انطلقت الدوريات الأوروبية الكبرى خلال الأسبوعين الأخيرين سواء في إنجلترا أو إيطاليا أو إسبانيا أو فرنسا، قبل أن تتوقف في الأسبوع الجاري لإفساح المجال للمنتخبات الوطنية للعب مباريات التصفيات الأوروبية وكذلك المباريات الودية الإعدادية.

وكانت البدايات في الدوريات الأوروبية قوية للفرق المرشحة إلا أنها شهدت أيضا بدايات متعثرة لفرق أخرى مرشحة فيما يبدو أنه يوحي بشيء من التغيير على هوية الفرق المنافسة والفائزة بالبطولة.

في إنجلترا التي أجريت فيها أكثر من جولة كانت البداية قوية جدا للفريق الأزرق تشلسي الذي اكتسح جميع المنافسين من خلال 3 انتصارات متتالية ليتربع سريعا على عرش الصدارة ومن دون مقدمات ومن دون أن يترك فرصة للمنافسين للدخول في الأجواء.

تشلسي بقيادة المدرب الايطالي أنشلوتي يدخل بصورة قوية بل أقوى من الموسم الماضي كما يبدو بعد أن باتت التشكيلة حديدية جدا ففي 3 مباريات سجل أكثر من 13 هدفا ولم يدخل مرماه أي هدف حتى الآن، إلا أن كل ذلك لن يعطي الفريق البطولة لأن الدوري الإنجليزي هو الأطول والأكثر قوة وتنافسية ومن الصعب حسمه قبل نهايته الحقيقية.

مانشستر يونايتد المنافس الحقيقي للفريق الأصفر لم يجد ضالته بعد رحيل نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى الريال، والفريق مازال يترنح من دون ثبات كبير على رغم أنه مازال في قلب المنافسة ويمتلك من المقومات ما يؤهله لاستعادة اللقب، أما الآرسنال فإنه سيواصل كما يبدو تقديم المستويات الممتعة من دون نتائج حقيقية على مستوى البطولات، فالفريق استعراضي إلى حد كبير، أما الفعالية فإنها قد تأتي وقد لا تأتي وهذه أيضا حال ليفربول.

أما مانشستر سيتي فعلى رغم كل الصفقات الكبيرة التي قام بها إلا أنه يعاني من سوء التوزيع وقلة التفاهم وإذا استمر بهذه الحال فإن أمواله ستذهب هباء.

في إيطاليا التي أقيمت فيها جولة واحدة فقط، ضرب ميلان بقوة كبيرة جدا لم نشهدها في المواسم الخمسة الأخيرة للفريق معلنا عودة عصر الفريق الأعرق في ايطاليا ببطولاته الأوروبية السبع، كما ضرب الفريق بقوة أكبر في سوق الانتقالات باستقطابه المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي روبينهو ليشكلا مع البرازيليين باتو ورونالدينهو ما بات يعرف بالمربع الذهبي الذي من الصعب تواجد أضلاعه الأربعة في الوقت نفسه كما يقول الفنيون، وهذا ما سيلقي على عاتق مدرب الفريق مسئوليات كبيرة في اختيار التشكيل وأسلوب اللعب.

المنافس الآخر وبطل المواسم الأربعة الأخير وبطل أوروبا في الموسم الماضي إنتر ميلان ظهر بشكل مهزوز في بداية هذا الموسم بعد خسارته كأس السوبر الأوروبي أمام أتلتيكو مدريد وتعثره في أول مباراة له بتعادله في الدوري الايطالي وخسارته اللاعب الأسمراني بالوتيللي الذي يعتبر من أبرز النجوم الصاعدة في ايطاليا، ومع ذلك مازال الفريق يمتلك كل الحظوظ للمنافسة.

أما في إسبانيا فالأمور من دون تغييرات بعد الجولة الأولى كون برشلونة واصل سياسة اكتساح المنافسين في حين تعثر ريال مدريد الجديد بقيادة الداهية مورينهو بتعادله أمام مايوركا لأن الفريق لم يصل بعد إلى الانسجام والتفاهم المطلوب والتشكيلة الأفضل، وحتى يدخل الريال في الدوري فإن برشلونة سيستغل الفرصة لتوسيع الفارق كثيرا.

وفي فرنسا حدثت أكبر المفاجآت بسقوط مدو لبطل الدوري في الموسم الماضي فريق مرسيليا بخسارته في أولى جولتين وأمام فرق صاعدة ما ينبئ بتغييرات ربما على شكل الدوري الفرنسي في هذا الموسم.

عموما، البطولات مازالت في بدايتها والطريق مازال طويلا أمام الجميع وبإمكان المتعثرين العودة كما أن المتقدمين يمكن أن يسقطوا في أية لحظة غير أن المنافسة ستكون في قمة الاشتعال بالتأكيد.