الصيف الجاري لم يكن ساخنا فقط بدرجات الحرارة المرتفعة وإنما كان ساخنا أيضا من خلال التعاقدات والانتقالات السلاوية التي تعد الأكبر في تاريخ اللعبة من خلال المبالغ المالية الكبيرة والمفاجآت التي رافقت عملية الانتقالات وخصوصا للاعبين النجوم.
الدوري السلاوي اشتعل قبل انطلاقته بل إن اشتعاله مستمر منذ نهاية الموسم الماضي وبعد تحقيق الأهلي الفوز بثلاث مباريات متتالية على المنامة في النهائي ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حينها ليلجأ المنامة بعدها إلى تعاقدات كبيرة لتدعيم صفوفه.
هذا الموسم يبدو مختلفا عن جميع المواسم السابقة وجميع الفرق مستعدة للانطلاقة حتى أن سوق المدربين والأطقم الفنية كان مختلفا لنواحي عدة بالاستعانة أكثر بالمدربين الأجانب ومن مختلف المدارس على حساب تراجع حظوظ المدرب الوطني في ظل اهتمام الأندية الكبير باللعبة. وأكملت جميع الفرق أطقمها الفنية بتعاقد النادي الأهلي بطل الدوري مع المدرب الأميركي جيمس صامويل فيسنت الذي يعتبر مكسبا للفريق نظرا للسيرة الذاتية المميزة التي يمتلكها هذا المدرب الذي جاء التعاقد معه بعد انتظار طويل وبعد بحث في الكثير من السير الذاتية للمدربين.
المنامة كان صاحب أكبر المفاجآت في هذا الموسم من ناحية التعاقدات وبمبالغ قياسية تعد الأكبر في كرة السلة البحرينية.
فالمنامة فاجأ الجميع بخطف نجم المحرق والمنتخب الوطني محمد حسن بصفقة قياسية وصلت إلى 86 ألف دينار ولمدة 3 مواسم وفي ظل مفاوضات سرية ومتكتم عليها، ليضرب المنامة ضربته الثانية سريعا من خلال التعاقد مع العملاق أحمد المطوع في صفقة تعد الأكبر في تاريخ كرة السلة البحرينية بعد أن تجاوزت قيمتها 150 ألف دينار لمدة 3 مواسم.
المنامة لم يكتف بذلك وإنما تمكن من اصطياد صائد البطولات المدرب الوطني أحمد نجاة وخطفه من المحرق براتب شهري يصل إلى 1200 دينار لتدريب فريقي الناشئين والشباب والعمل مساعدا مع مدرب الفريق الأول، ليكمل الفريق بعد ذلك تعاقداته من خلال الاتفاق مع المدرب البوسني ميلادين جوجيك لقيادة الفريق الأول وهو منتظر منه الكثير في ظل السيرة الذاتية الكبيرة التي يمتلكها.
ولم يبق أمام المنامة سوى التعاقد مع المحترف الأميركي الجديد الذي مازال الوقت مبكرا لتحديد اسمه.
فريق الأهلي بطل الدوري في الموسمين الأخيرين يتكتم كثيرا على خياراته الفنية، فهو لم يعلن عن مدرب للفريق الأول إلا كآخر فريق من أصل 10 فرق مشاركة في الدوري جميعها أنهت تعاقداتها الفنية على مستوى الفريق الأول منذ وقت مبكر.
الأهلي بحث عن مدرب مميز قادر على إضافة الجديد وتطوير مستويات اللاعبين وخلق فريق حالي ومستقبلي منافس باستمرار وصائد للبطولات ولذلك طبخ عملية التعاقد مع المدرب على نار هادئة.
أما المحترف فما زال أمره مبكرا حتى الآن ولن يتم التعاقد معه قبل وصول المدرب الجديد في 20 سبتمبر/ أيلول المقبل.
على مستوى الفئات العمرية تعاقد الأهلي مع المدرب الصربي تيمور لقيادة الناشئين والشباب والإشراف على بقية الفرق فنيا في ظل توجه كامل لإدارة سلة الأهلي نحو المدربين الأجانب.
وعلى صعيد اللاعبين، فإن الأهلي لم يتعاقد حتى الآن إلا مع اللاعب محمود عبدالنبي لتدعيم صفوف الفريق وخسر بالمقابل كل من جاسم محمد والأميركي المميز أنتوني جوني وسعى للتجديد مع أحمد مال الله غير أن الأمور لم تصل إلى النهاية السعيدة بين الطرفين.
المحرق بطل الكأس في الموسم الماضي اتجه بشكل مفاجئ للمدرسة الأرجنتينية في التدريب من خلال التعاقد مع المدرب الأرجنتيني غلريميو فيكو للفريق الأول الذي ينتظر منه الكثير لبناء فريق قوي ومنافس.
المدرب الأرجنتيني الجديد لسلة المحرق يعرف بعصبيته إلى جانب سيرته الفنية المميزة من خلال عمله مع أكثر من فريق في الولايات المتحدة الأميركية وفي الشرق الأوسط.
المحرق خسر أبرز نجومه وهو اللاعب محمد حسن الذي انتقل إلى صفوف المنامة غير أنه عوضه من خلال التعاقد مع «النحلة» جاسم محمد ومع اللاعب المخضرم المميز ياسر بونفور الذي يعد من أبرز اللاعبين في الموسم الماضي.
المحرق يسعى كذلك لتدعيم الصفوف بلاعبين آخرين إلى جانب محترف عملاق يقوي من حظوظ الفريق.
وعلى مستوى الفئات العمرية اتجه المحرق أيضا إلى المدرسة الأجنبية من خلال التعاقد مع مدرب صربي للفئات العمرية.
الحالة الذي يبحث عن المجد الضائع في كرة السلة يرغب في الموسم الجديد إلى لعب أدوار تنافسية أكبر من خلال تعاقده مع المدرب الصربي ساسا الذي يعول عليه الحالة كثيرا لتطوير مستوى الفريق فنيا.
الحالة الذي خسر جهود لاعبه المميز محمود عبدالنبي المنتقل إلى سلة الأهلي وجهود ياسر بونفور المنتقل للمحرق وكذلك جهود أحمد علي حسين للإصابة وربما غياب أحمد ميرزا للإصابة أيضا ستكون مهمته صعبة، ولذلك فهو يسعى نحو التجديد مع المحترف الأميركي باتريك سيمبسون للموسم الثاني على التوالي.
فاجأ فريق النويدرات الكثيرين من خلال تعاقده مع المدرب الوطني أحمد حمزة لقيادة الفريق الأول وفريق الشباب في النادي خلال الموسم الجديد ليستعيد بذلك حمزة مهاراته التدريبية ويطلق الإدارة التي تولع بها في السنوات الأخيرة.
حمزة الذي يعتبر من المدربين الوطنيين المميزين ستكون مهمته عسيرة في قيادة فريق معظم عناصره من الوجوه الجديدة بعد أن تخلى الفريق عن سياسة جلب اللاعبين من الخارج، فعاد كل من مراد إبراهيم وكذلك صادق مهدي إلى سترة وأنهي عقود الكثير من اللاعبين أمثال محمد نبيل ومحمد مليح وغيرهم ولم يبق أمام الفريق إلا التعويل على أبناء النادي.
النويدرات لا يعرف حتى الآن إن كان سيستمر مع المحترف الأميركي جمال هولدن للموسم الثالث على التوالي في ظل سعي الفريق للتعاقد مع محترف أفضل.
وعلى مستوى الفئات العمرية جلب النويدرات مدربا سوريا للعمل مع فريق الناشئين والعمل مساعدا للمدرب أحمد حمزة.
سلة سترة في الموسم الجديد تختلف تماما عن جميع المواسم السابقة لأن الوفرة في اللاعبين فاقت المطلوب ومعظمهم من اللاعبين المميزين بعد عودة الثلاثي حسين تقي ومراد إبراهيم وصادق مهدي إلى جانب تواجد لاعبين شباب على مستوى عال.
الفريق جديد مع المدرب الأميركي جون إدواردو والذي تواجد مع الفريق في نهاية الموسم الماضي ولم يبق له إلا التعاقد مع محترف مميز ليتحول إلى فريق قوي ومنافس حتى على البطولات المحلية، كما تعاقد مع المدرب الوطني المميز والخبير نجاح ميلاد للعمل مساعدا مع مدرب الفريق الأول.
على مستوى الفئات العمرية فإن النادي اعتمد على مدربين من أبناء المنطقة لجميع الفرق.
وسترة سيكون حاضرا وبقوة في المنافسة هذا الموسم وكله أمل في استعادة ذكرياته الجميلة عندما توج بلقب الكأس للمرة الأولى في تاريخه.
سلة مدينة عيسى التي حققت أكثر النجاحات في الموسم الماضي تسعى إلى التجديد مع المتواجدين بعد أن خسرت جهود المدرب جعفر راشد المنتقل لتدريب الاتحاد وعوضته بالمدرب الوطني المميز أحمد سلمان.
سلة المدينة وبعد النجاح فإن استراتيجيتها قائمة على التجديد مع كل من أحمد جناحي المعار من المحرق وحسن حبيب المعار من المنامة وكذلك التجديد مع المحترف الكاميروني بوريك سايكوم الذي يعتبر من أبرز المحترفين في الموسم الماضي.
المدينة بقيادته الفنية الجديدة يسعى للعب أدوار تنافسية أكبر والوصول للمربع الذهبي بعد أن نجح في الموسم الماضي في الوصول لسداسي الدوري.
نادي الاتحاد يعول في الموسم الجديد على مستوى كرة السلة على المدرب الوطني جعفر راشد الذي تم التعاقد معه لأجل بناء فريق قوي في ظل ما يملكه هذا المدرب من صفات مميزة في بناء الفرق وإعدادها للدخول في المنافسة.
الفريق مازال في مرحلة البحث عن المحترف الجديد كما أنه في مرحلة البحث أيضا عن لاعبين محليين لتدعيم صفوفه.
نادي النجمة قام بالتجديد مع المدرب الوطني رؤوف حبيل لأجل مواصلة البناء على ما تحقق في الموسم الماضي من خلال الاعتماد على جيل جديد من الشباب والابتعاد عن التعاقد مع لاعبين فوق الـ 30 عاما.
حبيل سيستمر في إستراتيجية البناء وخصوصا بعد أن اكتسب الفريق خبرات كبيرة في الموسم الماضي وتطور مستوى اللاعبين.
النجمة ينتظر التعاقد مع محترف مميز من أجل مساعدة الفريق للعب أدوار متقدمة وتجنب الخروج من القسم الأول.
البحرين يدخل في الموسم الجديد من خلال استعادة مدربه ريان المحمود الذي عاد للفريق بعد أن رحل الموسم الماضي إلى النويدرات.
ريان يسعى لتدعيم صفوف الفريق من خلال التعاقد مع لاعبين محليين وعودته للبحرين جاءت من أجل بناء فريق قادر على الخروج من القاع والدخول مع بقية الفرق في الفوز والخسارة.
العدد 2933 - الخميس 16 سبتمبر 2010م الموافق 07 شوال 1431هـ