دعا أئمة وخطباء الجمعة يوم أمس، إلى تهدئة الأوضاع الأمنية في البحرين، واللجوء إلى الخيارات السلمية والمؤدية إلى إصلاح الوطن والمواطنين، والتخلي عن التشدد الأمني، الذي يعقد حل الأوضاع، مستنكرين في الوقت نفسه الاعتداء على حياة المواطنين والآمنين وترويعهم.
وفي جانب آخر من الخطب، استنكر الخطباء قيام بعض القساوسة بحرق نسخ من القرآن الكريم، واستنكروا أيضاً التعدي على أم المؤمنين عائشة (رض)، والإساءة لها، معتبرين أن الطعن فيها، طعن في رسول الله (ص).
ففي الجانب السياسي من الخطب، اعتبر إمام وخطيب جامع قلالي الشيخ صلاح الجودر أن «ما حدث في مدينة حمد من تفجير مجموعة من السيارات قد أفجع الناس جميعاً، فهو عمل إجرامي جبان، تستنكره كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية والفطر الإنسانية».
واعتبر أن «ترويع الآمنين والاعتداء على ممتلكاتهم العامة والخاصة هو إجرام عظيم وإفساد كبير، يجب شجبه واستنكاره من قبل جميع الفعاليات، ويجب عدم تبريره أو الالتفاف عليه لتمييعه».
وقال: «إن هذا الفعل ليس من البطولة والشجاعة في شيء، فالبطولة أن تبني لا تهدم، وأن تعمر لا تخرب، وأن تصلح لا تفسد، فحرق السيارات وترويع الآمنين ليس ببطولة، لقد أساء أصحاب هذا الفعل الشنيع، فهم عديمو الرحمة والشفقة، بعيدون عن نبي الرحمة».
وأضاف الجودر أن «الفكر التحريضي والتخريبي تحاربه كل الشرائع السماوية، ويحاربه علماء الأمة، سنة وشيعة، ويحاربه المجتمع بأسره، الموقف الشرعي الصريح يوجب على الجميع رفض هذه الأعمال من دون البحث عن مبررات، فالشريعة الإسلامية الغراء جاءت بحفظ الأمن وحفظ الدماء، فدم المسلم وماله وعرضه حرام».
وأكد أن «المحافظة على الأمن والاستقرار هي مسئولية مجتمعية، بين الحاكم والمحكوم، والعلماء والعامة، كباراً وصغاراً، وليس الأمن فقط أمن الشوارع والطرقات، بل يجب أن يشمل أمن العقول والإفهام، بتطبيق شرع الله، وطاعة ولاة الأمر، وسد منافذ الشر، وتصفية المجتمع من كل من يسعى لتعكير أمنه واستقراره».
وأشاد الجودر بـ «الموقف المشرف من دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية وفي مقدمتهم جمهورية مصر العربية، هذا الموقف المشرف الذي يؤكد قوة الانتماء إلى هذه الأمة، فالبحرين منذ القدم دولة عربية مسلمة ذات سيادة مستقلة».
ونوّه إمام وخطيب جامع قلالي إلى أن «محيطكم الإقليمي مستهدف، وبلادكم هذه خاصة مستهدفة في أمنها ووحدتها ومكتسباتها وخيراتها، فالواجب على الجميع تفويت الفرصة، والمحافظة على الوحدة والمكتسبات، فلابد من تعزيز التماسك الوطني خلف القيادة، ووضع أيدينا جميعاً في أيدي ولاة الأمر، فوطنكم قام على أسس ثابتة ومبادئ راسخة، فمن يسعى لتقويضها بمسالك العنف والتخريب والتدمير فلن يبلغ مراده».
وفي السياق السياسي والأمني أيضاً، استنكر إمام وخطيب جامع عجلان الشيخ ناجي العربي الفتنة وأعمال الإرهاب القائمة في البحرين، داعياً إلى محاسبة كل من تسول له نفسه العبث بأمن وسلامة الوطن والمواطن».
وأكد أن «الفتن لم تكن وليدة اللحظة بل دبت في جسم الأمة منذ فجر الإسلام، حيث ظهرت فرقة تسمى الخوارج، نقضت بيعة الإمام علي (ع)، وخرجت على حكمه، وقد حذر النبي (ص) من ظهور مثل هؤلاء»، موضحاً أن «الفتن وكثرتها من علامات قرب يوم القيامة وإحدى أماراتها».
واستكمالاً لما ذهب إليه الجودر والعربي، أكد إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد أن «الخيار الأمني ليس الخيار الأجدى والأصلح في استتباب الأمن والاستقرار في البحرين وفي أي بلد من بلدان العالم، وها نحن نرى بأعيننا ما يجري في كثير من بلدان العالم جراء الرهان على الخيار الأمني، فنتيجة الخيار الأمني في أفغانستان، وفي العراق، وفي بعض الدول الإفريقية، كثير من الدمار والخسائر البشرية، والمادية،والاقتصادية, والتنموية، والأخلاقية (...)».
وأفاد عيد «مازال القلق يساورنا جراء ما يحدث في بلدنا الحبيب البحرين، جراء التوتر الأمني المتزايد من حصول تجاوزات شرعية وقانونية، ومنحدرات سلوكية خطيرة، وانتشار حالات أخلاقية انحرافية بعيدة كل البعد عن التعاليم الإسلامية وعن العادات والتقاليد الرفيعة»، معتبراً أن «الانحرافيين والبعيدين عن التعاليم الإسلامية وعن العادات والقيم والقانون يجدون فرصتهم الثمينة لتحقيق ما يريدون في ظل هذه الأجواء المتوترة».
وأمل عيد في أن «تتضاعف جهود المخلصين لهذا الوطن الغالي، والعمل الجاد للملمة الجراح ومضاعفة الجهود للخروج به من هذه المحنة».
وفي ردة فعل على الإساءة لأم المؤمنين عائشة (رض)، خصص إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان القطان خطبته أمس، للحديث عن عائشة (رض)، وعن خصالها ومكانتها عند رسول (ص).
وأكد القطان أن أم «المؤمنين عائشة (رض)، كانت لها مكانة رفيعة، ودرجة عالية عند رسول الله (ص)، وكانت من أحب الخلق إليه».
وقال: «إن عائشة ماتت وهي في عمر الـ 66، وقد دفنت في البقيع، وكانت امرأة في قمة التواضع والأخلاق، وتهرب المعاني خجلاً من أن تدرك الفناء والعفة الذي كانت عليه (رض)».
واستغرب القطان الإساءة لأم المؤمنين عائشة (رض) قائلاً: «هل يختار الله لنبيه إلا طاهرة مطهرة نقية تقية، فهل من متفكر ومتدبر وعاقل، يتخيّل أن يطعن في عرضه وشرفه، فما بال الطعن في زوجة خير الورى، وسيّد الرسل محمد (ص)».
واعتبر القطان أن «التعرض لعائشة (رض)، والحديث عنها بسوء، والطعن فيها، ما هو إلا طعن في رسول الله (ص)».
وفي هذا السياق أيضاً، أكد إمام وخطيب جامع عجلان الشيخ ناجي العربي ضرورة «وقوف المجتمع بشقيه السني والشيعي، على التعدي على أم المؤمنين السيدة عائشة (رض)»، مبيناً أن «منزلة أم المؤمنين معروفة ورفيعة في الإسلام، حتى أن سيدنا عمر (رض) في خلافته زادها في العطاء على غيرها من زوجات النبي (ص) وذلك لمنزلتها من الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام».
وفي موضوع آخر من خطب الجمعة، اعتبر إمام وخطيب جامع كرزكان الكبير الشيخ عيسى عيد أن ما قامت به مجموعة مسيحية متطرفة من حرق وتمزيق القرآن الكريم في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول في الذكرى السنوية للهجوم على المركز التجاري في الولايات المتحدة الأميركية, أمام البيت الأبيض الأميركي، يعد اعتداء على العقول المتفتحة والقلوب النيرة، والأفكار المتفتحة على الإسلام». وأضاف «بل هو اعتداء على الإنسانية جمعاء، فهو كتاب سلام وتقارب وانفتاح وليس كتاب إرهاب وإفساد كما يزعمون».
وأكد أن هذا الاعتداء على الإسلام وقرآنه يدعو المسلمين جميعاً إلى الاتحاد والتقارب، لمواجهة مثل هذه الهجمات الشرسة على الإسلام وإيقافها».
وأشار إلى أن هذا العمل «يعد إهانة لكل الكتب السماوية التي سبقت القرآن الكريم، ولكل الأديان الإلهية التي سبقت الإسلام الحنيف، وحتى للدين الذي يزعمون أنهم ينتمون إليه، ويدينون به، إذ هو الدين الذي بشر به المسيح عليه السلام كما أخبر القرآن الكريم بذلك».
العدد 2934 - الجمعة 17 سبتمبر 2010م الموافق 08 شوال 1431هـ
الله يستر
لا استغرب ان بعض الزوار 5 وغيره لا يهمهم مشاعر الامة الاسلامية
شيسون بعد
المصالح وما ادراك ما المصالح
نعم لزائر 5
اود ان اعقب على كلام الزائر رقم 5 لاقول بان جميع العلماء يستنكرون ما قام به ياسر الحبيب
أتقوا الله يارجال الدين
المنكر يملىء البلد الا تجد خطبكم مكانا لانتقاد المحارم من الخمور والزنا وكثرة الغناء في بلدكم ومحاربة المتنفذين عليها من منطلق الحديث النبوي " من رأى منكم منكرا فليغيره اما بيده او بلسانه او بقلبه وهذا اضعف الأيمان"
لفتة مهمة لفضيلة الشيخ القطان
كان على شيخنا القطان حفظه الله أن يوضح أن اخوانه شيعة البحرين غالبيتهم مع العفيفة زوجة رسول الله السيد عائشة أم المؤمنين في عفتها وحشمتها وأنهم يحرمون سب الصحابة الجلاء الذين خدموا الدين والأمة. أو لعنهم .. وعيسى قاسم والغريفي وفضل الله والسيستاني والخامنئي ونصر الله ومحمد آل كاشف الغطاء والقمي وغيرهم يحرمون اثارة الخلافات السلبية. ويوجبون الوحدة الاسلامية . وإذا وجدت فئة مفتنة فهي شرذمة متطرفة كما أن في كل مذهب مثل هذه الشرذمة التي علينا أن ننصحها.
ابو محمد
وين خطبة الشيخ عيسي احمد قاسم
ليش الخطباء ما يستنكرون الأعمال اللي تقوم بها قوات الشغب
قوات الشغب تقوم بالهجوم على البيوت في انصاف الليالي وتقوم بالتخريب والتكسير وضرب وترويع الأبرياء من نساء واطفال وغيره - اليس هذا فسادا وهتك لحرمات الناس ام هو جائز لأولات امركم ؟
الكل اصحاب مصالح
لست متشائما و لكن واقعيا الامور تزداد سوءا يوم بيوم