ما أجمل هذا الضيف الذي يحل علينا بعد شهر مبارك من الصيام والقيام؛ ليجبرنا على أن نتناسى أحزاننا وهمومنا لكي نفرح دون أن نشعر. وكأننا في محاولتنا للتشبث بتلابيبه ثلاثة أيام بلياليهن أو ربما أكثر قليلاً، نحاول التشبث بمتنفس جميل للفرحة التي نريد أن نتزود بها قبل أن نعود جميعاً لسابق عهودنا. إنه العيد الذي يعد الاحتفال به وإحياؤه من الطقوس المقدسة لدى كل منزل مسلم في أنحاء العالم، وكأن في العيد رسالة إلهية جميلة تأتي كل عام لتذكرنا بأن الدنيا مازالت بخير، وأن الأمل لايزال موجوداً، وأن العيد الحقيقي الذي يملأ قلوبنا طمأنينة ورحمة هو فرحتنا بأعمالنا الصالحة ومرضاة الله تعالى عنا.
كثيراً ما يقال بأن العيد قد فقد طعمه وفرحته بعد أن أغرق الناس في مادياتهم، فقد تحولنا إلى مجتمع استهلاكي يلوك العيد كقطعة حلوى، ثم يتركها باحثاً عن أخرى. وصار العيد مسابقة للجمال والأزياء، وتحولت فيه المعايدات إلى مسجات أو بطاقات معايدة ترسل عبر مسجات الهواتف أو البلاكبيري أو الفيس بوك، بدلاً من التواصل الإنساني التقليدي (وجهاً لوجه) الذي يزيد العلاقات حميمية والتواصل ألفة.
وربما كان لكل ما سبق تأثير على جو العيد الذي فرضه وضع اجتماعي وإلكتروني جديد، لكنه لا يؤثر على قيمة هذه المناسبة التي لابد لنا أن نخطط جميعاً للاحتفال بها كل بطريقته الخاصة.
الزيارات العائلية وأحاديث الألفة والمعايدات على الأهل عيد بالنسبة للكثيرين، الذين يجدون في العيد فرصة لوصل ما انقطع من أرحامهم أو يكاد، ويجدون في عودتهم للجذور مناسبة تستحق أن يفرح المرء من أجلها، فيضيف بها عيداً على عيده.
صخب المجمعات التجارية وازدحامها في أيام العيد احتفال بالنسبة للبعض، الذي لا يضيره الانتظار الطويل من أجل موقف سيارة أو طاولة في مطعم، أو عرض فيلم سينمائي ليس بالضرورة أن يكون جيداً، لا يضيره ذلك كله من الخروج للاحتفال على طريقته بالعيد.
السفر سواء كان للسياحة أو لغرض ديني هو الآخر احتفال بالعيد من نوع آخر، فقد ضاقت البلد بالبعض وضاقوا بها، لتأتي مناسبة العيد متنفساً جميلاً للتغيير. ليعود المسافرون لاحقاً بتجارب جديدة، ذكريات جديدة، أو بروح جديدة كانوا يبحثون عنها طويلاً، فمنحهم العيد إياها عيدية مغلفة بأوراق السوليفان.
لم يبخل العيد على أحد، فأنواع الحلويات والملابس والهدايا كلها متوافرة، حتى «المحششين» الذين تمتلئ ذاكرتنا بنكات عنهم كان لهم نصيب، فقد نقلت صحيفة «اليوم السابع» المصرية تقريراً طريفاً عن توافر أنواع جديدة ومتفاوتة الأسعار في سوق المخدرات بمناسبة العيد «وخلي الدماغ صاحي»، ولا عزاء للقوات الأمنية التي قامت بضبط أطنان من المخدرات قبل دخولها إلى مصر في وقت سابق، ولا عزاء لمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات لاتزال فعاليات إحيائها قائمة.
المسلمون في أميركا وفي العالم كله أيضاً استقبلوا خبر إلغاء مخطط إحراق المصاحف الذي دعا إليه القس تيري جونز – وهو قس كنيسة صغيرة في ولاية فلوريدا - في ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكأنه عيد. فقد كان يمكن أن يضرم هذا المخطط الإقصائي النار أكثر في العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في أميركا. وأن يوصل الجدل القائم بإقامة مركز إسلامي ومسجد في المنطقة (صفر) في نيويورك – التي شهدت حادث تفجير برجي التجارة العالمي - إلى طريق مسدود.
إنه العيد من جديد، تأتي بشائره عبر زيارة جميلة، أو رسالة نصية، أو ملابس جديدة. بإخماد فتنة، أو بصلة رحم، أو تواصل جميل. إنه العيد تأتي بشائره دائماً بأمل جديد، رغم كل ما يجري حولنا، فمن القلب يأتي لأنه عيد القلب
إقرأ أيضا لـ "ندى الوادي"العدد 2928 - السبت 11 سبتمبر 2010م الموافق 02 شوال 1431هـ
أبن المصلي
كل عام والجميع بألف خير أعاده الله علينا ووطننا الحبيب يرفل بالأمن والمحبة والسلام وأن تتوحد كلمتنا جميعا ونقف صفا واحدا مرصوصا في وجه المتربصين به الدوائر وأن يعم العدل ربوعه الجميلة لكي يأخد الكل دوره في عملية التشييد والبناء والنماء وأن تنقشع عنا هذه الغمة المدلهمة وتتصافى النفوس على الخير ونكون حاكمين ومحكومين متعاونين على البر والتقوى لرفع شأننا وعلو مكانتنا بين الأمم فالعصر يأخواني الأعزاء هو عصر التكتلات لاعصر الدمار والخراب فعلينا جميعا أخد الدروس والعبر من الغير وما حل بهم من الضير
حارس مدرسة
يا اختي فرحة غير مكتملة حيث لا يوجد متنفس يتوجه اليه المواطن مع عياله بدءا بالمجمعات الناس على بعضها بعض مكتظه بالشباب المتهور والمنتزهات متروسة من البنغالية والباكستانية وفطيسة الحر باغه والسواحل ما عندنا سواحل اصلا .... والحل احنا حراس المدارس لا نعرف لا العيد ولا غيرة ومضروبين في الاوفر تايف ونطالب بزيادة معدل الساعات الاضافية من 30 ساعة الى 78 ساعة من اجل ان تتمكن الادارة من تغطية النقص ..