العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ

الوطنية... ما لها وما عليها!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تحدّثت مع أخٍ فاضل عن الوطنية وعن معناها لدى بعض الكتّاب، ولم أجد نفسي إلا وأنا أكتب عنها اليوم، ونحن على أبواب الانتخابات التي يجب أن تمثّل الوطنية بمعناها الحقيقي.

فما الوطنية التي يطالب بها بعض الناس؟ وما هي الدلائل على وطنيّتنا وحبّنا لتراب الوطن؟ وخصوصاً أننا نعلم بأنها ضمير وذمّة لا تُشاهد بالعين المجرّدة!

الوطنية لا تعني «حَب الخشوم والأيادي»، ولكنّها تنبع من الإيمان الصادق بمعنى الوطن، والذود عنه في الأزمات، وليس هناك من لا يحب وطنه ولا يؤمن باستقرار أمنه، ولكنها تتفاوت من شخص إلى آخر تبعاً للمعنى الموجود داخل كل ضمير حي.

هناك القليل من الناس من يظن أنّ الوطنية ما هي إلا مسمّى وضعه الفلاسفة، واستفاد منه الحكّام، ولكنها بالطبع مصطلح لا يظهر إلاّ عند الحاجة، فالكل يحب وطنه والكل يفدي بدمه من أجله، وكلّ يرى الحب من زاويته ومنظوره ويعمل من خلالهما.

هناك فئة تشكّك في الآخر، وقد تكون أقل حباً من الآخر للوطن، والبعض يظن أن سياسة تكميم الأفواه وتوجيه الأقلام هي الوطنية، ولكننا كموطنيين نجد أن الحب لابد أن يتبعه جدال وخصام وينتهي بمصالحة الطرفين.

هل حب الوطن يدعونا الى السكوت عن بعض القضايا؟ أم انّه واجب وطني علينا بإظهار المفسدين والفاسدين في جميع القطاعات وعلى جميع الأصعدة!

فعلى سبيل المثال ملفّات الإسكان، وملف الانتخابات الحالية، يحتاج من الوطنيين التحدّث عن وانتقاده في بعض الأحيان، خوفاً على مصلحة الوطن، وإلا ما الفائدة من أقلام لا تعرف حب الوطن ولكنها تعرف حب «الخردة»!

هناك بعض المغرضين ممّن يتسلّقون على سطور الكلمات، ظنّاً منهم بأنّ حبّهم لوطنهم أكثر من الآخرين، متناسين أن الحب يظهر عند المواقف، وخصوصاً الأزمات الكبيرة التي تحتاج منا إلى الوحدة، وإن كنّا يوماً انتقدنا هذا أو ذاك نقداً إيجابياً، فإنّه كان نابعاً من عشق الوطن لا حبّه، ولسنا ننتظر شيكاً مقابل الكتابة، بل نكتب ما ينبع من داخل الصدر، وبين الأضلاع.

لا نخشى في الحق لومة لائم، ولا نعرف المزايدات، ولكننا نعلم أن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله هو البذرة التي نأمل في نموّها يوماً بعد يوم، ونطمح أن نشاهدها واقعاً حيّاً، لأجيالنا التي ستأتي من بعدنا.

الوطنية ما لها وما عليها، وليس عندنا إلا كلماتنا التي نروّجها لها، وهي الدليل القاطع على صدقية ما نقول.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2931 - الثلثاء 14 سبتمبر 2010م الموافق 05 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:39 م

      لا زلت أنتظر!!

      الإبنة العزيزة، بوركتِ وبورك قلمك الشريف،و لا زلتُ أنتظر ما رجوته منك بخصوص نوابنا ) .
      / محرقي أصيل

    • زائر 16 | 11:19 ص

      الوطنية هي

      الوطنية هي المصداقية والحقانية والانصاف والعدالة تجاه كل مواطن حقيقي يعيش في هذا البلد ..
      هذه هي الوطنية
      وحكومتنا للاسف طائفية وليست وطنية
      فهل تريد مني ان احب اهلي وهو يفرق بيني وبين اخوتي؟

    • زائر 15 | 9:21 ص

      حب الوطن من الايمان

      نجد المخلصين والمحبين لهذا الوطن دائماً مهمشين مطاردين ومتهمين في وطنيتهم .. والسراق والمتسلقين على الرقاب وخونة الوطن هم المقدمين وحماة الوطن المغالطات نجدها وتكرر على مر الزمن حفظك الله يابحرين
      و
      اظهر الله الحق

    • زائر 14 | 6:52 ص

      الوطنية هي جزء من قلب الانسان ودمه وعصبه

      فعندما يتعرض الوطن لإي سوء
      يتألم القلب الوطني الصادق .... وليس قلب المتمصلح.
      وتدمع العين الوطنية المحبة الصادقة ... وليست عين التماسيح.
      الوطنية هي حب صادق للارض (الوطن) ينبع من القلب يفرح لفرح الوطن ويحزن لحزنه ويتألم لأي مكروه يطاله.
      فتدمير البيئة البحرينة التي امتازت بها أرض الخلود ترك جرح عميق في المواطن المحب.
      تدمير البيئة الزراعية عمق هذا الجرح وزاد نزيفه.
      تدير التركيبة الديمغرافية جعل الجرح جرحا مزمنا
      الكثير ماتوا حسرة والكثير يموتون كل يوم.

    • زائر 13 | 6:43 ص

      صح إلسانش ... هذا موضوع مهم .. فما مفهوم الوطنية ومن هو المواطن المحب لوطنه

      الوطنية هي شعور داخلي للانسان يعكس مدى حبه لهذه الارض (الوطن) والى حرصه على مستبل وطنه ومستقبل اجياله.
      ..
      المواطن هو ذلك الشخص الذي يتفطر قلبه وتدمع عينه وهو يشاهد وطنه يخرب ويدمر على جميع الاصعدة.
      ..
      تدمير البيئة البحرية.
      تدمير البيئة الزراعية.
      تدمير البنية الديمغرافية.
      استملاك الاراضي والسواحل والبحار للاجنبي والمتنفذين بعدما كانت كلها للمواطنين.
      ..
      من لا يشعر هذا الشعور فهو أكيد ليس وطني ولا يحب البحرين لانه دخيل وهذا لا يعني شئ له.

    • زائر 12 | 4:52 ص

      الى الصحفية رقم 1 في البحرين

      رحم الله والديش

    • زائر 11 | 4:43 ص

      البطاله هى السبب

      حب الوطن من الايمان والايمان يحتم علينا انن نصح ونعمر الاوطان ونحافظ على امنها واهلها وفى المقابل يجب على السلطه التنفيذيه ان تلبى حاجات المواطن من السكن والعمل والعيش الكريم الذى يكف يده عن الامتداد الى مقدرات الناس والتسول فى الشوارع والاخلال بالامن
      و
      ولو ان الحكومه احتوت الشباب ووظفتهم فى الوزارات السياديه وللعلم ان الشرطه والدفاع يعلمن الموظف الانضباط والاخلاق الكريمه ويجعل الشباب فى استقامه

    • زائر 9 | 3:34 ص

      المشروع الإصلاح للملك هو البذرة....

      الأخت الكريمة -عيدكم مبارك- بقلمكم اتعلم ويتعلم الجميع حب الوطن ،و الخوف كل الخوف الذي ينتابني كما ينتاب باقي الأخوة-في رأيي المتواضع- هو تغلغل (المغرضين والمتسلقين)والإنتهازيين الذين يزايدون لأجل الدينار والدرهم ،يتملقون باسم المواطنةتارة وبالدين تارة أخرى..(ينعقون مع كل ناعق ويميلون مع كل ريح)لاهم لهم الا الفتاة من
      (تحتاح السفرة)ان صح التوضيح-والحمدلله هي فئة تتلاشى وتضمحل ببركة الأقلام الشريفة ووعي الناس لهم والله يحفظ الشرفاء كل الشرفاء...

    • زائر 8 | 3:22 ص

      كلمات من اجمل ما قرأت..

      سيدتي هذه الأقلام المحرضة, تحاول تسلق سور الوطنية بطرق غير مشروعة و يجب ان تحاسب.

      لكي احترامي و تقديري..

    • محب البحرين | 2:36 ص

      حسافه يالبحرين

      تمنيت أن يكون هذا الموضوع في غير "الوسط", يمكن يقراه عدد من المستوطنين, اللي حاسبين نفسهم مواطنين, من ثم ينقلونه إلى من هم على شاكلتهم

    • زائر 7 | 2:02 ص

      الوطن في عيوننا

      صح لسانك .... هذا مايجهله البعض أو يتجاهله خوفا على المصالح الشخصية.

    • زائر 6 | 1:56 ص

      أطرقو الباب ولا تيأسو

      هناك من يلتد بألاموال والاكل والشرب والعقارات وماشابه ذلك ولايعير أهتماماً لما يطرحه الشرفاء مثلك ومن ثم يفاجئه الموت وهو ظالم لنفسه قبل غيره وكتاباتكم هده قد تنقد البعض من الهلاك لان التعدي على الناس وكتابة التحريض على الضعفاء فيها أثم كبير وتخريب للسلم الاهلي - أشد على أياديك أختي الفاضلة والى المزيد من الكتابات التي قد توقض الضمير النائم

    • زائر 5 | 1:51 ص

      مريم الشروقي قلم أكن له كل احترام

      نطقتي يا أختنا الفاضلة بما يعتلج في صدورنا. جزاك الله ألف خير والله يبارك لك في هذه النية الطيبة والرؤية الواضحة. ونحن فعلا بحاجة لهذه الأقلام في هذا الوقت وفي كل وقت

    • زائر 4 | 1:44 ص

      كلام من ذهب

      كلامك يجب كتابة حروفه بماء الذهب
      فعلا أصبت كبد الحقيقة بكلامك
      ارجو ان تستمر كتاباتك بهذا المنبر الشريف
      وعاش ملكنا حمد بن عيسى ال خليفة

    • زائر 3 | 1:26 ص

      أبن المصلى

      الى الأستاذة مريم الف تحية موضوعيك اليوم لها نكهة خاصة ولها مرام ومقاصد ومعاني سامية في الوطنيه الحقه هاأنتي قد بينتي بأن الوطنيه ليست بحب الخشوم ولكن بالوقوف عند الأزمات بشجاعة فمرة بالكلمة الواعية الصادقة والناصحة في نفس الوقت ومرة أخرى ببدل الغالي والنفيس للذود عنه في الأزمات وأن اشتدت ونبذ الفئه المشككة في وطنية الآخرين الذين همهم الوحيد تأمين مصالحهم على حساب أنا لا أقول عل حساب ألاخرين ولكني أقولها وبالفم المليان على حساب الوطن برمته وهؤلاء منما يسمون المتصيدين في الماء العكر المتملقين

    • زائر 2 | 1:25 ص

      الى متى

      بمكن بحث موضوع المواطنة بين أبناء الوطن الواحد بمختلف طوائفه فبينهم قواسم مشتركة كثيرة ولكن ما هو وضع المواطنون الذين جاؤا بالأمس من بيئات مختلفة لا تربطهم بهذه المنطقة أي روابط تاريخية او جغرافية او اجتماعية

    • زائر 1 | 12:41 ص

      الاستاذة مريم مع أني لاأختلف معكِ بتاتا

اقرأ ايضاً