العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ

المرشحات في الانتخابات الأفغانية تنهال عليهن التهديدات والإهانات

تتعرض المرشحات الأفغانيات للانتخابات البرلمانية المقبلة إلى العديد من أنواع التهديد، فلم تكد نعمة سوراتجار تسجل اسمها ضمن قائمة المرشحين للانتخابات البرلمانية التي تجرى في أفغانستان يوم 18 سبتمبر/ أيلول حتى انهالت عليها عشرات التهديدات والإهانات عبر رسائل البريد الإلكتروني.

تحتوى رسالة إلكترونية مجهولة المصدر جاءت بعنوان «أشهر غانية أفغانية ترشح نفسها للبرلمان» - والتي أرسلت أيضاً إلى مكاتب وسائل الإعلام ومسئولي الانتخابات - على هجوم قاس في أربع صفحات على حياة سوراتجار الخاصة وتحث الناخبين على عدم مساندتها.

ولا يمثل هذا إلا بداية مخاوف المعلمة التي تعيش في كابول وتبلغ من العمر 39 عاماً.

تقول سوراتجار من مكتب حملتها الانتخابية المتواضع في العاصمة الأفغانية «هذه الرسالة... كانت هذه مجرد البداية... أتلقى رسائل عبر البريد الإلكتروني ومكالمات هاتفية كل يوم من رجال يهددون بقتلي إذا لم أتوقف عن خوض الانتخابات».

وتبرز مثل هذه التهديدات الصعوبات التي تواجهها النساء في ممارسة حقوقهن التي اكتسبنها بشق الأنفس - ومن بينها الحق في التصويت والتعليم - منذ الإطاحة بحركة «طالبان» من السلطة العام 2001 .

وسوراتجار ليست وحدها فهي تمثل ما وصفه مراقبو الانتخابات بأنه اتجاه مثير للقلق واسع الانتشار لترهيب المرشحات من جانب المتمردين والمحافظين المتشددين الذين يعقدون العزم على إبعاد النساء عن المشاركة في الانتخابات التي تحل هذا الشهر.

وعلى رغم أن الرجال ليسوا بمأمن إذ قتل أربعة مرشحين ونحو 15 من مسئولي الحملات الانتخابية فقد حذرت مؤسسة أفغانستان لانتخابات حرة ونزيهة أكبر منظمة لمراقبة الانتخابات في أفغانستان الشهر الماضي من أن النساء يواجهن مخاطر من نوع خاص.

وتقول المؤسسة إن من بين كل عشرة تهديدات يبلغ عنها المراقبون تسعة موجهة لنساء. وأجبرت امرأة على وقف حملتها في إقليم تغلب عليه المناطق الريفية بوسط أفغانستان بعد أن تلقت تهديدات بالقتل وانتقلت إلى كابول.

ويوم 29 أغسطس/ آب قتل مسلحون خمسة من منظمي الحملات الانتخابية كانوا يعملون مع المرشحة فوزية جيلاني في إقليم هرات بغرب البلاد. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت الهجمات من تدبير متمردين أو خصوم سياسيين.

ومع ذلك فبالنسبة لمعظم النساء اللاتي ينافسن من أجل الفوز بمقعد في مجلس النواب فإن التهديدات من نوع آخر.

تقول روبينا جلالي (25 عاماً) العداءة الأولمبية السابقة التي ترأس حالياً جمعية خيرية في كابول إن المجتمع الأفغاني المحافظ بشدة يجعل من الصعب على النساء النجاح.

وأضافت «لا تتمتع النساء بحرية الحركة مثل الرجال. لا يمكننا أن نذهب إلى معظم الأماكن لاسيما في الليل وزيارة مؤيدينا. الرجال يمكنهم أن يذهبوا أينما شاءوا ومتى أرادوا».

وعلى عكس سوراتجار لم تتلق جلالي أية تهديدات بالقتل لكن في كل مرة تذهب في جولة انتخابية تجد أن ملصقاتها إما مزقت أو شوهت بطلاء أحمر وهي الشكوى السائدة بين معظم المرشحات.

واستطردت «إنهم يفعلون هذا لأني امرأة وشابة».

وتمثل سوراتجار وجلالي وهما متعلمتان وتعملان ومتحدثتان مفوهتان -مثل معظم المرشحات البالغ عددهن 406 مرشحات- كل شيء يجب ألا تكون عليه المرأة في أعين ليس فقط مقاتلي «طالبان» بل غالبية المجتمع الأفغاني الذكوري.

وينص الدستور الأفغاني على أن يكون للنساء ربع مقاعد مجلس النواب أو 68 مقعداً من بين 249 مقعداً.

وعلى الرغم من التهديدات والعقبات تتحلى جلالي وسراتجار مثلهما في ذلك مثل الكثير من الأفغانيات بالنزعة العملية وصلابة الإرادة.

تقول سوراتجار «أحب بلدي وشعب بلدي. لا يمكنني أن أجلس هنا مكتوفة الأيدي ولا أفعل شيئاً حيال ما يحدث لبلادي. أحث أيضاً الأخريات على المشاركة»

العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً