العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ

التهديد بحرق القرآن هدفه إبراز ردة الفعل الإسلامية «العنيفة»

أحرق أو لا أحرق ؟ تلك هي المشكلة التي واجهت القس المسيحي المغمور، تيري جونز يوم الجمعة حيث أقترب موعد المهلة النهائية التي حددها لنفسه لتدنيس القرآن.

ولكن بالنسبة لوسائل الإعلام في الولايات المتحدة وحول العالم كانت المشكلة مختلفة. وهي كيف تغطى إخبارياً أفعال استفزازية مقصودة لشخصية متطرفة دون أن تبرز ردود الأفعال الإسلامية العنيفة وهي هدفه؟.

ويقول أستاذ التلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكيوز، روبرت طومسون إنه للأسف في عصر التغطية الإخبارية المعتمدة على الإثارة ووسائل الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام العالمية ، فإنه لا يمكن القيام بذلك. ومن ثم فإن تأثير الشخصيات المتطرفة المستفزة تتجه فقط إلى الزيادة كما يتنبأ بذلك. وقال لوكالة الأنباء الألمانية «إنها أكبر قصة لهذا اليوم». وأضاف «إن كل المؤشرات تشير إلى أنها سوف تحدث مراراً وتكراراً».

وتأتي إحدى مؤشرات الاهتمام الكبير بالموضوع من «غوغل نيوز» حيث اقتراح حرق القرآن أوجد نحو 13 ألف قصة مستقلة مقارنة بـ8 آلاف عن أول مؤتمر صحافي للرئيس الأميركي، باراك أوباما منذ أربعة شهور ونحو 3000 لانفجار غازي مميت دمر ضاحية بأكملها في سان فرانسيسكو. ويعتقد طومسون أنه في أيام ما قبل الإنترنت وما قبل عصر الأخبار عبر نظام الكابل ، فإن السلوك الشاذ الملتوي لرجل مثل جونز وهو قس لا يتعدى عدد أفراد كنيسته 50 شخصاً «لم يكن ليرتقي حتى ليكون خبراً محلياً». وقال طومسون «إنه لا يمثل أي شيء - إنه رجل مجنون». ويبدو أن جونز أحدث تأثيره الأولي على موقع الفيس بوك ثم أهتمت الصحافة الإسلامية بنشر تغطيات إخبارية عنه. وبمجرد وصوله إلى هذه النقطة، فإن وسائل الإعلام الأخرى والمؤسسة السياسية لم تستطع تجاهله. وقال أوباما «لا أعتقد تماماً إننا الذين خلقنا هذه القصة، ولكنها في عصر الإنترنت شيء يمكن أن يسبب لنا ضرراً شديداً في أنحاء العالم ولذا أخذنا الأمر على محمل الجد». غير أن الصحافيين والسياسيين قد يفعلون أشياءً بشكل مختلف.

وقال طومسون إنه لا يجب أن يكون هناك أبداً أية علاقة بين خطة حرق القرآن وبين اقتراح إقامة مركز ثقافي إسلامي في منهاتن قرب موقع هجمات 11 سبتمبر/أيلول الإرهابية في العام 2001 . وقد وضعت هذه العلاقة يوم الخميس بعدما أعلن جونز أنه ألغى خطط حرق نسخ من القرآن مقابل ما زعم أنه التزامات من إمام مسجد نيويورك، فيصل عبد الرؤوف لتغيير موقع بناء المسجد. وأوضح الإمام أنه لم يتحدث قط مع جونز كما أنه لم يقطع على نفسه أية التزامات. وأضاف طومسون أنه كان يجب أن يكون هناك تأكيد أكبر على هامشية جونز والاختبار الدقيق لردود الفعل الإسلامية المتطرفة تجاه خطط الاستفزاز. وقال طومسون «إنه تجديف ضد الدين وضد المقدسات كافة. ولكن هذا الشخص لم يسمع عنه أحد».

وأضاف «إذا كان ذلك يمكن أن يهدد كل توازن النظام العالمي، فإن كل ما تحتاجه هو 50 شخصاً لوضع العالم في معضلة». وأعرب كاتب العمود مايك توماس بصحيفة «أورلاندو سينتينال» عن نفس المشاعر ولكن بشكل مختلف: وكتب يقول « لأنه (جونز) أصبح ظاهرة عالمية، يجب أن يكون ذلك علامة على قرب نهاية العالم».

وفي إحدى المدونات، أعطت كيلي ماكبرايد التي تحاضر عن الأخلاقيات الإعلامية في معهد بوينتر وهو مركز أبحاث شهير في الصحافة، الصحافيين بعض النقاط عن كيفية تغطية الموضوع. وكانت أول النقاط: لا تذهب لتتجنب المشاركة في المناخ الشبيه بالسيرك. كما نصحت أيضاً الصحافيين بالتخلي عن حيادهم الطبيعي واتخاذ موقف ضد أفعال جونز، وأن يكونوا حكماء بشأن المادة التي يستخدمونها وبشأن الكتابة عن ردود الأفعال أكثر من التعصب. ومنحت رئيس تحرير الصحيفة المحلية لجونز «جانزفيل صن» درجات مرتفعة لأسلوبه المتوازن. ونقلت عن جيم أوستين قوله «إننا نحاول أن نجعل قرائنا على علم دون تحذيرهم أو منح هذا القس الضال شهرة أكثر مما يستحق»

العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً