حط المنتخب الوطني الأول لكرة القدم رحاله في العاصمة الأردنية عمّان ظهر أمس بعد رحلة استغرقت ساعتين ووسط إجراءات إدارية سريعة لم تأخذ وقتا طويلا ليستقر بعدها الوفد في مقر الوفد بفندق الميرديان بحي الشميساني. وخضع لاعبو المنتخب لفترة راحة إجبارية بعد تناول وجبة الغداء استعدادا للتدريب الأول الذي خاضه المنتخب مساء أمس على ملعب البتراء القريب من مقر السكن، وذلك بقيادة المدرب النمسوي جوزيف هيكرسبيرغر وطاقمه المساعد، وأعطى المدرب جوزيف اللاعبين بعض التوجيهات في حديث له قبل بدء التدريب ركز خلاله على رفع الروح المعنوية وطالبهم بضرورة التركيز خلال الأيام القادمة من أجل الظهور بمظهر مشرف يعكس مدى ما وصل إليه المنتخب من تطور على جميع الأصعدة، ومطالبا إياهم بضرورة بذل أقصى مجهود خلال التدريبات، وشدد جوزيف على اللاعبين بضرورة زرع الثقة بداخلهم وإظهار ما يمتلكونه من قدرات للظهور بصورة مثالية ومشرفة.
واستمر التدريب قرابة الساعتين وكان خاليا من المجهودات البدنية القوية لدواعي رحلة السفر، واعتمد أساسا على بعض الجمل التكتيكية التي أداها اللاعبون بكل تركيز وانضباط، واشتمل التدريب في جزئه الأول على عملية الإحماء وتدريبات الإطالة وفك العضلات لإزالة التعب عند اللاعبين، ثم انتقل اللاعبين للجزء الثاني عبر تدريبات الكرة الفنية والتكتيكية مع المدرب جوزيف وفي مساحات صغيرة، واختتم التدريب بمناورة على نصف الملعب أظهر خلالها اللاعبون روحا معنوية عالية وحماسا كبيرا من أجل إثبات الوجود لحجز مكان في التشكيلة الرئيسية، وإقناع الجهاز الفني بقدراته وإمكاناته لحجز مكان آخر له في صفوف المنتخب.
وسيخوض المنتخب الوطني مساء اليوم تدريبه الثاني والأخير على ملعب مدينة الملك عبدالله بمدينة الزرقاء (ملعب المباراة) قبل مواجهته الودية مع نظيره المنتخب الأردني يوم غد، وسيكون التدريب عبارة عن اختبار دقيق لجاهزية كل العناصر لخوض مباراة الغد وتحديد ملامح التشكيل الاساسي الذي سيعتمد عليه جوزيف مع اخضاع اللاعبين الى تمرين تكتيكي لتجهيز خطة المباراة وأسلوب اللعب، وعلى رغم أن عامل الوقت لم يكن في صالح المنتخب لا سيما مع قلة الحصص التدريبية وغياب خماسي نادي الرفاع وعدم التحاقهم، إلا أن هناك ثقة متبادلة بين الجهاز الفني واللاعبين توحي بتفاؤل في قدرة المنتخب على تقديم مباراة جيدة أمام الأشقاء، وبالتأكيد ستكون مواجهة الأردن بمثابة الاختبار الحقيقي الذي يبحث عنه الجهاز الفني لقياس قدرات اللاعبين المحليين خصوصا مع الجاهزية الفنية الكبيرة والعالية التي تتواجد في المنتخب المضيف، وصار من المؤكد أن يعتمد المدرب جوزيف على تشكيل جديد مغاير عن الذي لعب به المباراتين الماضيتين أمام قطر وتوغو، وذلك للرصيد البشري المحدود الذي يتواجد معه حاليا وغياب غالبية الأسماء التي شاركت في تلك المواجهتين، وستتضح الرؤية عن التشكيلة التي سيبدأ بها المنتخب الوطني مباراته الودية أمام الأردن اليوم بعد المشاورات التي ستدور بين أعضاء الجهاز الفني.
بعث المنتخب الأردني الشقيق رسالة قوية ودق جرس الأنذار لمنتخبنا الوطني من خلال فوزه العريض والكبير على بطل آسيا المنتخب العراقي في المباراة الودية التي جرت بينهما قبل يومين وفاز خلالها نشامى الأردن بأربعة أهداف مقابل هدف، لتؤكد هذه النتيجة والفوز العريض على الاستعداد الجاد للأشقاء قبل خوض المباراة الودية التي ستجمعه بمنتخبنا يوم غد (الأحد)، وقدم المنتخب الأردني مستوى أثبت من خلاله تطور مستواه وتقدمه في الفترة الأخيرة وخصوصا بعد تولي المدرب العراقي عدنان حمد المسئولية الفنية ونجح من خلالها في الوصول لنهائيات كأس آسيا التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة مطلع العام المقبل.
عقد قبل يومين بتوجيهات من نائب رئيس اتحاد الكرة ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية الشيخ علي بن خليفة آل خليفة بمقر بيت الكرة البحرينية اجتماعا خاصا جمع الجهازين الإداري والفني للمنتخب والمكون من المشرف العام على المنتخب عبدالرزاق محمد والمدرب جوزيف هيكرسبيرغر ومساعده كلاوس سميث مع مدرب الرفاع البرتغالي جاريدو وعضو إدارة نادي الرفاع سطام السبيعي للتنسيق والتفاهم بين الطرفين للمرحلة القادمة فيما يتعلق بلاعبي الرفاع المتواجدين في صفوف المنتخب، ويأتي هذا الاجتماع في إطار سعي اتحاد الكرة لتذليل كافة العقبات أمام ممثل الكرة البحرينية في مسابقة كاس الاتحاد الآسيوي وهو ما تعود عليه في السنوات الماضية، ويقف الرفاع على بعد خطوة من الوصول للدور نصف النهائي من كأس الاتحاد الآسيوي بعد تفوقه في مباراة الذهاب على خصمه الفريق الفيتنامي دا نانغ بثلاثية نظيفة، ومن المتوقع أن يعلن السماوي تأهله يوم الثلثاء من هانوي ليكون على موعد مع المباراة القادمة التي ستقام يوم الخامس من أكتوبر.
وأسفر الاجتماع الإداري والفني عن وصول الطرفين لتفاهم واتفاق واضح يسهل من مهمة الجهازين الفنيين للمنتخب والرفاع عبر عدم إرباك البرامج التدريبية للطرفين، ويقضي الاتفاق بالتحاق خماسي الرفاع والمكون من حسين سلمان، داوود سعد، حسن خميس البري، محمود العجيمي، حمد راكع، بصفوف ناديهم بعد المباراة الثانية للمنتخب في دورة غرب آسيا مع المنتخب العماني التي ستقام يوم 26 سبتمبر بغض النظر عن نتائج المنتخب في دورة غرب آسيا، ويستمر بعدها اللاعبون مع ناديهم حتى موعد مباراة الذهاب من البطولة الآسيوية.
من جانبه، أكد نائب رئيس اتحاد الكرة الشيخ علي بن خليفة آل خليفة حرص اتحاد الكرة ومسئوليه على تسهيل مهمة نادي الرفاع في مهمته الوطنية كونه ممثل الكرة البحرينية في هذا الاستحقاق الآسيوي، ومشيرا إلى التنسيق المستمر والمتواصل في هذا الصدد ومنذ فترة طويلة مع جميع الأندية.
وأوضح الشيخ علي بن خليفة إلى تفهم الجهاز الفني للمنتخب وإدراكه لاحتياجات الجهاز الفني لنادي الرفاع للاعبيه في هذه الفترة المهمة من مشواره في البطولة الآسيوية، مؤكدا أن اتحاد الكرة يقف صفا واحدا مع الأندية الوطنية في مشاركاتها الخارجية من أجل الظهور بمستوى مشرف يعكس تطور الكرة البحرينية وتقدمها على مستوى القارة، لافتا إلى أن اتحاد الكرة لن يتوانى في مد يد العون ووضع كافة إمكاناته تحت تصرف الأندية المحلية من أجل تحقيق المصلحة العامة، متمنيا رئيس لجنة المنتخبات عن صادق أمنياته بمواصلة العروض الجيدة وتحقيق النتائج الإيجابية لفريق الرفاع لتحقيق تطلعاته وطموحات الجماهير البحرينية.
اعتبر مدرب المنتخب الأردني العراقي عدنان حمد المباراة الودية التي ستجمع منتخبه مع المنتخب الوطني والمقررة يوم غد فرصة لتحقيق جوانب ايجابية كثيرة قبل الدخول في استحقاق دورة غرب آسيا، مؤكدا على أهميتها، ومنوها إلى أنها محك حقيقي للوقوف على معيار الجاهزية الفنية والبدنية للاعبيه بعدما كانوا انخرطوا في تدريبات منتظمة منذ الشهر الماضي، إلى جانب أهميتها في تحديد ملامح التشكيلة الأساسية التي سيدخل بها منتخب الأردن أجواء منافسات الدورة، وشدد حمد على أنه سيستغل مباراة الغد لتطبيق بعض الجوانب الخططية والتكتيكية على اعتبار أهمية ذلك في الوصول إلى طريقة الأداء المثلى خلال الدورة، مشيرا في الوقت ذاته إلى عزم الجهاز الفني لتجريب كافة العناصر المتاحة أمامه بما يضمن الاطمئنان على مدى جهوزيتهم.
العدد 2934 - الجمعة 17 سبتمبر 2010م الموافق 08 شوال 1431هـ
سارية
بــــالــــــــتوفيـــــــــــق
لمـــــــــــــــنتخــــــــــــــبنا