في 6 و 7 أبريل/ نيسان الجاري زار الرئيس الأميركي باراك حسين أوباما تركيا، والزيارة لم تكن عادية، بل إنها عبرت عن بداية لمرحلة جديدة بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الإسلامي، واختار أوباما تركيا لتكون جسره الى المسلمين، وذلك نظرا لما حققته هذه البلد من تقدم في علاقاتها السياسية مع الدول العربية والإسلامية، في الوقت الذي تسعى فيه منذ عقود لأن تلتحق بأوروبا.

تركيا أصبحت جسرا للشرق على الغرب، وللغرب على الشرق والحساسيات بين الأتراك والعرب تكاد تختفي على جميع المستويات الرسمية والأهلية، وجاءت المسلسلات التركية المدبلجة في الفترة الأخيرة لتعمق الارتباط الاجتماعي والنفسي بين الأتراك والعرب.

فأميركا لم تكن تتوقع في العام 2003 أن تعارض تركيا استخدام أراضيها لغزو العراق، ولم تتوقع «إسرائيل» الموقف التركي عندما ارتكبت مذابحها في قطاع غزة على مسمع ومرآى العرب والعالم، وكانت مواقف تركيا أفضل بكثير من مواقف دول كان يمكنها أن تقدم للشعب الفلسطيني أكثر من التصريحات.

الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز لم يتوقع ردة فعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في مطلع العام الجاري، ولذلك توترت العلاقات... ولكن لأن «إسرائيل» تعلم بأهمية الدور التركي سارعت مطلع الشهر الجاري إلى إكمال مفاوضات بشأن نقل غاز ونفط آسيا الوسطى عبر الأراضي التركية إلى «إسرائيل» ومن ثم إعادة تصديره إلى الهند، ضمن إحدى الخطط الاستراتيجية التي تسعى للتقليل من الاعتماد على نفط العرب.

أوباما قال إنه يؤيد دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وكان لتركيا دور في تحديد المناصب الجديدة لحلف الناتو في الشهر الجاري، وهي تسعى للتوسط مع دول الجوار، وتوطيد علاقاتها بإيران وبسورية وغيرها من الدول المهمة في المنطقة.

ولذا فإنه يسعدنا في البحرين أن يحل اليوم الرئيس التركي عبدالله غول علينا في زيارة رسمية تلبية لدعوة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة. لبحث وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وكل ذلك يصب في تقوية التعاون لخدمة مصالح دول المنطقة.