العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ

مجموعة «رجل للبيع» للقاص أحمد المؤذن... في طريقها للقارئ

تسلم القاص أحمد المؤذن نسخا من مجموعته القصصية «رجل للبيع» وهي في طريقها للتوزيع والنشر والوصول للقارئ. وصرح المؤذن إلى «الوسط» بأنه يعتزم إقامة حفل لتدشين المجموعة في أحد الملتقيات الأدبية في الأيام المقبلة، وقد احتوت المجموعة على قصص مختلفة هي «حيث أعري نفسي، ورطب، ورائحة غريبة، والكيس لا يزال في يدي، وأدخل الجنة، وخدّوج تأكل الأطفال، ولقيمات الوجع، وفضول، ومحطات تعبك، وورطة، ورجل للبيع، واليوم كالأمس، ورماد الحزن كان، وانتظار، وحزنها يتفاقم» والجدير بالذكر أن هذه المجموعة قد فازت بجائزة الصدى للمبدعين في دورتها الرابعة، والتي تنظمها مجلة دبي الثقافية.

صدرت المجموعة عن دار نينوى للنشر والتوزيع، سوريا، دمشق، في 27 صفحة من القطع المتوسط وقد احتوت المجموعة على 16 قصة قصيرة، اعتمد فيها الكاتب في بعض محطات هذه المجموعة القصصية على نبرة خاصة من السرد بأصوات شخصيات مأزومة، تحاول أن تتخلص من واقعها القاسي عبر اللجوء مرة لأحلام اليقظة، ومرة لأحلام اللاشعور، وأحيانا تقفز عن كل ذلك إلى صيغ فنتازية مباشرة من غير تبرير سوى محاولة اعتماد عنصر الصدمة في الوصف الذي يفاجئ القارئ في ميله لعوالم أخرى يطرقها المؤذن ليهرب بشخوصه من واقعها إلى واقع آخر، علَّه يقول عبرها ما يريده هو أو ما تريده تلك الشخوص في معالجتها لمصائرها وخواتيمها في الحكايات التي أوقعها فيها المؤذن عامدا أو غير عامد.

رجل للبيع !

يحفر في ذاكرته وجه رجل ثري، يشعل سيجارا كوبيا ويمتطي صهوة مرسيدس شقراء وآسيوي يقود العجلات الأربع. متعب وأقدامه تهترئ من لهاثه في الشوارع القاسية التي لا تهديه دكاكينها ولا مؤسساتها عملا يستجديه بعبارات حضارية، منهكة كوجهه.

تذكر أن بحوزته هاتفا جوالا يزغرد

- (نعم أنا هو - من المتكلم؟)

- على الطرف الآخر صوت خشن (لا تتجاهلني - سدد ما عليك وإلا ... )

- ( أنت تعلم أنني مفلـ... )

قليل الذوق أغلق السماعة في وجهه وأوصد باقي أبواب وطرق هذا العالم الكئيب... لمح متسولا يتوارى في زقاقه يعد أوراقا بلا عدد. لا لا الفكرة لا تستحق مجرد التفكير ولا المغامرة في التحول من متبطل إلى متسول، لكنه يحترق وتتقاذفه زوابع ديونه المتراكمة وأشرعته أفلتت من صواريها وتاه في العمق ولم يسأل عنه أحد.

هذه المرة يبدأ هو بسؤال أخيه على الجهة الأخرى من المدينة، دعس الأرقام الإلكترونية ثم انتظر في خوف ويأس من عدم الرد ككل مرة وجاءه صوت مخمور

(حبيبتي لا تتصلي نهارا ولا ليلا، زوجتي تراقبني - مع السلامة أنا متعب)... فرغ جحوظ عينيه في الشارع وعادت صفعات يأسه تشويه على نار هادئة...

العدد 2414 - الأربعاء 15 أبريل 2009م الموافق 19 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً