ذكرت الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، أن مندوبين من جمعية حماية القرش البريطانية ستقوم خلال العام المقبل بإجراء مسح شامل على أسماك القرش في المياه الإقليمية البحرينية.

وأوضحت الهيئة أن المسح سيكون بهدف دراسة أسماك القرش وأنماط حركتها في المنطقة، علاوة على السعي للتعرف على الكيفية التي تقتات وتتكاثر بها في ظل خصوصية البيئة البحرية الخليجية والتنوع الإحيائي للفرائس المتاحة لأسماك القرش، وهي التي تتربع على قمة السلسلة الغذائية للكائنات البحرية، حيث أحصت الجمعية 3000 سمكة قرش ولخمة في المياه الإقليمية لمملكة البحرين ودولة قطر.

واجتمع المدير العام لحماية البيئة والحياة الفطرية عادل الزياني، ومدير إدارة الثروة السمكية أنور الحريري، ومسئول وحدة المرافئ والفرض بالإدارة العامة لحماية الثروة البحرية جعفر إسحاق، مع ريتشارد بييرس ومارك بوثمان من جمعية حماية القرش البريطانية لبحث الإمكانات المتاحة لتسهيل عمل الفريق الذي يعتزم بدء عمليته خلال العام المقبل، وذلك في منتصف شهر أبريل/ نيسان الماضي.

وأشارت الهيئة في معلومات وردت ضمن نشرتها الدورية الأخيرة، إلى أن الزياني والحريري بحثا مع مندوبي الجمعية البريطانية برنامج العمل المقترح لدراسة أسماك القرش في مياه البحرين، والذي ركز على فصيلة القرش أبوسياف (Longbow saw fish) والزمن المخصص لدراستها (من أسبوعين لثلاثة أسابيع).

وقال مدير عام الهيئة عادل الزياني إن «الهيئة العامة على أتم استعداد للتعاون مع الجمعية لتذليل العقبات بهدف تحقيق الفائدة العلمية والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية كل فصائل الكائنات البحرية، ومنها أسماك القرش بمختلف أنواعها».

ومن جهته، أفاد مدير إدارة الثروة السمكية أنور الحريري خلال الاجتماع مع الجمعية، أنه «على مدى 15 عاماً سجلت حالتان لأغرب العينات المكتشفة في المياه الإقليمية أو على مقربة منها، هي سمكة من فصيلة القرش الرمادي بلغ طولها 3 أمتار. وأخرى من فصيلة القرش الحوت (أكبر الأسماك على الإطلاق) التي تعد حالة استثنائية نظراً لكونها بعيدة عن مواطنها المعتادة».

واستعرض مسئول وحدة المرافئ والفُرض جعفر إسحاق بعض المشاهدات المعتادة لأسماك القرش في المياه الإقليمية وقرب الشعب المرجانية وسلوكها في التعامل مع الوجود البشري في بيئاتها الطبيعية وتجارب الغواصين المحترفين معها.

وعن أهداف وأغراض الجمعية البريطانية في مسحها، ذكر مندوبها ريتشارد بييرس أن «الجمعية تطوعية صغيرة تتخذ من بريطانيا مقراً لها، وتتوسع في دراسة أسماك القرش في مناطق حوض المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، حيث يقوم منتسبو الجمعية من علماء وغواصين بعملية الصيد الخاطف لأسماك القرش من أجل دمغها بمؤشرات المتابعة الموصلة بنظام تحديد المواقع (GPS) وإعادة إطلاقها في المياه. إضافة إلى التجول في أسواق الأسماك المحلية لكل جولة وإحصاء الأنواع التي تقع في شباك الصيادين».

واختتم الاجتماع مندوب الجمعية الآخر مارك بوثمان مبيناً أن «الجمعية أحصت 3000 سمكة قرش ولخمة في المياه الإقليمية لمملكة البحرين ودولة قطر، وأرجعتها إلى 23 فصيلة وفق التصنيف العلمي المعتمد».

وفي سياق ذي صلة، أجرت دول مجلس التعاون مسحاً ميدانياً للأسماك القاعية في الخليج العربي وخليج عمان، لمعرفة أعداد الأسماك بحسب النوع في المياه الإقليمية تمهيداً لتقييد الإحصاءات الخاصة بها وتحليلها ومعرفة الأنواع الشحيحة والأخرى وفيرة المخزون.