العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ

الأميركيون ومهمة بناء الجيش العراقي بعد تفكيكه

قبل عشرة أعوام كانت القوات العراقية تشكل مصدر قلق لـ «البنتاغون»، لكن إعادة بنائها بات الشغل الشاغل للولايات المتحدة مع اقتراب رحيل قواتها نهائياً بعد 16 شهراً. ورغم انتهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق، بإمكانها الرد في حال تعرضها لهجوم أو عند حاجة العراقيين للدعم.

لكن المهمة الأساسية التي تشغلها اليوم هي بناء قوات الجيش والشرطة، ودور الاستخبارات.

وفي الإجمال، هناك مئات عدة من الورش لهذه العملية التي لا سابق لها من حيث حجمها في التاريخ العسكري الأميركي وقد تؤدي إلى نسيان أن العراق كان العدو اللدود للولايات المتحدة خلال تسعينات القرن الماضي حتى سقوط بغداد العام 2003.

وقال نائب القائد العام للقوات الأميركية في العراق، الجنرال مايكل باربيرو لوكالة «فرانس برس» «علينا أن نفعل ذلك إذا كنا نريد للعراق، البلد المهم في الشرق الأوسط، أن يصبح شريكاً استراتيجياً» للولايات المتحدة. وأضاف باربيرو المسئول عن مهمة تدريب القوات العراقية «إذا راجعنا التاريخ، ليس هناك ما هو مستغرب إذا أعدنا النظر بما جرى في ألمانيا أو اليابان».

وبدأت مهمة بناء القوات العراقية مطلع 2004، بعد أشهر قليلة من الاجتياح وحل الجيش السابق الذي اشتبه بأنه يضم موالين للرئيس السابق صدام حسين.

وأصبح هدف المهمة مزدوجاً اليوم ضمان بناء قوات أمن عراقية قادرة على حماية الأوضاع الداخلية، ومواجهة التهديدات الخارجية. وأثار خفض عديد القوات الأميركية إلى نحو خمسين ألفاً، المخاوف من قدرة القوات العراقية على مواجهة التحديات الداخلية.

وبالنسبة للجنرال باربيرو فإن الأمر ليس بعديد قوات الأمن العراقية التي يقدر عدد عناصرها بنحو 660 ألفاً، 440 ألفاً من الشرطة و220 من الجيش، لكن بمهنية هذه القوات ومدى احترافها مشيراً على سبيل المثال إلى الأدلة الجنائية وفوج تفكيك الألغام وغيرها. وقال اللفتنانت جون تايلر خلال ورشة تدريب على معدات متطورة للغاية لكشف العبوات الناسفة أمام عناصر من شرطة محافظة ديالى (شمال شرق)، إن «العبوات الناسفة تمثل التهديد الأول في العراق».

ويرى الجنرال باربيرو ضرورة التركيز على العمل الاستخباراتي لمواجهة التهديدات الداخلية التي لا علاقة لها بالتمرد إنما بالإرهاب المنظم. وأوضح أن «الظروف هنا معقدة جداً ومن الصعب التعرف على التهديد أو مصادره».

وأكد ضرورة أن تحقق القوات العراقية تقدماً في تقاسم المعلومات «لتصل إلى استخبارات قادرة على استشراف الأمور، أي توقعها قبل التحرك» لمواجهتها.

وقال «في ديسمبر/ كانون الأول 2011، ستكون القوات العراقية قادرة تماماً على حفظ الأمن الداخلي» مشيراً إلى ضرورة نقل المهام الأمنية في بعض المحافظات إلى الشرطة فقط.

أما بالنسبة للجيش، فقد أبدى باربيرو تحفظاً حيال قدراته التقليدية على تولي المهام العام 2012. ويمكن أن تضمن القوة البحرية حماية المياه الإقليمية لكن يبدو من الصعب على القوة الجوية حماية أجواء العراق لعدم توافر أسطول جوي متعدد المهام. أما المدفعية فلن تكون جاهزة قبل العام 2012.

وفي غضون ذلك، تواصل القوات العراقية تدريباتها على الدبابة الأميركية من طراز «أبرامز» في معسكر بسماية (30 كلم جنوب بغداد).

ومن المؤمل أن يكون لدى العراق 140 مدرعة من هذا الطراز بنهاية العام 2011 إضافة للأفواج المدرعة الخمسة من المدرعات الروسية القديمة طراز «تي 72» و «تي 55».

وكان رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري أعلن منتصف أغسطس/ آب الماضي، أن القوات العراقية لن تكون جاهزة تماماً لتولي المهام قبل العام 2020

العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً