أكد عدد من أصحاب «القرطاسيات» أن أسعار مستلزمات المدارس هذا العام مستقرة نوعاً ما مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه في هذا العام ارتفع سعر ورق التصوير، في الوقت الذي انخفض فيه سعر الأقلام، وذلك بسبب ارتباط الأسعار بسعر المواد الأولية.

وفي هذا الصدد، قال صاحب إحدى القرطاسيات الموجودة في مدينة حمد «إن الوضع هذا العام أفضل مقارنة بالعام الماضي، إذ إن الأسعار أقل بكثير من السنة الماضية والعام الذي سبقها والذي شهد ارتفاعا في سعر الورق عالمياً».

وأضاف في حديث إلى «الوسط» أن «سعر ورق التصوير ارتفع هذا العام وذلك نتيجة لارتفاع سعر النفط عالمياً، وخصوصاً أن سعر الورق مرتبط بسعر النفط فعند ارتفاع سعره يرتفع سعر المواد التي يدخل الورق في عملية تصنيعها، إذ ارتفع سعر ورق التصوير بنسبة تجاوزت 10 في المئة خلال هذه الفترة، في الوقت الذي لم تتأثر فيه أسعار الدفاتر التي يقبل الطلاب على شرائها بشكل كبير خلال هذه الأيام لقرب العودة إلى المدارس بسبب تقديم طلب تصنيع الدفاتر منذ فترة طويلة».

وتابع أن «سعر الدفاتر لم يتأثر لدى العديد من القرطاسيات بسبب تقديم الطلبات منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي وشهر مايو/ أيار الماضي لتغطية فترة العودة إلى المدارس، إلى جانب تخزين أعداد كافية لتجنب ارتفاع الأسعار، في الوقت الذي لم يكن هناك ارتفاع في الأسعار في ذلك الوقت حتى بالنسبة إلى ورق التصوير».

وأشار صاحب القرطاسية إلى أنه في شهر يوليو/ تموز الماضي تفاجأ أصحاب القرطاسيات عند تقديم طلبات بشأن ورق التصوير وغيرها بأن السعر ارتفع بسبب ارتفاع سعر النفط.

كما لفت إلى أن سعر الملفات التي يقبل الطلبة على شرائها بكثرة ارتفع، إذ صنعت من النايلون الذي يعد من مشتقات النفط.

وذكر صاحب القرطاسية أن أسعار المواد الأولية التي تدخل في مجال تصنيع مستلزمات المدارس ارتفعت عالمياً، إلا أن البحرين لم تتأثر بشكل كبير، وذلك لأن أغلب القرطاسيات جهزت طلبيات لقرطاسية المدرسة منذ أربعة أشهر قبل أن يتم الإعلان عن ارتفاع أسعار المواد الأولية، لذا فإن التأثير لم يكن بشكل كبير.

وعن مستلزمات القرطاسية التي شهدت انخفاضا في أسعارها أكد صاحب القرطاسية أن سعر الأقلام انخفض نوعاً ما بنسبة تصل إلى 10 في المئة، وذلك بسبب افتتاح أسواق في الصين، مبيناً أن الأقلام التي كان يتم استيرادها من اليابان وغيرها من البلدان تم اكتشاف وجود ماركات أخرى بالعلامة التجارية والجودة نفسها موجودة في الصين، لذلك تم الاستيراد منها.

أما عن سوق «الهايبر ماركت» التي انتشرت بشكل كبير في البحرين فذكر أن هذه السوق أثرت على أصحاب القرطاسيات وخصوصاً القرطاسيات الجديدة التي افتتحتها مجموعة من الشباب بدعم من صندوق العمل (تمكين) وبنك البحرين للتنمية، مبيناً أن هذه الأسواق تبيع المواد الغذائية وفي الوقت نفسه تعرض قرطاسية المدرسة، ما أدى إلى تداخلها مع سوق القرطاسية، مشيراً إلى أنه لابد من دعم أصحاب القرطاسيات في ظل وجود الهايبرماركت الذي يحاول بشتى الطرق جذب المواطنين بعروضه.

وعما إذا نشطت الأسواق حالياً وخصوصاً مع قرب عودة الطلاب إلى المدارس، أكد صاحب القرطاسية أن السوق لم تنشط إلى الآن، مبيناً أن سوق الجملة بدأت في الشراء من القرطاسيات، إلا أن المواطنين لم يقبلوا إلى الآن على الشراء، إلا أن من المتوقع أن يبدأ الإقبال مع عودة الطلاب إلى المدارس وذلك خلال الأسبوع المقبل.

إلى ذلك، اتفق معه صاحب مكتبة أخرى في استقرار الأسعار نسبياً، في الوقت الذي شكا فيه من التنافس الموجود بين القرطاسيات مع أصحاب المحلات الكبرى التي دخلت إلى سوق البحرين منذ سنوات قليلة، ما أدى إلى تنافس بين الطرفين بسبب لجوء الأسواق الكبرى إلى طرق عديدة من أجل جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن.

وأشار صاحب القرطاسية إلى أنه على رغم رخص مستلزمات القرطاسية، فإن العديد من المواطنين يفضلون الشراء من الأسواق الكبرى التي تعرض بضائع ذات جودة أقل وبسعر مخفض، مبيناً أنه على رغم معرفة المواطنين بذلك، فإنه مازال هناك إقبال كبير على هذه الأسواق، في الوقت الذي بدأت القرطاسيات التي وجدت منذ أكثر من 10 أعوام تعاني من عدم إقبال المواطنين على شراء القرطاسية من هذه المكاتب واللجوء إلى الأسواق الكبرى.

وعلى رغم استقرار الأسعار نسبياً كما أكد عدد من أصحاب المكاتب، فإن المواطنين مازالوا يشكون من ارتفاع الأسعار وخصوصاً مع كثرة المتطلبات التي يطلبها عدد من المدارس، ما يكلف عددا كبيرا من العوائل أكثر من 100 دينار للطالبين، وذلك من أجل شراء مستلزمات دراسية لفصل دراسي واحد، في الوقت الذي تطلب فيه المدارس قرطاسية أخرى خلال الفصل الدراسي الثاني وذلك بسبب نفاد القرطاسية في الفصل الأول.