«هل انتهى عصر محرك البحث «غوغل»؟»، كان ذلك هو عنوان غلاف مجلة «فورتشن» ( Fortune) الأميركية في عددها الصادر بتاريخ 16 أغسطس 2010. بقلم اثنين من كبار محرريها، وهما مايكل كوبلاند وسيث وينتروب. هذا المقال يأتي بين مجموعة كبيرة من مقالات تناولت الشركة ومستقبلها إثر إطلاق خدمتها الجديدة «البحث الآني» (Google Instant)، والذي اعتبره الكثيرون، ممن كتبوا عنه، طريقة بحث متطورة، تقوم على بناء علاقة متفاعلة مع ما يبحث عنه المستخدم. ما جاء في مقال «فورتشن» يستحق التوقف عنده لفهم ما يجري في «غوغل» اليوم، ليس على المستوى التقني، وإنما على الصعيد التجاري أيضاً، وخاصة أن الحديث عن مستقبل «غوغل» قد تصدر الصفحة الأولى من عدد يوم 9
سبتمبر 2010 في «ملحق أعمال» صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية كتبته كلير كين ميلر. لكن قبل تناول ما جاء في المقالين، لابد من الإشارة إلى أن «غوغل»، بشقيها الجاري والتقني، أصبحت تثير الكثير من الجدل بشأن آلية عمل وتطور شركات تقنيات المعلومات، وأنها ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها مثل علامة الاستفهام هذه حول «غوغل». ففي مايو/ أيار 2009، أثير مثل هذا السؤال عندما أطلق الفيزيائي البريطاني ستيفن ولفرام محركه الشهير «Wolgram Alpha»، والذي وصفه الكثير بالمحرك الحاسوبي الذكي، واعتبره البعض حينها أنه سيكون «قاتل غوغل» ، لأنه ذكي إلى درجة، كما قالت عنه تلك المصادر حينها، إنه قادر أن يحدد «على سبيل المثال درجة الحرارة في لندن يوم اغتيال كينيدي». جرى ذلك في الوقت الذي حظي محرك بحث آخر هو آخر عرف باسم «cuil»، كان قد بدأ يشق طريقه إلى الأسواق، وكان يقف وراءه مجموعة من المهندسين السابقين في شركة غوغل وتركوها، تقودهم مصممة «تيرا غوغل»، آنا باترسون. وفي الفترة ذاتها، بدأ الحديث عن زيجة محرك البحث بينغ «bing»، الذي طورته شركة مايكروسوفت، مع منافس «غوغل» الأول والذي هو ياهو (Yahoo).
كل هذه المنتجات والخدمات، لم تستطع أن تزحزح «غوغل» عن عرشها، إذ استمرت في التوسع التجاري، والتطور التقني، يدلل على ذلك شرائها شركات مبتدئة لكنها غالية الثمن، مثل استحواذها على موقع «يوتيوب» بقيمة 1.6 بليون دولار، وشركة أخرى هي «دبل كليك» بقيمة 3.1 بليون دولار، وأخيراً شركة «موبايل أد» بقيمة ثلاثة أرباع البليون دولار. كان ذلك على المستوى التجاري، الذي تم في وقت لم تتوقف فيه «غوغل»، الذي تحول اسمها اليوم إلى فعل في اللغة الإنجليزية، عن تطوير بنيتها التحتية وخدماتها الفنية، حيث أطلقت «غوغل» في الفترة ذاتها هواتفها النقالة الخاصة بها، والعاملة بنظام التشغيل «أندرويد»، وأخيراً، وقبل أيام أطلقت خدمته البحثية الذكية «البحث الآني»، الذي كمل كما ذكرنا اسم “Google Instant”، وهو الذي أثار الجدل بشأن مستقبل «غوغل». ما يميز هذه الخدمة هو قدرتها الآلية على استقراء ذهنية المقطع، وليس الكلمة التي يحاول المستخدم البحث عنه. يضاف إلى ذلك تجاوزها لعقبات اللغات، بما فيها اللغة العربية، إذ يمكن استخدامه، وبسهولة وفعالية، حتى في عمليات البحث باللغة العربية. على سبيل المثال ما إن يبدأ الباحث في كتابة كلمة «التجنيس»، في مربع غوغل للبحث، حتى تنسدل أمامه قائمة بمقاطع مثل «التجنيس في الكويت، وتحتها في الإمارات... إلخ». هذه الخدمة هي التي أثارت الجدل بشأن «غوغل» ومستقبلها. وكانت محور مقالة مجلة «فورتشن» الأميركية. وهي التي دفعت الكاتبين، ومن منظور استثماري بحت، إلى المقارنة بين نمو عائدات «غوغل» التي كانت تتراوح خلال السنوات الخمس الماضية بين 30 - 40 في المئة وبين ما هو متوقع لها هذا العام والذي لن يتجاوز، حسب تلك التوقعات 18 في المئة.
وفي محاولات مقال مجلة «فورتشن» الاحتفاظ بالموضوعية نجد الكاتبين لا ينكران النمو الذي مازالت تحققه «غوغل»، والذي يثير حسد «بقية شركات فورتشن الـ 500». لكن، وكما جاء في المقال، فإن «وتيرة منتجاتها تتباطأ، وأسعار أسهمها في تراجع، وهاتفها الجديد لا يحقق سوى عوائد ضئيلة، وهناك منافسة شرسة قادمة من الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك».
ويحاول المقال، في سياق استقرائه لمستقبل «غوغل»، المقارنة بينها وبين شركة تكنولوجيا أخرى مثل أبل، التي «هي اليوم شركة التكنولوجيا الأكثر قيمة في العالم، وبقيمة سوقية 236 مليار دولار مقابل «غوغل» 156 مليار دولار».
مقابل النزعة المحافظة بشأن مستقبل «غوغل» في مقال مجلة «فورتشن»، نلمس رؤية واثقة من مستقبل الشركة في مقال «النيويورك تايمز»، الذي يحاول أن يبني نموذجاً تجارياً حول خدمة «البحث الآني» التي أطلقتها «غوغل» مؤخراً، وتستعين كاتبة المقال كلير كين ميلر في نظرتها التفاؤلية تلك بمقاطع من حديث لأحد مهندسي «غوغل» في مجال البحث «بن غومس» الذي يؤكد أن «هدف هذه الخدمة هي التفاعل مع المستخدم، بحيث نستطيع فهم ما يبحث عنه، وإرشاده إليه بطريقة ذكية».
لكن ليست صورة مستقبل «غوغل» وردية، فهناك من يرى أن مستقبلها لا يوعد بالكثير كما قد يتوهم البعض منا. هذا ما يشير له الرئيس التنفيذي لشركة «Salesforce.com» مارك بينوف حين يقول «لم تعد «غوغل» الشركة المغرية للاستثمار بعد اليوم، فليس هناك النمو المتوقع في أسعار أسهمها التي بقيت ثابتة لم ترتفع على امتداد الخمس أو الست سنوات الماضية. (متسائلاً)، كيف بوسع شركة أن تقود وهي بهذا المستوى من الأداء التجاري».
هذه التساؤلات التي تثيرها شركات تقنية المعلومات مثل «غوغل» و»أبل» بعد إطلاقها منتجات مثل «آي باد» وقبله «آيفون»، سوف تستمر وتتصاعد حول مستقبل اقتصاد متحرك، حتى وهو في مرحلة أزمة من أشد أزماته التي عرفها مثل الاقتصاد الأميركي، الذي يولي مسألتين مهمتين تحركان الاقتصادات الحديثة، وهما الإبداع أولاً، والابتكار ثانياً وليس أخيراً
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 2928 - السبت 11 سبتمبر 2010م الموافق 02 شوال 1431هـ
غــــوغـــــل!!!
ممعقوـول شركة غوغل بتصفحها الهائل
هيك يصير معهاااااا
والتجاري لشو كل هاد
وأزا ممكن تجبلي هاد الموقع تبعWolgram Alpha
بدي شوف درجة الحرارة يوم ولدت^_^
موضوع ممتاز شكراااااً جزيلاً
زائر 2
أذون المجرم تطن !!!
زائر 2
أذون المجرم تطن !!!
مجنس
(إن يبدأ الباحث في كتابة كلمة «التجنيس») جملة حلوة في وسط المقال
شكرا جزيلا
مقال رائع. شكرا جزيلا. ارى ان مقالاتك في مجال تقنية المعلومات ممتازة. اقترح ان تلتزم بهذا المجال بعيدا عن السياسة، او ان تتناول تاثير تقنية المعلومات على السياسة والاقتصاد