بينما تعيش دولة الإمارات عرسا وسعادة من خلال الدعم الكبير الذي يقدمه وقدمه يوم أمس الأول رئيس دولتها الشيخ خليفة بن زايد وتخصيصه مبلغ 50 مليون درهم إماراتي لدعم وتطوير الملاعب والبنى التحتية والمنشآت الرياضية لأندية الهواة، نعيش نحن في البحرين على وقع مشكلة أزلية هي المنشآت الرياضية والأندية النموذجية كشفتها الحرب الشعواء بين الاتحاد البحريني لكرة القدم والمؤسسة العامة للشباب والرياضة على إثر تأجيل مباريات الدوري العام من دون إعلام الأندية المتبارية، ليعطينا فكرة عامة في أن الكون في واد والبحرين ورياضتها في واد آخر.
في البحرين أيضا نطمح إلى تحقق ذلك وتدخل من الحكومة سيكون كفيلا بأن تكون سندا وداعما للعملية الرياضية في البحرين لما له من أثر على إنعاش العملية الرياضية، خصوصا إذا عرفنا أن الرياضة ليست بمنأى من وجوب تدخل الحكومات في عملية إصلاحها، كما هو الحاصل في مثال دولة الإمارات.
في الإمارات تحصل أندية الهواة على مبلغ يعيّشها سنينا، وفي البحرين أنديتنا غير الهواة تحصل على صفر على الشمال وتحظى فقط بالميزانية السنوية التي تتسلمها من المؤسسة والتي لا تغني ولا تسمن من جوع، هناك أنديتهم وهي للهواة يمتلكون ملعبا مزروعا وصالات كافية لاستقبال مباريات فرقها، ونحن هنا تلعب الفرق جميعها على ملعب واحد وصالة واحدة وكل شيء واحد، وبينما يعيش لاعبوهم المعاقون وسط ناد مجهز بأحدث وسائل التدريبات أفضل من أندية الأصحاء لدينا في البحرين وأفضل بكثير من منشأة ناديي الأهلي والمحرق المنتهية الصلاحية، يعيش أصحابنا من الأصحاء وسط منشآت خربة أو من دون منشأة.
في الأسبوع الماضي شاهد الجميع مجموعة من الأمور التي تؤكد خلو البحرين من بيئة رياضية صحية، منها مهزلة تأجيل مباريات دوري كرة القدم والعلاقة المتوترة بين المؤسسة العامة واتحاد الكرة وكأننا في حرب بين جبهتين يتراشقان بالبيانات التي تنكر كلام الآخر، إلى الجماهير التي ظلت واقفة قبل ساعات من مباراة المربع الذهبي لكرة السلة بين المحرق والمنامة وكأنها أناس «تشحت» وتترجى الدخول على رغم أنها ستدفع، إلى قضية التضارب في أوقات مباريات دوري السلة وكرة اليد كما سيحصل اليوم أيضا على رغم المساحة الضيقة المسموحة لاستقطاب الجماهير في مجمع الصالات بأم الحصم، وحالة الشغب الغريبة التي حدثت من بعض جماهير داركليب على رغم فوز فريقها، والتهديدات غير المستندة على قوانين لرئيس اتحاد السلة بحرمان الأهلي من جميع حقوقه من البطولات المحلية والخارجية بسبب بعض الهتافات التي قالها جمهوره في نهائي دوري السلة، وكأنها تقال للمرة الأولى، كل هذا وآخر دلائل وبراهين تؤكد لنا بأننا نعيش وسط رياضة غير منظمة.
هذه ليست رياضة يا ناس وإنما أشبه ما يسمى بلعب صغار يغيب عنهم مفهوم التنظيم، التنظيم الذي لا يأتي إلا من خلال الدعم الذي تقدمه الدولة لأنديتها وشبابها الرياضي، من خلال بناء الأندية النموذجية لأندية لا زالت تلعب على ملاعب العصر الحجري، من خلال الدعم اللامحدود لتطوير المنشآت الرياضية التي تكون قادرة على احتضان الجميع، وتطبيق القانون بحذافيره من دون تعد على حقوق أي ناد كان، إلى جانب إعطاء الجميع من دون استثناء الحق في ممارسة الرياضة وفق أصولها الصحيحة، فمناطق مثل قرى المحافظة الشمالية والتي يتعدى تعداد سكانها محافظات أخرى لا تضم سوى ناد نموذجي وحيد قد فتح للتو، فكل ذلك لا يؤدي لأن تمارس الرياضة بطريقتها الصحيحة، ونحن هنا ننقل تساؤل الكثيرين عن فحوى إبقاء صالة مدينة خليفة الرياضية مقفلة على رغم جهوزيتها ومنعها بالتالي من استضافة المباريات الجماهيرية كما يحدث في دوري السلة حاليا، لأن رياضات الصالات في البحرين حاليا استحوذت على استقطاب الجميع، وبات الجميع يفكر لو أن صالات اليد والسلة والطائرة تنقل لملعب الاستاد الوطني لتوضع هناك ليتم الاستفادة من مجالها الواسع لاحتضان الفعاليات الجماهيرية على أن تنقل مباريات دوري القدم إلى مكان إحدى الصالات، نظرا للفوارق الكبيرة الحاصلة حاليا في حضور الجماهير لدوري كرة القدم ومسابقات الصالات.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2413 - الثلثاء 14 أبريل 2009م الموافق 18 ربيع الثاني 1430هـ