بالتأكيد، فإن الوفاق ليست قدراً منزلاً من السماء، وليست آيةً قرآنية، لكي يكون نقدها من الخطوط الحُمر، الوفاق جمعية سياسيةٌ، والسياسة هي فنُّ النقد قبل أي فنٍ آخر، وبالطبع أيضاً فإن النقد لا يؤدي بالضرورة إلى إضعاف الوفاق حينما يكون نقداً واقعياً وموضوعياً لا منحازاً ولا وجود فيه لبابٍ خلفي أو خفي يُشمّ منه رائحة تصفية الحسابات الشخصية أو الحزبية أو الأيديولوجية أو غير ذلك.
حينما نقول إن الوفاق بها أخطاء، فلا يعني ذلك أننا نريد لها أن تسقط أو تنتهي أو نرغب في إضعافها، ولا يعني ذلك أيضاً أن باقي الكيانات أنضج منها أو اقل أخطاء، أو أن الموجودين فيها متمصلحون أو مناضلون من الدرجة السابعة أو العاشرة!
أخطاء الوفاق موجودة، فالموجودون فيها ليسوا معصومين، كما أنها جزءٌ من واقعٍ مليء بأخطاء أكبر وبتعقيداتٍ أشد، لكننا وللإنصاف، لا نرى فقط نصف الكأس الفارغ، ولا نركز أنظارنا على البقعة السوداء في الثوب الأبيض، ولا نرى بعينٍ واحدة، والإنصاف يدفعنا للقول إن الوفاق هي أقوى التنظيمات الحزبية الموجودة في البلاد، وأكثرها تأثيراً وفاعلية على الأرض، وأقواها في جهازها الإعلامي والشعبي، وأكثرها تنظيماً في كوادرها وهيكلتها الحزبية، والأقرب إلى الشارع من كثيرٍ من الكيانات والجهات الأخرى.
الوفاق، بأمينها العام وبنوابها الشرفاء وبلدييها المحترمين، بأمانتها العامة، وبشوراها، وبكوادرها ومريديها نقطةً بارزة على صعيد العمل الوطني، وإن كان من أخطاء نحصيها أو نسلط الضوء عليها، فهناك مقابلها العشرات من الحسنات التي قدمتها الوفاق للناس وللوطن، ولا نجد غضاضة في ذكرها أو إفشائها، ولا نرى ضيراً في القول بذلك والتصريح به جهرة وعلى مرأىً من الناس.
نعم، حينما نقدم نقدنا للوفاق، فنحن نقدمه لإصلاح الأمور، ودفع عجلة الإصلاح في الجمعية وفي الوطن، قد نكون مخطئين أو مصيبين، لكننا على الدوام كنا ومازلنا نعتقد أن الوفاق جمعيةٌ وطنية، وجودها أفضل من غيابها بآلاف المرات.
أيضاً، أظن من خلال تجربتي مع الإخوة في الوفاق ومع غيرهم من الكيانات السياسية أنهم من أكثر الكيانات السياسية تقبلاً وانفتاحاً على ما نكتب من نقدٍ نحوهم، فلطالما انتقدناهم بشدة، وعاتبونا بشدةٍ أيضاً، لكن العلاقات والاحترام كان موجوداً ومقدراً، وبل إنني رغم كل ذلك لم أجد من أكثرهم إلا رحابة الصدر، والتعامل بأريحيةٍ لم أجدها من كياناتٍ سياسيةٍ أخرى أقل منهم شأناً وأكثر أخطاءً!
نحترم الوفاق، بنفس القدر الذي نحترم فيه باقي الكيانات السياسية على اختلاف مشاربها وقناعاتها، ولا نرفع كياناً على آخر إلا بمقدار جهده الوطني وعطائه ونضاله وإخلاصه، وسنظل نقدم نقدنا للوفاق وغيرها من الكيانات الوطنية الأخرى، من منطلق الشراكة الوطنية والحب للبلد، وكل ما نأمله أن يتسع صدر الجميع لذلك ما دام يظل في إطار النقد الموضوعي الهادف، حتى وإن كان صريحاً «حبتين».
إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"العدد 2925 - الأربعاء 08 سبتمبر 2010م الموافق 29 رمضان 1431هـ
دعاية للوفاق
أنا لست مع أو ضد الوفاق لكن في ناس أي كلام يصدر من الوفاق يعتبر أمر مقدس لا يناقش ,,,,,على قولة المثل هي تفصل و أحنه نلبس.
مثالا للرأي الآخر
مثالا للرأي الآخر ، مقالا للكاتب الكبير ليتها كانت عِزبة – فهمي هويدي
لم يسترح بعض القراء لتكرار تشبيه إدارة الدولة في مصر بما يحدث للعزبة.
وكنت أحد الذين استخدموا ذلك التشبيه في نقدي لفكرة التوريث، حين قلت إنها إذا جازت في حالة العزبة فلا ينبغي أن تجوز في حالة أي دولة، خصوصا دولة كبيرة مثل مصر.
الوسط والوسطية
وكما قال الدكتور الجمري في مقالة كاملة ـ الضيق من الرأي الآخر ـ أود أن أتحدث من القلب إلى القلب راجياً ألا تضيق الصدور،......، ولكن مع تواجد الرأي الآخر .انتهى الاقتباس و يجب ان لانتبرم من الرأي الاخر لان المتفرج يرى الاخطاء اكثر من اللاعب نفسه و امة لا تنتقد لا تتقدم ابدا .
غريبة
الوفاق بكل مفاصلها، أكثر الجمعيات التي تنتقد بل تشتم، وتسب قبل وبعد المشاركة، وفي كل الصحافة، فلماذا يقال أنها تكره النقد، أمر غريب جدا، بل هي الصامتة الصابرة على كل ما يقال، أما النقد البناء فهو ما يمكنه أن يبني شيئا جديدا في الوفاق، وينتج فوق أساسها عملا متطورا، وبعض النقد يأتي من خارج ما تؤمن به الوفاق من مرجعية، ومبادئ، وأهداف، وأسلوب عمل، فبالله عليكم كيف يكون هذا بناء ؟ لقد آمنت الوفاق بأسلوب لعب، ونجد البعض ينقدها بقوانين لعبة أخرى لم تؤمن بها الوفاق يوما، ولم تدعي أنها تتبناها، فيا للعجب
سؤال
استاذ متى انتقدتهم في سكوتهم عن حرق الوطن ؟
من قال أن الوفاق معصومة؟
هل قالت الوفاق أنها معصومة؟ لم تقل ابداً ودونك تصريحات الامين العام.. النقد مطلوب وبه يمكن تصحيح أي خطأ، لكن للأسف هناك من يحارب لا ينقد، وهناك من يشتم لا ينقد كما يحصل في الصحيفة الصفراء المعروفة .. حفظ الله الوفاق فهي الأمل والمرتجى.
رفقا بها وبهم يا سادة ياكرام ....
الكل يعرف ويعترف بحجم المسؤولية الملقاة على كاهل العاملين في الجمعية والصعوبات والتحديات التي تواجهها في الوقت الذي يعمل منتسبوها ينام غيرهم النقد مطلوب لكن كلمة الشكر هي الاخرى مطلوبة والكلمتان متساويتان في القيمة والوزن فلا نفرط فيهما ونحسن استخدامهما والرفق اقصد به الشكر والنقد والاخر مقدم على الاول لحاجة الجمعية والعاملين فيها له وهم تحملوا من المسؤولية ما لم يتحمله غيرهم فهلا كنا معهم مساندين داعمين شاكرين محفزين المل ثقيل والمسؤولية اثقل فشكرا لكم ولهم والدعاءللجميع .
أخي العزيز
النقد البناء والموضوعي لا غبار عليه لأي كيان كان
ولكن
هذا النقد ليس في كل وقت أو في أي صوره
فأحيانا يكون النقد في الوقت الذي تحتاج الى الدعم وترك السلبيات والتركيز على الايجابيات لأن المصلحه العليا تتطلب ذلك
فلا إختلاف على النقد ولكن الاختلاف على الكيفيه والكم والوقت .
مدرس ثانوي
أتفق معك تماماً إستاذ حسن فيما ذهبت إليه ، نعم الوفاق ليست آيه قرآنيه و منتسبيها ليسوا ملائكة . لكن البعض يعتبر الوفاق كذلك و يقدسها و ينجر ورائها بدون عقل . النقد البناء دائماً مطلوب في أي كيان سياسي ، و كما يقال " رحم الله إمرء أهدى إلي عيوبي " .
العبرة في توقيت النقد
أن تنتقد للاصلاح أمر محمود أما أن تصطف مع حملة مسعورة على الوفاق وفي هذا الوقت وقت الانتخابات فالأمر يكون مختلف .. على فكرة أنا لست وقاقيا ولكنني أراها واضحة
شر البلية ما يضحك
الناس في زلزلة والعروس تبغي رجل