المقلب الذي وقع فيه الاتحاد البحريني لكرة القدم من خلال لعب مباراة أمام منتخب «أشباح توغو» جاء بناء على الثقة التي أولاها الاتحاد لإحدى شركات التنظيم التي تتعامل كثيرا مع الاتحاد في تنظيم المباريات الودية مقابل أجر مادي متعاقد عليه.
هذه الشركات التي تلعب دور السمسار هدفها الأساس تحقيق الربح المادي وآخر ما قد تفكر فيه هو الاستفادة الفنية لمنتخبنا الوطني لأنها غير معنية بمثل هذه الفائدة الفنية وإنما هي معنية باستفادتها المالية ومقدارها.
واتحاد الكرة هو المعني بالاستفادة الفنية، وبالتالي تنظيم المباريات الودية يجب أن يخضع لمعايير فنية متفق عليها وليس لرغبات الشركات المنظمة والسماسرة الذين هم على استعداد لبيع كل شيء وإن كان هواء فهذه مهنتهم التي يعيشون منها!.
ما حدث من مقلب شربه اتحاد الكرة والمنتخب الوطني بدا واضحا ومكشوفا منذ البداية من خلال المستوى الفني الهزيل لما يعرف بالمنتخب التوغولي وهو بالأحرى فريق حواري تم تجميعه من إحدى القرى الإفريقية، والمأساة الأكبر كانت الطاقم التحكيمي الذي لا يصلح حتى لإدارة مباراة في دوري الأشبال عطفا عن مباريات دولية على مستوى المنتخبات الوطنية.
السمسار أتقن المقلب تماما وعلى رغم الشكوك إلا أن الأمور سارت طبيعية فالفريق المنافس يلبس لباس المنتخب التوغولي ويحمل شعاره، والمباراة مسجلة دوليا في الفيفا والطاقم التحكيمي متواجد بلباسه المعتاد وقبلها المراسلات الرسمية كما يدعي اتحاد الكرة كانت موجودة بين الاتحادين البحريني والتوغولي ولكن المشكلة أنها تتم عبر الوسيط السمسار الذي نظم المباراة والذي يبدو أنه من كان يكتب الرسائل للطرفين ويرد عليها.
والمفاجأة أتت من توغو عندما أعلن اتحاد الكرة هناك أن منتخبه لم يلعب أي مباراة ودية وأن المنتخب الذي لعب ضد البحرين لا يمثل توغو لتتضح بعد ذلك صورة المقلب الذي شربه اتحاد الكرة.
الاتحاد البحريني لكرة القدم ومن خلال خبرته الكبيرة التي اكتسبها خلال السنوات العشر الماضية يفترض ألا يقع في مثل هذه المقالب التي يرسمها بعض السماسرة، والمباريات الودية يجب أن تخضع إلى شروط واضحة ومعايير تضمن الاستفادة الفنية، أما اللعب لمجرد لعب مباراة وتحقيق الفوز الأول تحت قيادة المدرب الجديد للمنتخب فإن بالإمكان لعبها مع أي فريق محلي مستواه الفني أفضل بكثير مما شاهدناه من أشباح توغو.
عموماً، المقلب شرب ولا فائدة من البكاء على اللبن المسكوب ولكن الأهم أن يستفاد من الأمر في عدم تكراره لأنه فضيحة بكل ما للكلمة من معنى ومن تسبب فيه يجب أن يحاسب لأن الذي لعب لم يكن فريقا محليا وإنما هو المنتخب الوطني، ووقوعه في مثل هذه المطبات سيسيء إلى سمعته وإلى سمعة البلد.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 2932 - الأربعاء 15 سبتمبر 2010م الموافق 06 شوال 1431هـ