العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ

كيف تتساوى الشركات البحرينية والأجنبية في المناقصات الحكومية؟

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

يؤلمني كمواطنة ويؤلم أفراد القطاع الاقتصادي ألا تحمي الوزارات شركات المقاولات البحرينية التي تدخل في المناقصات الحكومية وتعاملها مثلما تعامل الشركات الأجنبية لتنفيذ هذه المشاريع الضخمة.

كيف تسمح حكومة البحرين بهذا الوضع؟

هل يمكن أن نساوي بين شركة مقاولات بحرينية عليها التزامات مادية عديدة لوزارة العمل وقوانينها التي ينوء تحتها القطاع الخاص في سوق العمل من خلال مشروع «تمكين» التي يتحملها رجل الأعمال لكل موظف أجنبي يعمل في شركته، خصوصاً قطاع المقاولات الذي يعد من أكثر القطاعات تضرراً لعدم قبول البحرينيين العمل كبنائين.

إلى جانب 4 في المئة التي تقتطعها «هيئة تنظيم سوق العمل» من الشركات التي يتجاوز عدد عمالها خمسين عاملاً بينما لا تتحمل الشركات الأجنبية أي مصاريف مادية من التي ذكرتها... فتأتي لتنافس شركات المقاولات البحرينية... وتكسب المناقصة لأن سعر تكلفة البناء لديها أقل. وكيف لا تكون كذلك وهي تأتي بعمال بأجور منخفضة ولا يمكن أن تقارن بالأجور التي تدفعها الشركات البحرينية لموظفيها لوجودهم في العمل منذ فترة طويلة ما يؤدي إلى ارتفاع أجورهم.

أليس من واجب الدولة أن تحمي مواطنيها في القطاع الخاص لينمو الاقتصاد البحريني ويزدهر...؟ فالمسألة لا تنحصر في السعر الأقل للبناء بالنسبة للوزارة التي تعرض المناقصة لعمل مشروع حكومي وإنما في حماية رأس المال البحريني لأنه يظل في البحرين ويساهم في ازدهار الاقتصاد البحريني وكلنا نعلم أن المال الذي ستحصل عليه هذه الشركات الأجنبية سوف يخرج من البحرين ولن يستفيد منه اقتصادها ومجتمعها.

أليس من الضروري لنمو الاقتصاد البحريني أن يشجع المسئولون في الدولة شركات المقاولات البحرينية في مجال المناقصات الحكومية الكبيرة بأن تسمح لها ما نسبته 10 في المئة أكثر في المناقصة الحكومية التي تنافس خلالها هذه الشركات... شركات المقاولات الأجنبية بسبب ما ذكرته من قبل لما تتكفل به الشركات البحرينية من التزامات تشغيلية ورسوم عديدة لا تمكنها من منافسة الشركات الأجنبية في أسعارها.

لقد اتضح من تجارب سابقة مدى إمكانية شركات المقاولات البحرينية على إنجاز المشاريع الضخمة مثلما تمكنت إحدى الشركات البحرينية في إنجاز مشروع «حلبة سباق فورملا 1» على أتم وجه... وبسبب خوضها هذه التجربة التي كانت بمثابة تحدٍّ بالنسبة لشركة مقاولات بحرينية استطاعت أن تطور أداءها... وحصلت على مشروع أضخم عندما تم إرساء المناقصة عليها من قبل حكومة دولة أبوظبي من خلال شريك إماراتي لإنشاء «حلبة سباق فورملا 1».

وهناك أمثلة لشركات عربية أخرى تعد بالعشرات نجحت بإقامة مشاريع صناعية وتجارية ضخمة في مختلف الدول العربية... لتنطلق بذلك من المجال المحلي إلى العالمي، وهذا ما يمكن أن يحدث لشركات المقاولات الوطنية عندما تعمل في دولها وتمنحها حكوماتها تيسير ما نسبته 10 في المئة في مواجهة الشركات الأجنبية في المناقصات الحكومية الكبيرة... فتقوم بتطبيق المشاريع الضخمة... وهو ما تفعله حكومة الولايات المتحدة للشركات الأميركية عندما تدخل في مناقصة بها شركات أجنبية في أية دولة خارج أميركا... وتقوم بذلك الدول الخليجية التي لا يسمح فيها للشركات الأجنبية أن تدخل مناقصة حكومية إلا من خلال شريك محلي... وتفرض عليها مع ذلك هذه النسبة أيضاً عندما تنافس شركات المقاولات الوطنية.

وكلنا نعلم أن دخول الشركات الأجنبية في أي مشروع حكومي وانخفاض أسعارها لا يعني أنها قادرة على إكمال المشروع... ومثالنا على ذلك هروب الشركة الأجنبية التي حصلت على مناقصة تنفيذ «جسر مدينة عيسى» لأنها لم تستطع إكمال المشروع ومن ثم قامت بتوريط العديد من الشركات البحرينية التي قامت ببيعها ما تحتاجه من آلات ومواد البناء...

وهاهي هذه الشركات تنتظر أن تقوم وزارة الأشغال بتعويضها عما اشترته منها هذه الشركة الأجنبية ولم تتمكن من دفعه، وخصوصاً أن أحد كبار المقاولين قام بمنحها مواد بناء تصل إلى مليون دينار، ويبدو أن هذا المقاول لن يحصل على ماله من الوزارة إلا بعد سنوات، وفي النهاية أنيطت مهمة الجسر إلى شركة وطنية للمقاولات لإكماله.

لماذا يسمح المسئولون للشركات الأجنبية الدخول في هذه المناقصات إذا كانت شركات المقاولات الوطنية قادرة على تنفيذ مثل هذه المشاريع؟

لأن ما تحصل عليه سيظل يدور في السوق المحلية ويساهم في ازدهار الاقتصاد البحريني... ولماذا تسمح الدولة للناقلات الخليجية أن تدخل البحرين لتنفيذ مشاريع تحصل عليها شركات المقاولات الخليجية في هذه الوزارات أو غيرها في البحرين ومن غير كفيل بحريني؟، إذ عليها أن تفرض عليهم استخدام الناقلات البحرينية (اللوريات) لما فيه من فائدة كبيرة لقطاع المقاولات البحرينية، وهو يعاني كثيراً في ظل الأزمة الاقتصادية، بينما تمنع تلك الدول الخليجية دخول الناقلات الخليجية إلى دولها ومنها البحرين حماية لشركات المقاولات لديها إذا حدث وحصلت شركة مقاولات أو أجنبية بحرينية على مشروع صناعي أو عمراني كبير لديها فإنها تصر على كفيل من هذه الدول.

لماذا نفتح سوق دولة صغيرة مثل البحرين وندع العربي والخليجي يشتري ما يشاء من الأراضي بها وينافس المواطنين في أراضيهم وأعمالهم، رغم أننا كشعب وكرجال أعمال أكثر شعوب المنطقة بحاجة إلى حماية حكومتنا لاقتصادنا الوطني لأن سوقنا الاقتصادية صغيرة ولأننا أقل شعوب الدول الخليجية دخلاً.

أسئلة حائرة تدور على لسان رجال الأعمال البحرينيين بحاجة إلى إجابات من المسئولين في الدولة وهم بحاجة ماسة إلى قوانين اقتصادية لحمايتهم وإنعاش اقتصادهم المحلي مع كل الرسوم التي تفرض عليهم لبحرنة الوظائف... فهل تضع غرفة تجارة وصناعة البحرين هذا الأمر بين أولويات أهدافها لحماية هذا القطاع؟

ومتى سيستجيب المسئولون في الدولة لهذا الأمر الاقتصادي المهم؟

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 15 | 3:30 م

      اللي ما عندوش ما يلزمهوش

      أنا عملت في شركة المؤيد على حياة الوالد يوسف المؤيد على زمن مونتيرو و ديكوستا و آسر بوتا . تعلمنا الكثير . و للعلم شركة المؤيد فيها من الطائفتين لكن هناك شركات من طائفة واحدة و لو بحثتم ستجدونها بأنفسكم . فمن هم الطائفيين . نعم يجب إعادة النظر في الرواتب و يجب ان يكون راتب الأجنبي نفس راتب البحريني لتتمكن الشركات من استقطاب البحرينين و اللي ما عندوش ما يلزمهوش .و هذا معمول به في اوربا فما تلقى عندهم خدم . حق ويش ؟

    • زائر 14 | 10:12 ص

      14نور::تابع:: إذا وقع الفأس في الر؟س هل يوجد للضربة من علاج

      لا في صالحه, من يريد أن يرى قوانين إحترام المواطن في العمل فاليذهب للدول التي تعتني بمواطنيها وأقربها إلينا الإمارات وقطر والكويت ومن الدول الأوروبية وأمريكا وغيرها من الدول المتحضرة فهناك يولون الإهتمام الأكبر للمواطن العامل لا للأجنبي الذي يأتي من البعيد ليكون موطنونا تحة أيديهم عبيد ولكن هو القول :: لن يغير الله ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم:: وحتى ذلك اليوم ستدوم المعانات.

    • زائر 13 | 10:09 ص

      14نور:: إذا وقع الفأس في الر؟س هل يوجد للضربة من علاج

      عشرات السنين والبحرينبون يستنجدون بمن يستطيع إنجادهم يعملون ليل نهار والأجنبي له ساعات عمل مرتبة حسب الطلب خبرات يوجد منها بالبلد أكثر من الحاجة وعلى هذا وذلك يجلبون الأجانب, الأجنبي بمجرد وصوله لأرض البحرين يصبح الآمر الناهي على رقاب البحرينيين وبعد فترة قصيرة يكون القاطع لهذه الرقاب, لا حقوق نهاية مدة ولا تأمين صحي ولا ساعات عمل منضبطة مع قوانين وزارة ولا يمكنه الشكوى لأن الشركة لديها محامين ولربما تكون على البحريني لا

    • زائر 12 | 5:15 ص

      توكم حاسين

      انا اشتغل في شركة بحرينية حق عائلة معروفة من 25 سنة وخبرتي احسن من المدير 3 سنوات يعطونة 1500 دينار وسيارة فخمة وشقة راقية وتذاكر سفر كل سنة مع اعيالة وانا 350 دينار وتروح حق البنك ... ترا انتو السبب في خراب البلد ياتجار. الحكومة ما قالت شغلو البحريني عشرين سنة واكلو حقة يوم وصلتكم النار حسيتون بسبب الاوضاع العالمية واللي جمعتوة من ظهور الناس راح يروح من الماي الى الماي واللة يحفظ بلدنا من كل مكروة يارب

    • زائر 11 | 5:13 ص

      تعقيب على زائر رقم 5

      اقترح ان ان تعطينا الاخت سلوى احصائيه عن عدد البحرينيين الذي يعملون في الشركات التي تدعي انها بحريننية و بكل ..... و جرأه تطالب الحكومة باعطائهم الاولوية على الشركات الا جنبية. على شنو؟ ماذا اعطوا هم للوطن غير شفط خيراته؟ هل اعطوا هم الاولوية للبحرينين للعمل؟
      بل ان الحكومة ووزارة العمل و تمكين و النواب و غيرهم تعبوا من ملاحقتهم و فرض القوانين لتوظيف البحرينيين بدون فائدة. لا يكتفون بتوظيف الاجانب بل ان الاجنبي يضمن بقائه هو اولاده حتى الجيل السابع في هذه الشركات. اين انتم من البحرنه؟

    • زائر 10 | 4:20 ص

      مثال حي (2)

      وتعجز وزارة العمل عن مواجهة هذه المخالفات الصريحة, فهل تستحق مثل هذه الشركة ان تعطى افضلية على حساب الشركات الاجنبية؟ اذهبي يا اخت سلوى وانظري كيف تتعامل الشركات الاجنبية مع كفاءاتها البحرينية فهي لا تتخلى عنهم بسهولة, واذا تخلت عنهم مجبرة اعطتهم حقوقهم كاملة بدون اللجوء للقضاء

    • زائر 7 | 4:13 ص

      إذا تساوى الموظف البحريني مع الأجنبي

      الغبن هو شعور كل ما هو بحريني في هذه الديرة
      يقولون يجب على الإنسان أن يتأصل فيه الإنتماء لبلده ويكون من أولياته الولاء لوطنه وهذا حق
      ولكن في المقابل يجب أن تكون أولويات وطني هي
      الولاء لأبنائه أولا ومن ثم يأتي الغريب في الدرجة
      الثاني ولكن من نلمسه على مستى الواقع هو بالعكس تماما والكل يعرف ذلك من خلال الواقع المعاش

    • زائر 6 | 4:01 ص

      كيف تتساوى الشركات البحرينية والأجنبية في المناقصات الحكومية؟

      الجواب:
      كما تتساوى العلاوات والحوافز والزيادات.وآخرها زيادة التمريض. بل قد يكون نصيب الأجنبي أوفر من زميله البحريني.
      فخر الضيافة العربية

    • زائر 3 | 1:53 ص

      المقال يجب أن يكون بداية

      لان الموضوع مهم لايجب أن يقف الى هدا الحد ولكن يجب أن يطرح في الغرفة ومن ثم وضع الية عمل من قبل الغرفة لصياغة تشريعات تحمي المقاول البحريني
      لقد اجدتي كثيراً في طرح الموضوع وهو ناجح أدا لم تدخل مصالح شخصية في عدم تطبيقه

    • زائر 2 | 1:42 ص

      الى الاستاذة سلوى

      بالرغم من اتفاقي مع كل ما جاء في مقالك الا انه كان بودي كذلك ان تطرحي موضوع تواجد الاجانب في هذه الشركات التي تدعي انها بحرينيه. هل طرح احد الملاك هذا السؤال على نفسه؟ كيف تراعي الحكومه شركه تقول انها بحرينية و لا يوجد بها غير راس المال و الارباح بحرينية اما الموظفين فعلى الاقل 90% اجانب؟ و ليس ذلك فقط بل انهم بقومون بجميع انواع الحيل على الحكومة لكي يضمنوا بقاء الاجانب عندهم. هي مظومة واحدة يا استاذه و كما تدين تدان

    • زائر 1 | 11:48 م

      بورك قلمك.

      يبدو أن الحمى أصابت كبار القوم فالمقال رائع وغريب أن يعرض على صفحة الجريدة ومِن مَن الكاتبة سلوى المؤيد التي جاء تشخيصها سليم 100%،، سؤال جرئ كيف تسمح حكومة البحرين بهذا الوضع؟ ،،، يبدو أن الداء وصل العظم وطالما نادى الكثيرون وليس من آذان صاغية عمك أصمخ،، الكرة الآن في ملعب التجار وكبار رجالات البلد فالموضوع قيم من الكاتبة وصرخة مدوية لوضع حد للممارسات الخاطئة في حق المواطن،، أعجبني المقال طالما من كاتبة لها اسمها وثقلها في كافة المحافل، شكرا للكاتبة الفاضلة سلوى المؤيد. نبيل حبيب العابد

اقرأ ايضاً