تحاشيت تناول مسألة المواقع التي شيدتها نسبة عالية من المرشحين لانتخابات 2010 على الويب، وإخضاعها لعملية تقويم تقنية بعيدة كل البعد عن أية مقاييس سياسية، خشية من زلة غير مقصودة، يفهم منها انحياز لمرشح معين ضد آخر، أو تلقي إسقاطات مسبقة تضع التقويم في صالح خانة قائمة ضد أخرى في نطاق التيار الواحد. لكن غزو الإنترنت لحملات النواب الانتخابية، وانتشار المواقع وتشعبها بحيث أصبح البعض منها، إن لم يكن معظمها، له روابط متعددة مع الشبكات الاجتماعية المشهورة مثل «فيسبوك» و «تويتر»، ودعوات المرشحين ناخبيهم لزيارة المواقع، والتداخل العميق بين تلك المواقع، والقضايا السياسية، التي اكتظت بها، والخدمات السياسية التي حاول البعض منها أن يقدمها، كلها عوامل «أرغمتني» على معالجة الموضوع، مع التمسك بعدم التقويم، وطرقها من زاوية، مختلفة، تتداخل فيها «السياسة» مع التقنية أولاً، وتسليط الضوء على ما ينبغي تحاشيه ثانياً، ثم اقتراح أطر المواصفات الفنية و «السياسية» التي يتطلبها موقع مرشح ما على الإنترنت، والعناصر الضرورية التي توفر له حضوراً أقوى تأثيراً يساهم في نيل المرشح حظاً أفضل من النجاح في حملته الانتخابية، من خلال تعميق التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يحدثه الموقع في صفوف الناخبين من زواره ثالثاً.
وإذا ما بدأنا يما ينبغي أن يتحاشاه الناخب، وأعضاء الفريق الذي يدير حملته، بعد أن اقتنع كلاهما بالدور الإيجابي الذي يمكن أن يمارسه الموقع، فسوف نجد أن أول المداخل التي ينبغي تحاشيها، هو أن لا يكون السبب وراء بناء الموقع شكلياً، وينطلق من خلفية أنه «لا يمكن أن لا يكون لي (أي المرشح) موقعاً، طالما أرى الآخرين وقد بنى كل واحد لنفسه موقعاً، ومن الخطأ أن أكون (أي المرشح) الحالة الاسنثنائية التي تشذ عن الفريق». هذا المدخل، يحول الموقع، ونظراً إلى العلاقة الهامشية الجامدة، التي من المنطقي أن تنشأ بينه وبين المرشح الذي شيده جراء ذلك المدخل الخاطئ، إلى ما يشبه تلك العلاقة التي تنشأ بين القبور وزوارها، حيث يصبح الموقع بمثابة ذلك القبر الذي دفن المرشح نفسه فيه، وبالتالي فسوف يتحول زواره من الناخبين والأنصار، إلى ما يشبه زوار قبور الموتى، تحركهم العاطفة، ويدفعهم الالتزام الأخلاقي، وتتحول الزيارة إلى نوع من الطقوس غير المجدية، في حالة مثل هذا الموقع، عوضاً عن تلك التفاعلية الحية المطلوب قيامها.
ثاني تلك المداخل السلبية، والتي ينبغي التحوط منها، هو التقليد الأعمى، لتجارب أخرى ناجحة، وجرت قراءتها بشكل سطحي مجتزأ، البعض منها عالمية كما شاهدناها حية في الانتخابات الأميركية، حيث كان الويب وتقنياته في القلب من حملات الترويج للمرشحين، دون أي استثناء، وبرامجهم الانتخابية، وقد قرأنا العديد من المقالات التي أشارت إلى ذلك الدور الذي أداه الويب في إيصال باراك أوباما إلى البيت الأبيض. البعض الآخر من تلك التجارب كان عربياً، وأبرزها تلك الحرب التي لاتزال رحاها دائرة على الإنترنت في نطاق الصراعات المحتدمة بين المرشحين المتوقعين لانتخابات الرئاسة المصرية المقبلة، ولا يمكن أن نقفز هنا على انتخابات مجلس الأمة الكويتي الأخيرة، حيث أعطى بعض التحليلات «الإنترنت» ثقلاً كبيراً في نجاح المرأة في تخطي العقبات التي تقف عادة في طريقها، من خلال استخدامها لتقنيات الإنترنت والخدمات التي تقدمها، وخصوصاً تلك المتوافرة على الشبكات الاجتماعية مثل «فيسبوك» و «تويتر»، بشكل خلاق.
ثالث تلك الداخل التي لابد من مراعاتها، والابتعاد عنها أيضاً، هو ذهنية «الحضور الموسمي المؤقت»، وذلك عندما يحصر المرشح رحلة أداء الموقع، والدور المطلوب منه، في فترة الحملة الانتخابية فحسب، وأن كل شيء لابد له من أن ينتهي عند إعلان النتائج. حينها يعتقد بعض المرشحين، وعلى وجه الخصوص منهم أولئك الذين لم يحالفهم الحظ، أن مهمة الموقع قد وصلت إلى نهاية الطريق، ولم يعد هناك ما يدعوها للاستمرار، أو يقضي بأن تنال تلك الدرجة من الاهتمام الذي كانت تحظى به إبان الحملة، وقد يذهب البعض إلى أبعد من ذلك، فيسارع إلى قطع حبل السرة بينه وبين الموقع، ضارباً عرض الحائط بكل العلاقات، وبعضها وثيقة، التي نسجها الموقع مع زواره. النظرة قصيرة المدى هذه، ستكون آثارها مدمرة على الفئة الفائزة، وخاصة من لديهم نية الترشح لدورات مقبلة من أعضائها، فمن الطبيعي أن يفقد من يهمل موقعه، فائزاً كان أم فاشلاً في الانتخابات، الثقة التي منحها إياه أولئك الزوار، ومن ثم فمن غير المتوقع تفاعلهم مع أي موقع آخر يبنيه في المستقبل.
رابع تلك المداخل مما ينبغي أخذ الحذر منه، هو الفردية، والحديث هنا يخاطب «الكتل الانتخابية»، وليس المرشحين الأفراد، الذي من المنطقي أن يبني كل واحد منهم موقعه الخاص به. فعندما ينفرد كل مرشح ببناء موقعه الخاص به، حتى في حال وجود موقع خاص بالكتلة، تحت مبررات واهية تقوم على أن له، حتى في نطاق الكتلة الواحدة، بعض القضايا التي تميزه عن الآخرين، أو تتطلبها دائرته، وطبيعة المعارك التي يخوضها فيها. إن طبيعة علاقات الاتصال والتواصل، وطرق التشبيك التي تتيحها الإنترنت، ترفض مثل هذه الفردية، بين أعضاء الفريق الواحد، مهما كانت درجة التميز أو الخصوصية التي يريد أن يتمتع بها ذلك الفرد. ومن الأهمية بمكان هنا فهم آلية عمل الإنترنت، وطبيعة العلاقات التي ينسجها المجتمع التخيلي، والقوانين التي يعمل وفقها، والتي هي جميعاً مختلفة تماماً عن تلك التي تحكم علاقات المجتمع التقليدي وتسيرها
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ
وين اللي بيدفع البيل سوف انتخبه
المبلغ 1500 دينار على الاقل احصل فايده وكلها تسكر يابن عسكر انا ريال متقاعد ولا احد فادني في المجلس المتتهي وهلمره مافي شي بلاش سلم وستلم 6 اصوات ، تره دخنه ونوخنه .
( المحافظة الشماليه ) دوار 19
التشبيه غير موفـّــــــق ... بتاتـــــــاً
بعيداً عن محتوى مواقع المرشحين.الخلاصة هنا:في مقابرنا موعظة وذكرى للذاكرين،فيها عبرة للمعتبرين و رحمة إلهية فيها تغيير للنفوس و إصرار على تغير النفس للتغيير،فيها روحانية تختلج النفوس المؤمنة فتزيدها إيماناً،وتختلج النفوس القاسية فتؤثر فيها فتلين،فيها تواضع وقهر فيها ذل وتحد،فيها استغفار ورحمة،وذلك لا يكون إلا بتقوى الله،فرسول الله(ص) أسوة وقدوة،كان يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدينة،يجب أن لا نستهين بزيارة القبور- أبداً- فهي مقرنا الأبدي.كل الشكر للكاتب وللوسط ... نهوض
المشروع الدائم
ترى أن أصحاب المشروع الدائم هم من يملك موقعاً الكترونياً وهم نشطاء سواء دخلو البرلمان أم لم يدخلو وبعضهم له نشاط سلبي تخريبي على المجتمع والبعض له نشاط ايجابي