العدد 2937 - الإثنين 20 سبتمبر 2010م الموافق 11 شوال 1431هـ

«كلنـا ليلـى»

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يصادف اليوم 21 سبتمبر/ أيلول 2010 الذكرى الرابعة للحظة وداع ليلى. ففي ذلك اليوم كان علينا القبول بحقيقة أننا نفقد ليلى فخرو، جسدياً، فيما بين صفوفنا. هل هي الصدفة، أم إصرار القدر على أن تكون ليلى حاضرة بيننا، بينما تمر علينا الذكرى الرابعة لرحيلها، عندما نحتفل في يوم 20 سبتمبر بفوز الموقع الإلكتروني «كلنا ليلى» بجائزة عالمية هي «الجائزة القمة العالمية للشباب 2010»، وتكرم الفائزة عن العمل إيمان عبدالرحمن في احتفال يقام تحت مظلة الأمم المتحدة.

تثير الجائزة والموقع «www.kolenalaila.com» الذي انطلق في الشهر ذاته الذي فقدنا فيه ليلى، سبتمبر 2006، والمصادفة التاريخية الكثير من القضايا ذات العلاقة بالمرحومة ليلى شخصياً والظروف التي أحاطت بشخصيتها موضوعيا، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. كأنما في تطابق اكتمال 4 سنوات على رحيل ليلى، وتاريخ يوم تسليم الجائزة، ما يشبه الرسالة التي تؤكد فيها ليلى، وهي التي عرف عنها حبها للحياة، أنها ما تزال بيننا، وأن هناك استمراراً طبيعياً تصر ليلى على التماهي معه، ومن ثم لابد أن يتضاءل الحضور الجسدي كي يحل مكانه، وبجدارة واستحقاق، الحضور المعنوي. وكأنها تريد أن تقول لنا، رغم كل ما تشاهدونه من ظواهر سلبية، هناك بصيص نور قادم لا ينبغي تجاهله، فيبدو أنها سعيدة بتلك الخطى التي تتقدم بها المرأة البحرينية على طريق العمل السياسي، كما تشهد عليه الكثير من المؤشرات، ومن بين اهمها تزايد عدد المرشحات في انتخابات برلمان 2010، وقبل ذلك تنامي حضورها، أي المرأة البحرينية، في مجلس الشورى.

2. الإشارة القوية التي يكتنفها عنوان الموقع الفائز، فسبب إطلاق اسم «كلنا ليلى» على الموقع ليس لكونه أحد الفائزين بدعم «مؤسسة ليلى فخرو لتنمية المجتمع» لفئة «دعم المرأة» في تلك الجائزة العالمية، بتغطيتها الجغرافية، ومقاييسها المهنية، وبمكانتها الدولية، وإنما تيمناً باسم الطفلة «ليلى» في رواية الكاتبة المصرية التقدمية لطيفة الزيات (1923 - 1996) الدرامية «الباب المفتوح» والتي كان تعلقها بالماركسية، كما كانت تكرر قائلة «انفعالياً عاطفياً».

ربما كان في الترابط «العفوي»، بين راعي الجائزة «ليلى»البحرينية « ، واختيار اسم الموقع تيمناً بـ «ليلى» لطيفة الزيات المصرية، شيئاً من التجسيد العفوي للفكر التقدمي الذي كانت أخذت به ليلى، وللبعد القومي الذي التزمت به طيلة حياتها. كذلك عكس زواج ليلى المصرية من ذلك الشاب الذي أحبته، وكان أحد أسباب تعلقها به، كما يقول مهدي بندق في مراجعته لرواية الزيات، كونه «منخرطاً في حركة مقاومة وطنية تسعى للتحرر من المحتل الأجنبي»، شيئاً من التشابه بين ربط ليلى بين حياتها الشخصية والتزامها السياسي... ونظراً لما حازت عليه الرواية من حضور كبير في فضاء الأعمال الإبداعية المصرية، فقد تحولت الرواية إلى فيلم في العام 1963، قامت ببطولته الفنانة فاتن حمامة، ومحمود مرسي، وشاركهما في التمثيل صالح سليم، وحسن يوسف، ووضع السيناريو يوسف عيسى، وقام بالإخراج هنري بركات.

3. الخلفيات التي تكمن وراء إطلاق الموقع، والذي يقول عنه الكراس الصادر عن الجائزة بأن «اختيار ليلى كان رمزاً لكل امرأة تحاول تصوغ استقلاليتها في مجتمع يحاول قمعها»، كما يحاول الموقع، كما ورد في الكراس ذاته، أن يقوم «بمراجعة القيم والتقاليد البالية التي تمس الأنثى، وكيف يحاول المجتمع معالجتها، دون أن يرافق ذلك أدنى اهتمام، أو مراعاة لانعكاساتها على المرأة». ويدعو «كلنا ليلى» النساء العربيات إلى «أن يكتشفن أنفسهن من خلال التمرد على الشعور بأنهن وحدهن في المعركة ضد ما يحيط بهن من قمع، والتعبير عن ذلك صراحة وبمنتهى الحرية التي ينبغي لها أن تتحدى كل القيود».

4. الريادة التي نجحت ليلى في تجسيدها في سلوكها اليومي، ونشاطها السياسي، فكون هذه الجائزة العالمية الكبيرة، تحظى برعاية مؤسسة بحرينية صغيرة، ويقام الاحتفال تحت مظلة المم المتحدة، يذكرنا بمطلع السبعينيات عندما دلفت ليلى إلى أروقة الأمم المتحدة، كي تكون أول مناضلة خليجية تقوم بلفت النظر إلى ما تعانيه المرأة الخليجية من ظلم، وما تتعرض له من اضطهاد. كانت ليلى تنطق حينها بلسان المواطن، ولم تكن تتحدث باسم السلطة الرسمية.

تبقى هناك كلمة لابد أن تقال هنا بحق موقع «كلنا ليلى»، فهو كما يقول عن نفسه «مبادرة من أجل المرأة في المنطقة العربية. يقوم بطرح ومناقشة المشكلات التي تواجهها المرأة في المجتمعات العربية». وقد بدأت فكرة كلنا ليلى عن طريق مجموعة من كاتبات المدونات المصريات، كن يخاطبن المرأة المصرية لكنه تطور اليوم كي يشمل المرأة العربية وقضاياها.

انطلق الموقع بخمس نساء مصريات هن: مؤسسة الموقع إيمان عبد الرحمن، وكان معها في البداية مريم النجار، زينب سمير، هاجر هشام، وشيماء سمير، لكن تطور الموقع اليوم فأصبح لديه متعاونون ومراسلون في الكثير من البلدان العربية تمتد من الأردن شمال شرق حتى اليمن جنوب غرب، بما يشمل السعودية، ولبنان والسودان والإمارات، ودول عربية أخرى.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2937 - الإثنين 20 سبتمبر 2010م الموافق 11 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 1:29 م

      ليلي في قلوبنا

      شكرا ياعبيدلي على هذا الوفاء .وشكرا مرة أحرى على تذكيرنا بالمناضلة ليلى فخرو ودمت على طريق الخير .أراك رمزا وطنياوستبقى لبلى في قلوبنا لما أعطته لبحريننا الغالية.

    • زائر 11 | 10:21 ص

      وجاهة

      الله يرحم موتى المسلمين حميعا
      ولكن ها هنا فرقا بين ايام ما يسمى بالمراهقة السياسية ايام انكار الذات والتغرب والبذل والعطاء وايام الشيخوخة السياسية والركض وراء البزنس والتجارة والرجوع الى الجذور البرجوازية

    • زائر 10 | 9:08 ص

      بهذه المناسبة/ من فريق النعيم

      بمناسبة ذكرى وفاة المناضلة الوطنية بحق واقول ذلك كان بامكان هذه المراة ان تجلس معززة مكرمة في منصب كبير كونها من اكبر العوائل الثرية في البحرين ولكنها فضلت حياة العزة والكرامة والنضال بين البحرين و جبال عمان بين الكهوف لتعلم اهالي ظفار ليس حمل السلاح بل علمتهم الالفية والابجدية وكثير منهم الان في مراكز كبيرة في سلطنة عمان لها الدور الكبير في تمكينهم ، ابعث الى روحك عبر هذا الطريق السرمدي المجهول رد الجميل بباقة من الامل القادم لهذا الوطن الغالي وفي مقدمتهم المراة البحرينية

    • زائر 7 | 6:34 ص

      أم 6 ألسن

      البعض منهن يردن الكرسي بالعافية يعني ما عرفت شنو تسوي في عمرها قامت تروح كورسات في أسبانيا تدرس لها كلمتين أسباني وفرنسي وأيطالي وألماني .. برو برو بيو بيو .... هؤلاء النوعية مطلبهن الكرسي وليس خدمة الشأن العام وهذا المقال جاء في وقته لكي يعرفن إن العمل الوطني هو نابع من الإيمان بالرسالة وهذا ما عملت به الوطنية ليلى .. لأن بعض حديثي النعمه بالوظيفة يجب أن يعرفوا بأن التفاني والإخلاص في العمل فوق كل شىء وليس إهدار الموارد والبذخ في الصرف بدون معنى هو قمة الإنجاز

    • زائر 6 | 6:21 ص

      خالد الشامخ: ذهبت ليلي و بقي الذئب

      رحلت عنا ليلي و بقي الذئب الفارسي الذي يقف حجر عثره امام المراه الخليجية بعد ان فتك بالايرانية داخل السجون و خارجها...

    • زائر 5 | 4:50 ص

      بعض النساء ظنت إن بتحضر دورة تكلف 20 ألف دينار ستخلق منها مخلوق آخر ...

      هذا المقال ينفع لذوى الأقنعه المزيفه إذا كان التظاهر بمظاهر (إسلامي) تسوي تصرفات ما تدل أبدا على ايمانها بتطبيق الشريعة بل تخلي الناس يظنون العكس.. ليش اسلامي عيل ؟ عندك مبدأ سواء اسلامي أو غير اسلامي خلك ثابت عليه أما تقولين شي وتسوين شي ثاني فهاذي مب عدلة ... الله يرحم النساء الوطنيات ويرحم الأستاذة الكبيرة ليلى فخرو لم نسمع عن هذه النوعية من المناضلات أن طلعت بمظهر وأفعالها خالفت مظهرها بل كان تفانيها في إخلاصها وحبها للناس تفاقم كل الوصف وليس إرضاء الناس بوجبه أو كوبونات كما تفعل البعض

    • زائر 4 | 11:45 م

      وفي المقابل يجب الكشف عن كل من تسول له نفسه في النيل من الوطن

      وفي المقابل يجب الكشف عن كل من تسول له نفسه في النيل من الوطن

    • زائر 2 | 11:12 م

      تحية وفاء ودعوات صادقة نابلعه من القلب للوطنيه المخلصه ليلى فخرو

      شكرا للأستاذ الكبير عبيدلي وشكرا لتسليطه الضوء على الوطنية القديره ليلى فخرو حتى يتعلم الأجيال تلك الدروس والملاحم الوطنية الرائعة ..
      تحية وفاء ودعوات صادقة نابلعه من القلب للوطنيه المخلصه ليلى فخرو ... مع تحيات Nadaly Ahmed

    • زائر 1 | 9:35 م

      عظم الله أجرك

      كانت ليلى مثال للمرأة البحرينية الشريفة والمجاهدة والعاملة المخلصة لرفعة وطنها ... جعلها الله من اصحاب النعيم وصبركم الله على فقدانها ... انا لله وانا اليه راجعون

اقرأ ايضاً