مما ينبغي تحاشيه، ننتقل إلى ما نطمح أن يراعيه من ينشئ مواقع النواب أفراداً وكتلاً نيابية عند شروعهم في وضع الشق التخيلي في حملاتهم الانتخابية، كي يؤمنوا لها أقوى عناصر النجاح. هناك الكثير من تلك المقومات لكننا نكتفي بتلخيص أهمها، وما نعتقد بحاجة المرشحين له في هذه المرحلة، في النقاط الآتية:
1. اختيار صحيح لأعضاء الفريق المسئول عن الموقع، وعلى وجه الخصوص رئيسه أو مديره، حيث لابد أن يتقصى الحذر الشديد عند ترشيح الأفراد، وأن يتم ذلك وفق مواصفات يجري تحديدها بشكل مسبق، بعيدة عن المرتبة التي يحتلها، المدير أو الأعضاء، في التسلسل التنظيمي للكتلة، أو الجمعية السياسية. ومن الأمانة هنا التنويه إلى ضرورة أن يجمع أفراد الفريق بشكل جماعي بين رقي المهارات الإدارية وغنى التجربة السياسية من جانب، ورسوخ الخلفية التقنية من جانب آخر، وذلك لتداخل العلاقات ومن ثم تكاملها فيما بينهما. والتفريط بأي منهما يحول الموقع إلى كائن أعرج خطواته مشوهة، وربما مضرة بصاحبه. وبالمقابل تؤدي المزاوجة الناجحة بين التكنولوجيا والسياسة إلى بناء موقع يؤدي واجباته بشكل جيد، ويحقق أهداف صاحبه على نحو افضل.
2. تحديد دقيق مدروس لأهداف الموقع، التي ستكون لها كلمتها المؤثرة، في عمليات اختيار أفراد الفريق، كي يأتي، الفريق، متناسقاً، لا متنافراً معها أو غير قادر على توفير مستوى الفهم الذي تحتاجه. ليس المقصود أن تكون أهداف الموقع مختلفة عن أهداف المرشح أو الكتلة، بقدر ما أن تكون أهداف الإنشاء، دون التفريط بخصوصيتها، في صلب أهداف الحملة الانتخابية، كي لا يأتي الموقع، وكأنه نتوءاً شاذاً يغرد خارج سربها. من بين الأخطاء التي يمكن أن ترتكب هنا، إسقاط هدف مخاطبة الموقع لأعضاء الجمعية، وبنائه، في فخ الاكتفاء بمخاطبة، ما يفقد المرشح صاحب الموقع قدرته على الاتصال والتواصل مع أعضاء جمعيته، الذين يوجد من بينهم ناخبون أولاً، وبعضهم مسئول عن الترويج للمرشح ثانياً.
3. توفير مقومات بناء موقع متطور من الجانب الفني، دون الخلط بينها وبين المتطلبات السياسية. والجانب الفني يشمل مجموعة من المكونات ذات علاقة مباشرة بالمنصة التي سيقام عليها الموقع، يمكن سرد أهم عناصرها على النحو الآتي: مستوى العلاقة مع المزود بالخدمة، سرعة الاتصال، درجة الأمان، طبيعة الخدمات، كفاءة التحكم عن بعد، ولكل واحد من هذه العناصر مواصفات تقنية غير فابلة للمساومة لموقع يسعى لأن يكون مميزاً وذا فعالية. نكتفي لتقريب الصورة بمعالجة واحد منها فقط، وهو الأمان. من المسلمات في عالم الإنترنت أنه ليس هناك أمان يصل إلى الكمال لحماية أي موقع، لكن مقابل ذلك هناك درجات عالية من الأمان المطلوب التي يمكن توفيرها، بحيث تؤمن صعوبة الاختراق وتغيير محتويات الموقع، أو إيقاف واحدة من الخدمات التي يقدمها.
4. العلاقة الصحيحة بين الموقع والمرشح؛ فبعض المرشحين، يكتفي ببناء الموقع وملئه بالبيانات الجامدة، مثل السيرة الذاتية والبرنامج الانتخابي، وبعض المقابلات الصحافية. البعض الآخر يخطو خطوة أخرى نحو الأمام، لكنها ليست كافية أيضاً، فـنجده يكتفي بـ «تزيين» الموقع ببعض المقابلات الإذاعية أو حتى التلفزيونية التي أجرتها معه هذه المحطة أو تلك. كل تلك المحتويات ضرورية ومن الخطأ إهمالها، لكنها ليس كافية، بل وقد تكون مضرة إذا ما اقتصر أمر عليها، فمن غير المتوقع أن تتحقق ضمان عودة الزوار للموقع، عندما يكتشفون قدم المحتويات أو جمودها، أو تعطل إحدى الخدمات، فمن المقاييس المهمة لنجاح موقع أو فشله، هو قدرته على زيادة عدد زواره بشكل مستمر، وإغرائهم للتجول بين قنواته لأطول فترة ممكنة.
5. المنصة المتكاملة للكتلة الواحدة، بدلاً عن بناء مواقع متناثرة على منصات متباعدة تخيلياً، فمن الأجدى، والحديث هنا يمس الكتل الانتخابية وليس الأفراد، أن تكون لكل كتلة انتخابية منصة متطورة، تتفرع منها قنوات خاصة بكل مرشح منها. تغطي المنصة كل ما هو مشترك للكتلة ذاتها من خدمات أو محتويات مثل الرسائل الإلكترونية أو برنامج الكتلة، وتتولى القنوات معالجة الخصوصيات التي يحتاجها كل مرشح على حدة؛ نظراً إلى أهميتها النابعة من متطلبات الدائرة التي ترشح عنها. مثل هذا التكامل له جدواه الملموسة على الصعيد الاقتصادي، وله فوائده المتنامية على المستوى السياسي.
6. حيوية الموقع وكفاءة قدراته التفاعلية، ينبغي التمييز بين شكلين من هيئات (Format)، محتويات المواقع والخدمات التي تقدمها: الأولى المعروفة بصفة اللينة (Soft) وهي الأكثر حضوراً في نسبة عالية من المواقع العربية، بما فيها التجارية، والثانية وهي الإلكترونية (e) ، وهي المقصودة في بناء المواقع، والتي تنتمي إلى عائلة النسيج العنكبوتي وتعود إلى ما نكررة دائماً حين نقول الشبكة العنكبوتية العالمية، ويرمز لها لاتينياً بالحروف الثلاثة (www). فبينما يقتصر دور ومستوى الأولى إلى تحويل محتويات الموقع، ومعها خدماته من نسختها الصلبة (Hard copy) إلى هيئتها المرنة (Soft Copy)، نجد الثانية تنقل النسخة الصلبة إلى هيئتها الإلكترونية التي نتحدث عنها والقادرة على إحداث «النسج العنكبوتي» المطلوب بين المحتويات ذاتها، وبين المحتويات والخدمات أيضاً.
7. المراجعة والتقويم، فبخلاف المواد والوسائل الإعلامية الأخرى من مطويات ومقابلات إذاعية وصحافية وتلفزيونية، ومحاضرات، يحتاج الموقع إلى مراجعة متكررة وعمليات تقويم دائمة وبوتيرة متلاحقة، فصاحب الموقع غير قادر، على التحكم في وقت الزوار، ولا توقيت رغبتهم في مخاطبته. أولويات مواصفات المواقع هي ما يعرف بـقدرته على أن يكون حاضراً 24/7، أي حضور الموقع على مدار الساعة وخلال أيام الأسبوع، بما فيها أيام العطل. على المرشح أن يتوقع أن الزائر، وربما بشكل متعمد لاختبار مدى جاهزية المرشح لتقديم خدماته لمنتخبيه، أن يختار بعض الأوقات الحرجة، مثل أيام العطل، أو الساعات المتأخرة من الليل. على المرشح أن يوازن بين قدرته على الاستجابة لتقديم خدماته تقليدياً، والإجابة على من يطلبها من خلال الموقع.
واليوم والإنترنت تدخل كل بيت، وتخترق كل نشاط، فمن المتوقع أن يطمح المنتخب (بكسر الخاء) الواعي، مرشحاً واعداً يملك برنامجاً قوياً، يعضده موقعاً إلكترونياً متطوراً
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2930 - الإثنين 13 سبتمبر 2010م الموافق 04 شوال 1431هـ
الحسب والنسب والقرب والبعد
وأمور أخرى هي ما تخرب عملية الإختيار الصحيحة
إننا في مجتمع لا ننظر إلى الأصلح بقدر ما ننظر إلى القرب والبعد النسبي والإجتماعي من المرشح وهذا بدوره يؤدي إلى إيصال أناس ليسوا أهلا لتحمّل المسؤلية. يجب النظر في تاريخ الشخص العملي والإخلاصي للمجتمع هل هو من النوع الذي لديه القابلية لخدمة المجتمع تطوعا؟ أم أن هذا الشخص يركض وراء مصالح مادية أو جاه او مكانة.
بعد هذا تاتي مسألة الكفاءة فبعد أن أتيقن من امانة الشخص هل هو مؤهل لخوض غمار الأمور السياسية وتشخيص المصلحة أين وكيف تحصل
dear Ubaidly can you please arrange to provide me with your e-mail
I have many researches to be submitted .... can you plesae arrange to submit your e-mail
لن ننتخب لمن تاجر بالدين
لن ننتخب لمن تاجر بالدين