيتضح له أن فهمه للقرآن غير صحيح».
ومن جهته أكد غرايبة خلال اللقاء أنه سيقوم بإيصال الرسالة إلى بان كي مون، مشيداً في الوقت نفسه بهذه المبادرة السلمية من أجل صون قيم التعايش السلمي بين الشعوب وأتباع الديانات والثقافات، ودعا كل جهة تؤيد هذه المبادرة لأن تقوم بإبداء تأييدها رسمياً من خلال أجهزة الأمم المتحدة للتأكيد على أنها رغبة تمثل أكثر من جماعة واحدة في البحرين.
وجاء في الرسالة أنه «في ضوء ما تناقلته وكالات الأنباء من إقدام البعض على حرق نسخ من القرآن الكريم فإن الطاولة تتطلع بأمل كبير أن تنهض قمة الأمم المتحدة في اجتماع جمعيتها العمومية لإصدار قرار يحظر حرق الكتب المقدسة المعتبرة عند كل الشعوب. فقد أخبرنا التاريخ أن حرق الكتب عند نشوب النزاعات واضطراب الخلافات بين الجماعات لم يثمر حلاً. على خلاف ذلك وفي حالات كارثية أجج فعل حرق المصاحف العواطف ما أدى إلى حرق دور العبادات».
وتابعت الرسالة «المرعب أن التاريخ رصد مضاعفات مروعة سببها حرق الكتب المقدسة، تضمنت ارتكاب جرائم التعذيب وحرق البشرية. فذاكرة الإنسان تعلمنا أن حرق الكتب أداة مواجهة هدامة وليست أداة تواصل».
كما جاء في الرسالة «أن طاولة الحوار البحرينية تسعى إلى الترويج لطرق نبيلة من أنواع التحاور، وتشجيع حرية الرأي والتعبير من خلال إطار التواصل والتحاور بين أتباع الثقافات والديانات والمعتقدات والأطياف. فعلينا من أجل دعم التعايش السلمي بين الجماعات المؤمنة في أرجاء العالم أن نوطد عملية التبادل المعرفي والثقافي بيننا، ومن أجل دعم الإطار التحاوري بكل أشكاله من مناقشة، موافقة، معارضة، مناظرة ومجادلة تسهم في التعرف على الآخر، معرفياً، نصياً، ومضموناً. ونحن نؤمن أن كل عملية تحاور تزيل عائقاً وتمحو جهلاً وتشجع حرية الرأي وتعزز قيم التعبير. ونحن صراحة لسنا ضد حرية التعبير والرأي، بل نرحب بكل أنواع الحوار والنقد لأن كل تحاور يوسع آفاق تحاورنا ويعزز تعايشنا وينشر السلام بيننا».
واختتمت الرسالة «إننا نتطلع إلى دعمكم من أجل لفت عناية الجمعية العمومية وكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة للمساهمة الإيجابية في مبادرة تشجب وتحضر حرق الكتب المقدسة بصفته عنف غير مبرر، وإحلال قيم تشجع التبادل المعرفي والتحاور عبر الديانات بين أبناء وبنات شعوبنا من أجل مستقبل مشرق وأفضل».
العدد 2939 - الأربعاء 22 سبتمبر 2010م الموافق 13 شوال 1431هـ
مطالبه
نطالب المنسق الثقافي في طاولة الحوار البحرينية للأطياف والأديان والثقافات محمد الزكري بمخاطبه الأمين العام للأمم المتحدة للتنسيق مع جميع دول العالم بعدم ايواء من يتطاول على النبي وعلى اهل بيته وزوجاته