العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ

عباس ونتنياهو يستأنفان التفاوض الثلثاء بحضور كلينتون

يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم غد (الثلثاء) في محادثات ستكشف مدى جدية نواياهما.

إلا أن هذه الجولة من المفاوضات التي ستجرى في شرم الشيخ بحضور وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد تفشل بسبب الخلاف على تجميد الاستيطان، فيما لم يتوصل الطرفان حتى إلى التفاهم على جدول للأعمال.

وبغية تذليل أولى العقبات، كشف الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه قال لنتنياهو: «طالما أن المحادثات تذهب في الاتجاه الصحيح فإن تمديد تجميد» الاستيطان في الضفة الغربية «سيكون له معنى».

وفي مرحلة أولى، أكد نتنياهو أنه لا ينوي تمديد تجميد الاستيطان، لكنه امتنع لاحقاً عن اتخاذ موقف علني. وأكد أمس (الأحد) أن «اتفاق سلام سيستند في الدرجة الأولى إلى الاعتراف بإسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي»، وهي قضية ينوي التطرق إليها كأولوية في مفاوضاته مع السلطة الفلسطينية، وفق مصادر حكومية إسرائيلية.

وأضاف «أسمع الفلسطينيين يتحدثون عن دولتين، ولكن ويا للأسف ليس عن دولتين لشعبين».


إسرائيل ترفض زيارة 5 وزراء أوروبيين لتفادي الضغوط وتقتل 3 فلسطينيين في قصف

نتنياهو يتجاهل تعليقات أوباما بشأن الاستيطان ويلتقي عباس الثلثاء

القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب

تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو في تصريحات علنية أمس (الأحد) دعوة الرئيس الأميركي، باراك أوباما إلى تمديد التجميد الجزئي لبناء مستوطنات على أراض يريدها الفلسطينيون جزءاً من دولتهم المستقبلية.

ولم يشر نتنياهو في حديثه للصحافيين إلى التصريحات التي أدلى بها أوباما يوم (الجمعة) الماضي بشأن المستوطنات وركز بدلاً من ذلك على مطلب إسرائيل الأساسي باعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي في أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه.

ويهدد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس بالانسحاب من محادثات السلام المباشرة التي تجددت لتوها مع إسرائيل في حالة استئناف بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.

وينتهي التجميد المؤقت لمشروعات الإسكان الجديدة الذي فرضه نتنياهو لمدة عشرة أشهر على مستوطنات الضفة الغربية تحت ضغط أميركي لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى محادثات السلام في 30 سبتمبر/ أيلول الجاري وذلك وفقاً للأمر العسكري الذي أدخل التجميد حيز التنفيذ بموجبه.

وكان أوباما قال في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض «من المنطقي أن يتم تمديد فترة التجميد مادامت المحادثات تسير بصورة بناءة» وأشار إلى «عقبات هائلة» تواجه المفاوضات.

ولم تبدو من نتنياهو أية إشارة إلى أنه سيجدد التجميد. لكن في تصريحات خاصة أمس لوزراء بحزب ليكود الذي يتزعمه نقل أحد المشاركين في الاجتماع والذي طلب عدم نشر اسمه عن نتنياهو قوله دون ذكر تفاصيل إن هناك «حلولاً توفيقية» فيما يتعلق بقضية التجميد.

وأثار بعض الوزراء احتمال أن يكون هناك تجميد غير رسمي لبناء المستوطنات حيث يمكن أن يمتنع وزير الدفاع، إيهود باراك بمقتضاه عن الموافقة على بعض المشروعات في المناطق التي يسكنها إسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة.

ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو مجدداً بعباس في مصر يوم غد (الثلثاء) لعقد جولة أخرى من محادثات السلام والتي ستحضرها أيضاً وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون.

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لـ «رويترز» في رد على سؤال بشأن تصريحات أوباما «آمل أن تنحاز الحكومة الإسرائيلية عندما تخير بين المستوطنات والسلام إلى خيار السلام. لا يمكنهم الحصول على الاثنين معاً».

وإسرائيل منقسمة بشأن هذه المسألة، فجناح أقصى اليمين المؤلف من ممثلي الأحزاب الدينية وحزب إسرائيل بيتنا بزعامة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، وعدد من وزراء حزب الليكود يرفضون أي تجميد.

وحذر النائب زفولون أورليف من حزب بيت يهودي القومي الديني الصغير الأحد بقوله «إننا لن نبقى في حكومة تمدد التجميد وانسحابنا قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف بأكمله».

كما أبدى نتنياهو في تصريحاته للصحافيين أثناء الاجتماع الأسبوعي للحكومة خيبة أمله إزاء الموقف الفلسطيني فيما يتعلق بمطلب الاعتراف الذي يمثل النقطة المحورية في رؤيته لأي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين. وقال «للأسف لم أسمع بعد من الفلسطينيين عبارة (دولتان لشعبين)». ويقول الفلسطينيون إنهم اعترفوا بالفعل بدولة إسرائيل في إعلانات سابقة وفي اتفاقات السلام المرحلية التي أرست قواعد تأسيس دولة خاصة بهم في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقال عريقات «هذا الاعتراف تم بالفعل».

لكن مسئولين فلسطينيين يقولون إن الاعتراف صراحة بإسرائيل كدولة يهودية قد يعرض للخطر مطالبة اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة إلى ما صارت الآن جزءاً من إسرائيل.

وقال نتنياهو الذي يتطلع للقمة التي ستعقد في شرم الشيخ إنه يعتقد أن إسرائيل والفلسطينيين يمكنهم التوصل لإطار عمل لاتفاق سلام خلال 12 شهراً كما تستهدف واشنطن. لكنه قال إن تحقيق ذلك الهدف سيتطلب التزام القيادة الفلسطينية بإجراء مفاوضات متواصلة «رغم العقبات التي تظهر على كل من الجانبين».

وفي دليل على مدى نشاط وأهمية المشاركة الأميركية، ستحضر كلينتون يرافقها المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل المفاوضات في شرم الشيخ والأربعاء في القدس.

ومن المقرر أن تلتقي هناك نتنياهو والرئيس الفلسطيني، محمود عباس اللذين استقبلتهما في واشنطن في الثالث من سبتمبر الحالي لإطلاق المحادثات المباشرة الأولى منذ عشرين شهراً.

وتوقع المساعد السابق لوزير الخارجية لشئون الشرق الأوسط، روبرت دانين أن تكون المستوطنات «مسألة أساسية» في الجولة الثانية من المفاوضات. وقال «التحدي الأول هو التوصل إلى قرار ما بشأن انتهاء مدة تجميد الاستيطان لأنه من دون هذا الأمر يمكن أن ينتهي كل ما بدأناه».

وأضاف دانين وهو من أعضاء مجلس العلاقات الخارجية (مركز أبحاث) أن «كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين يضعون أنفسهم في مواقع صعبة ومتشددة» في موضوع الاستيطان.

في غضون ذلك، صرح مسئول إسرائيلي رفيع المستوى الأحد أن إسرائيل رفضت استقبال خمسة وزراء خارجية من الاتحاد الأوروبي طلبوا زيارة إسرائيل الخميس المقبل لإجراء محادثات في القدس ورام الله.

ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن المسئول قوله إن السبب الرسمي المعلن لرفض الطلب يرجع إلى مشاكل تتعلق بتوقيت الزيارة، لأنها قريبة من يوم كيبور.

ولكن السبب الحقيقي هو الرغبة في تجنب ضغط أوروبي قوي على إسرائيل لحملها على تمديد تجميد البناء الاستيطاني إلى ما بعد نهاية الشهر الحالي، بحسب الصحيفة.

أمنياً، أفاد مصدر طبي فلسطيني عن مقتل ثلاثة فلسطينيين في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف شرق بيت حانون في شمال قطاع غزة.

وكانت مجموعة فلسطينية مسلحة أطلقت صباحاً صاروخاً من قطاع غزة سقط في جنوب إسرائيل ولم يوقع ضحايا، على ما أعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي.

وقالت المتحدثة إن «الصاروخ انفجر في منطقة شعر هانيغيف» المتاخمة لقطاع غزة. وهذه العملية هي السابعة من نوعها منذ (الاثنين) الماضي بحسب الجيش

العدد 2929 - الأحد 12 سبتمبر 2010م الموافق 03 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً