لم يكن ما حدث للمنتخب الوطني من فضيحة تناقلتها جل وسائل الإعلام والمتمثلة في قدرة فريق توغولي من انتحال شخصية منتخبه الأول واللعب على هذا الأساس أمام المنتخب في مباراة جرت على أنها دولية ودية بغرض الاستعداد للاستحقاقات المقبلة وأهمها خليجي 20 وكأس آسيا لتمر من دون تحقيق، ولتزيد الأسئلة، لتؤكد وجود حلقة مفقودة تماما في عملية المباريات الودية المشبوهة التي أصبح منتخبنا أحد الواقعين في حبائلها، ولاسيما أن أصداء ما أطلقت عليه وسائل الإعلام هنا وتوغو وحتى في أوروبا بـ «المهزلة» أمست تصنع الحدث، ووسط البيانات المتكررة التي يبعثها الاتحاد البحريني لكرة القدم، ينأى فيها بنفسه عن الخطأ.
ما حدث يوم الثلثاء يؤكد للجميع بأن اتحاداتنا الوطنية لاتزال بحاجة ماسة لأن تعمل باحترافية ووفق معايير دولية في كل أمورها، بدليل أنها ليست المرة الأولى التي يقع فيها منتخب القدم مثلا في هذا المطب، فقد وقع في ذات الموقف قبل 5 أعوام، عندما كان المنتخب يتحضر لمباراة الملحق المونديالي مع ترينيداد وتوباغو في تصفيات كأس العالم 2006، إذ كان الجميع يعتقد حينها أننا واجهنا منتخب بنما، وإذا بالأمر يتضح بأن ذلك المنتخب لم يكن إلا منتخبا آخر لبنما، لتفجر هذه المباراة العديد من الأسئلة حول الاحترافية المطلوبة في عقد اتفاقيات مثل هذه المباريات والغائبة على ما يبدو عن مسئولي الاتحاد، الذين كانوا على ما يبدو متلهفين فقط لإقامة مباراة ودية، وإذ بها جاءت بالمجان حتى من طاقم التحكيم الغريب.
أعادت الأزمة هذه إلى الأذهان اللغط الذي أثير حول مواجهة ودية تخوضها مصر أمام المنتخب نفسه في أغسطس/ آب الماضي، إذ تناثرت الأقاويل فور حدوث الأزمة عن إجادة المسئولين في مصر التعامل مع أزمة مشابهة حدثت مع المنتخب نفسه، عندما أعلن مسئولوه أن الفريق سيلاقي منذ فترة مصر والسعودية في يوم واحد، وهو ما رفضه «الفراعنة» ودفعهم لمواجهة الكونغو بدلاً من توغو، ليكتشف بعدها أن من واجه السعودية ليس إلا فريقا مزيفا، ولعل الأرشيف يحفظ واقعة مشابهة، وفيها ألغى اتحاد سلفادور مباراة ودية كان من المقرر أن تجمعه بزمبابوي بعد أن اكتشفت أن الفريق الذي وصل البلاد لملاقاتهم «مزيف».
لا يمكننا نسيان ما حدث لبعثة فريق برشلونة في رحلته لكوريا الجنوبية خلال مرحلة إعداده للموسم، إذ لم يكن مدرب الفريق بيب غوارديولا راغبا في إشراك أكثر من نصف الفريق لمشاركة غالبية لاعبيه مع منتخب إسبانيا في كأس العالم، بما في ذلك نجم الفريق الأرجنتيني ميسي، إلا أن الاتحاد الوطني لكوريا واللجنة المنظمة هدد حينها بعدم إقامة اللقاء في حال عدم مشاركة هؤلاء، ولاسيما أن هناك عقدا موقعا من قبل رئيس برشلونة يشترط فيه لعبه بتشكيلته الرسمية، على رغم أن الفريق الإسباني يضم في صفوفه الكثير من اللاعبين الموهوبين على دكة الاحتياط، ليُجبر برشلونة وبعد اجتماعات حاسمة على إشراك أفضل لاعب في العالم لمدة نصف ساعة، في مقابل إعادة بعض الأموال المتفق عليها من المباراة.
لا يمكن بأي حال هنا أن نبعد اتحادنا الوطني عن مسئولية الوقوع في هذه «المهزلة» للمرة الثانية، حتى وإن أكد الاتحاد أنه لم يخسر أي فلس جراء هذه المباراة، بل في الحقيقة نحن خسرنا اللعب في هكذا مباريات لا تغني ولا تسمن من جوع، وكان فيها الاتحاد قادرا على التعامل بإيجابية أكثر مع مثل هذه الواقعة، سواء بإلغاء المباراة، أو غير ذلك من الحلول التي تحفظ كرامة المنتخب، مع معرفتنا نحن على أقل التقادير بالفريق الأساسي لتوغو، فكيف بالاتحاد، كيف لا يكون للاتحاد أية صلة وهو الذي وقع عقد إقامة اللقاء، أو أن الفرق والحكام الذين جاءوا هم من يتحكمون بالمباراة؟
نأمل ويأمل الجميع أن يستفيد المسئولون من كل هذه التجارب، وخصوصا أن الجمهور أصبح يتساءل الآن، من هو المنتخب «المزيف» القادم الذي سيجعلها ثالثة ثابتة بحق الاتحاد؟
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ
للزائر رقم ظ،
ياعيوني الحين مايكتبون بقلم شكلك قديم يابابا شكلة الارباب مالك ماقال ليك انه فيه شي اسمه كمبيوتر....ههههههههههههه
هاشم
القادم هو جزر الواق واق
وبعدين
القادم هو قلمك المزيف الذي يبين حقدك على اتحاد الكرة