العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ

شوقي بزيع ينثر آهات الجن وَيَخِيْطُ قمصان يوسف

ضمن فعاليات ربيع الثقافة في بيت الشعر

ضمن فعاليات ربيع الثقافة برعاية مركز الشيخ إبراهيم أضاء الشاعر اللبناني شوقي بزيع بقناديل من حروفه بيت الشعر البحريني في أمسية حضرها مجموعة من الشعراء والمثقفين ومحبي الشعر، إذ قدّم بزيع مجموعة من قصائده مراوحا بين بوح جميل وسرد ينسج من خلاله جمله الشعرية، وقرأ من قصائده «الزنزلخت»، و«الخروب»، و«السنديان»، و«ليلة ديك الجن الأخيرة»، و«قمصان يوسف»، و«تعديل طفيف».

وفتح بزيع مع كل قصيدة أفقا من سرد مبرق يلاطف به حضوره فيضيء النص بما يسوقه من أجواء يستفتح بها القصيدة إذ قرأ قصيدة «ليلة ديك الجن» الأخير مقدما إياها بأن كل شاعر فيه جزء من ديك الجن حيث يولع بالحب ويكاد أن يفتك بالمحبوب، وقرأ كذلك قصيدة «قمصان يوسف» إذ رأى أن البطل الحقيقي في سرد القرآن الكريم لحكاية يوسف هي القمصان فمع ورود كل قميص تتحول الحكاية إلى مفصل جديد في سرد الأحداث، وهي لفتة شعرية بعثت فيه أن يقولها شعرا في ثلاث لفتات هي قميص التجربة إذ جيء عليه بدم كذب، وقميص الشهوة إذ قدت زليخة قميصه من دبر، وقميص الرؤية إذ أرجع به إلى أبيه يعقوب البصر، وقرأ كذلك قصيدة «تعديل طفيف» التي تستوظف حكاية راع بسيط من الجنوب عاش سبعين سنة مصرّا على عدم مغادرة قريته فاستشهد وهو واقف إذ استحضره بزيع ليغني من خلاله حكايات البسطاء.

«غامضا كان

وحيدا يرهف السمع لأقصى عشبة تسقط عن ظهر الينابيع

ويصغي لأنين القصب المفطوم

عن ثدي الهواء

لم يكن يذكر من أعوامه السبعين

إلا المسرب الضيق بين البيت والتابوت

أو بين ثغاء الروح والماعز

لم يبحث عن الأفكار في القاموس

بل يستولد الأزهار من كم الفضاء

ويوازي ما تصب الشمس

في معطفه الرث من الألوان

كي لا يدعيها الشعراء»

ويبرع بزيع في وقفة أخرى بإشعال السنديان ليغني للصوت الذي يهب النهار المشمس بين شتائين، ويبكي على ما لم يصنع بعد، بأكاليل تضيء شبابيك فلسطين وتنقلها من خيوط النسيان إلى جرأة الشعر، لنقرأ معه حروفا من وصايا الأنباء ويغسلنا بماء يرشح من حزن التماثيل، أو كمراثي زينب في رزء محرّم، وهي ترثي بلادا أسقطت في بحر دم، وصوت نجهش به في برد المخيم، كنايات فوق ليل يتهدم.

العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً