تيري جونز. راعٍ «مُتَقَسِّس» في كنيسة دوف وورلد أوتريتش في غرينسفيل بولاية فلوريدا الأميركية والتي لا يزيد عدد منتسبيها عن الخمسين شخصاً. حَمَلَه نَزَقُهُ وحماقته لأن يُعلِن بأنه سيحرق مئتين من نُسَخِ القرآن الكريم في الساعة السادسة مساءً بحسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدة بالتّزامن مع حلول الذكرى السنوية التاسعة لهجمات 11 سبتمبر على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك.
بالطبع، فإن هذا المُتَقَسِّس تراجَع عن دعوته بسبب الضغوط المحليّة والدولية لـ «عدم الإضرار بمصالح الولايات المتحدة في العالَم» حسب المُبرّر الذي قيل. لكن هذه الحادثة (ولو أنها لم تقع فعلاً) إلاّ أنها تُعطي رغبة في الحديث عن مثل هذه التقليعات التي عادة ما يلجأ إليها المتطرفون من جميع الأديان والمذاهب كما هو الحال بالنسبة لهذا المُتَقَسِّس.
فهل فكَّر جونز بالأقليّات المسيحية في العالَم، وخصوصاً في الدول المُضطربة أمنياً واجتماعياً. في العراق وباكستان وإندونيسيا وفي الدول العربية. هل فكّر في أن فعلته هذه قد تدفع إلى اقتتال مسيحي إسلامي في جوس بنيجيريا تتبطّل فيه جماعة بوكو حرام المتطرفة.
هل سَمِعَ جونز بالتحذير الذي عمّمته الشرطة الدولية (الإنتربول) على 188 دولة هي أعضاء فيه من «هجمات عنيفة تستهدف أبرياء» من المسيحيين بشتى طوائفهم وانتماءاتهم الإنجيلية نتيجة الدعوة التي أطلقها «هو» وبكل غباء لحرق القرآن الكريم؟!
وربما كانت البيانات التي أصدرها مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق ورئاسة أسقفية أربيل الكلدانية وتلك التي في نينوى وكركوك أكثر تعبيراً عن هذه المخاوف. فالمسيحيون هناك دفعوا أثماناً بالغة منذ سقوط بغداد في أبريل/ نيسان 2003 نتيجة استهدافهم من القاعدة.
وهنا أودّ أن أتحدث عن هذا الأمر بكلّ وضوح وبشكل أوسع خارج الإطار المسيحي. فحين يتّخذ أحد المتطرفين من المسلمين موضعاً له يجلس فيه القرفصاء في زاوية غرفة بإحدى دول الغرب ويجلب إلى حيث قدميه ومُتَّكَئِه وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة والمكتوبة ليقول كلاماً فاحشاً بحقّ مذهب أو طائفة أو دِيْنٍ ما فإنه يفعل شَيْئًا إِمْرًا لا يُدرك عواقبه.
عندما يعتلي أعواد المنبر أحد المُتَمَشْيِخِيْن المسلمين من «الشيعة» من على بُعْد ليشتم السُّنّة ويُكفّرهم ويسخر من معتقداتهم فإنه ينزل من على منبره البائس ليذهب إلى بيته يأكل زاده ويأتي نساؤه لكنه لا يعلم ماذا يجري بحق الأقليّات الشيعية المسكينة لاحقاً في إسلام آباد وباميان ومزار الشريف وباقي الدول التي يتواجدون فيها بشكل أقلّي.
وبالمثل، وعندما يعتلي أعواد المنبر أحد المُتَمَشْيِخِيْن المسلمين من «السُّنّة» في بلاد بعيدة مُتَعَلْمِنَة ليشتم الشيعة ويُكفّرهم ويُسفّه كتبهم ومعتقداتهم، فإنه وحين يغطّ في نومه وأحلامه لا يعلَم ماذا سيجري بحقّ الأقليات السُّنيّة البريئة في العراق وإيران وآذربيجان والمناطق الشمالية لباكستان وفي بغلان وهرات بأفغانستان.
كُثرٌ هم الذين يعتقدون بأنهم ينصرون دينهم عندما يقومون بتحقير الآخرين وتسفيههم وإخراجهم من المِلَّة، لكنهم في حقيقة الأمر لا يفعلون إلاّ مُنكراً وأمراً عظيما. ليس الأمر متعلقاً بمُتَقَسِّس مغمور كجونز فقط، وإنما بأشباه رجالِ دين مسلمين يقيمون في أقاصي الأرض كما ذكرت ويرمون سمومهم من هناك على منطقتنا المُغطّاة أصلاً بأعواد الكبريت وزيوت النار.
هذه حقيقة يجب أن يُدركها الجميع بعيداً عن التلميح وقريباً جداً من التصريح. فهذه الهرطقات ليست مُحجَّمَة في أسوار. هي عابرة للحدود، ولا يوقفها شيء. وعندما يتم تعبئة الآراء وتَحْمِيَتُها وتسميمها فإنها لا تعرف مساراً إلاّ صدوراً تستقرّ فيها لتستعر في أوقات الخلاف والتجييش، وما يعقبها من سقوط للأبرياء. فيا أيها القوم اسمعوا وعُوا.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 2932 - الأربعاء 15 سبتمبر 2010م الموافق 06 شوال 1431هـ
أبن المصلي
على العالم المتحضر أن يحاصر هؤلاء المتطرفين في كل الأديان والملل والنحل لأنهم واقعا لايمثلون الآ انفسهم الشريرة الحاقدة التي توئجج الكراهية والعدواة والبغضاء بين المجتمعات المسالمة همهم الوحيد التكسب الغير المشروع من الدوائر القدرة والتي يقومون بخدمتها ليل نهار فلو أخد الناس هذه المقالة أن الدين لله وحده لاشريك له وأن علينا العيش بأمن وسلام ووئام في اوطاننا نبنيها بالعيش المشترك لافرق بين الأسود والأبيض بين هذا المذهب وذاك المذهب فكلنا أبناء آدم وحواء أخوان في الدين أخوان في الأنسانية
حرق تعاليم القرأن
القس الدي أراد حرق المصحف قال أنه لم يقرأه ولم يطلع على شيئ منه والحاصل أن تعاليم كل الاديان متشابهة الى أبعد الحدود وكل خلاف يفتعل وراءه سياسة وسياسين يريدون أن يحققوا بعض المأرب ووقود نيرانهم الشعوب لمغلوب على أمرها اللدين يتصرفون بعاطفة زائدة والا من يستطيع أن يوجد ديناً او مدهباً يؤمن بالظلم وعدم المساواة اقولها بصراحة أن الدين والتدين الغير واعي هو أفيون للشعوب يتصادمون به ويسلم من سلبهم كل حقوقهم الا ترون انا بالدين نريد ان نقول ان طاعة الحاكم واجبة مهما كان فعله هده معارك مفتعلة
أين شعوب الدول الإسلامية
بصراحة أصبح المسلمون أوهن من بيت العنكبوت
بعض الأمور تعتبر ترمومتر ومؤشر للوهن الذي وصلت إليه الأمة. وبالذات الدول العربية الإسلامية لم تكن لها ردة فعل تذكر في مقابل الحدث.
الخلاف ثم الخلاف
لا يعلم حرارة الخلاف ونتائجه الا من عاشه وفقد احد احبائه نتيجته