في الوقت الذي نشيد فيه بجهود الاتحاد البحريني لكرة اليد بالتعاقد مع المدرب الجديد المونتنيغري بيرو، نتمنى أن يكون الاختيار في مكانه نسبة للسيرة الذاتية التي يتمتع بها المدرب، وفي الوقت نفسه يمكننا القول إن المدرب سيكون فاشلا تماما في حال لم يلق كل الدعم من قبل الاتحاد، ذلك أن التعاقد مع المدرب بيرو أو أي مدرب آخر معروف بقدراته الكبيرة، يتطلب من الاتحاد الكثير والكثير من أجل قيادة المنتخبات الوطنية نحو الأمام في الاستحقاقات المقبلة الكثيرة التي تنتظر اليد البحرينية، ولعل إيجاد الجو المناسب لعمل المدرب هو أهم المتطلبات التي يتوجب على الاتحاد توفيرها، إذا ما عرفنا أن الجو المشحون لن يؤثر فقط على أداء المدرب، وإنما سيصل إلى اللاعبين ذاتهم وحينها لن نستفيد من هكذا مدرب كبير.
مجموعة كبيرة من المتطلبات التي يجب على الاتحاد أن يبدأ العمل على توفيرها منذ الآن، في بدايتها عدم التدخل في الشئون الخاصة بالمدرب وفرض بعض الأسماء، وتوفير البرنامج الإعدادي المتميز الذي يتوافق بشكل كامل مع فكر المدرب، ولعل التوافق الحاصل بين المدرب واتحاد اليد البداية فقط في التعامل الجيد بين الأطراف المختلفة، سيما مع البرنامج الذي توصلت إليه اللجنة الاستشارية ووافق عليه مجلس إدارة الاتحاد، ما يدلل على الاحترافية المتميزة التي يتمتع بها المسئولون على المنتخب، بقيادة رئيس الاتحاد علي عيسى، على أقله، وفقا لما شاهدناه مع تعامل جيد لجميع الأطراف في التصفيات الآسيوية المؤهلة بلبنان، والتي كانت أحد أسرارها القيادة، على رغم وجود بعض الأمور التي لا تغير من نسبة الإبداع التي تحققت.
لا يجب أن ننسى هنا الدعم المفروض من اللجنة الأولمبية، إذ يتطلب كل ما سبق أن تعطي اللجنة عبر رئيسها موازنة مفتوحة لاتحاد اللعبة لإعداد المنتخب العالمي، بموازنة لا تقل عن تلك التي تعطى لمنتخب كرة القدم بمجرد ذهابه لمباراة فاصلة للتأهل.
نتمنى حقيقة أن يوفق المدرب الجديد في وضع اللبنة الأولى لمنتخب المستقبل القادر على المنافسة الجدية على البطولات الآسيوية المقبلة، فلا أحد ينكر القرعة الصعبة التي وقع فيها منتخبنا الوطني في مشاركته الأولى ببطولة كأس العالم بالسويد إلى جانب أبطال العالم في النسخ الثلاث الأخيرة «ألمانيا، فرنسا وإسبانيا» إلى جانب أفضل فريقين في القارة الإفريقية «تونس ومصر»، وخصوصا أن التفكير الحالي باعتقادي في الاتحاد هو المشاركة الإيجابية المشرفة على رغم صعوبتها، كما فعلها مثلا منتخب الأردن لكرة السلة الذي شارك لأول مرة في بطولة كأس العالم الحالية بتركيا، وخرج فيها بالخسارة في كل مبارياته، التي كان بعضها قريبا منه لولا خبرة المباريات العالمية الغائبة عن لاعبيه، وبالتالي اعتبار كأس العالم إعداد لبطولات آسيا المقبلة التي ستكون هنا أهم بكثير من مجرد اللعب في بطولة ككأس العالم.
في النهاية، نذكر من جديد ان الاتحاد بحاجة إلى إنهاء المشاكل الشخصية التي يعاني منها الكثير من العناصر المهمة في المنتخب الوطني وخصوصا في الجانب الوظيفي، والتي ستؤثر بلا أدنى شك في مستوى اللاعب ذاته، وبالتالي وضع هذا الموضوع أحد أهم البنود والتوصيات التي يجب على مجلس الإدارة أو حتى اللجنة الأولمبية الالتفات إليها قبل الدخول في صلب الإعداد الجدي للبطولة العالمية بالمشاركة في بطولة الألعاب الآسيوية.
الحفل المبسط الذي قام به نادي الشباب لفرقه التي حققت نتائج متميزة في الموسم الماضي، دليل واضح على وعي إدارة النادي، وهو ما نتمناه في كل إدارات الأندية؛ ضرورة وجوب تواجد مبدأ الثواب والعقاب في كل أنشطته الرياضية، والتي من خلالها يتمكن من بث روح الرغبة والحماسة لدى لاعبيه، ومن هنا يبدأ المشوار نحو المنافسة الجدية على بطولات الموسم الجديد، من دون نسيان أن سرعة التكريم تساعد على تحقق ذلك بأسرع ما يمكن.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2925 - الأربعاء 08 سبتمبر 2010م الموافق 29 رمضان 1431هـ