مر عامان على موافقة مجلس الوزراء على تعديل الأوضاع الوظيفية لمعلمات محو الأمية وخصصت وزارة التربية والتعليم لذلك موازنة قدرت بـ 1.65 مليون لتثبيت 95 معلمة محو أمية من حملة شهادة الثانوية، في الوقت الذي استثنت فيه أكثر من 30 معلمة من حملة شهادة البكالوريوس وقامت أخيرا بتوقيع «عقود سنوية» معهن فيما لاتزال قيمة ساعة عملهن لا تتجاوز الـ4 دنانير أي ما يعادل 140 دينارا شهريا.

وفي ذلك، أبدى عدد من معلمات محو الأمية خلال حديثهن إلى «الوسط» يوم أمس (الثلثاء) بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية والذي يصادف اليوم (الأربعاء) وينطلق هذا العام تحت عنوان «محو الأمية وتمكين النساء»، أسفهن مما وصفنه باستثنائهن من توجيهات سمو رئيس الوزراء وإدراجهن ضمن قوائم انتظار التوظيف في «التربية» على رغم أن سنوات خبرتهن في التعليم تجاوزت الثلاثين عاما.

وذكرن أن وزير التربية والتعليم ماجد النعيمي سبق أن أعلن قبل عامين عن الموافقة على تخصيص مبلغ 1.65 مليون دينار لتعديل الأوضاع الوظيفية لمعلمات محو الأمية، بحيث يخصص نحو (570 ألف دينار) لتوظيف 95 معلمة لمحو الأمية وتعليم الكبار وتخصيص نحو 367 ألف دينار لشراء خمس سنوات خدمة افتراضية لكل معلمة إلى جانب تخصيص نحو 713 ألف دينار لسداد اشتراكات مدة الخدمة السابقة والتي تمت معادلتها بسنوات خبرة فعلية وذلك بعد دراسة وزارة التربية والتعليم لأوضاع معلمات ومشرفات محو الأمية وتعليم الكبار بناء على توجيه مجلس الوزراء تقديراً لجهودهن الرائدة في الحد من الأمية وخفض نسبتها في السنوات الماضية وتأكيداً لما تحظى به كل فئات المجتمع البحريني من عناية ومتابعة من القيادة، لما يشكله رفع مستوى عيش المواطن من أولوية مطلقة في فكر القيادة وتوجيهاتها، وعلقن على ذلك بأنهن من قدامى العاملات في هذا القطاع وأسهمن في خفض نسبة الأمية في مملكة البحرين، في الوقت الذي استغربن استثناءهن من توصية تعديل الأوضاع الوظيفية لمعلمات محو الأمية حتى اليوم.

وأشرن إلى أن وزارة التربية والتعليم عوضا عن تكريمهن وتعديل أوضاعهن وجهتهن منذ العام الماضي إلى التوقيع على عقود سنوية للعمل بنظام جزئي بساعة تقدر بـ 4 دنانير فقط، في الوقت الذي تم تثبيت معلمات محو الأمية على كادر المعلمين وتوجيههن للعمل ساعتين صباحا وقضاء الوقت المتبقي مساء.

وأشرن إلى أنهن طوال سنوات عملهن عمدن إلى دراسة البكالوريوس وذلك لضمان مستقبل وظيفي أفضل فضلا عن دعمهن لتوجه الوزارة نحو تجويد مخرجات التعليم وتمهين المعلمين، وفي الجهة المقابلة عمدت الوزارة إلى تجاهل شهاداتهن، على حد قولهن.

وفي يومهن الدولي، ناشدن سمو رئيس الوزراء بالنظر لسنوات خبرتهن وما قدمنه من خدمات جليلة لقطاع التعليم في مجال محو الأمية التي تفخر بها وزارة التربية والتعليم في جميع المحافل اليوم، وأملن أن يتم تثبيتهن على كادر المعلمين أسوة بزميلاتهن من حملة شهادة الثانوية العامة.

من ذاكرة اليوم الدولي لمحو الأمية...

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) الثامن من سبتمبر يوما عالميا لمحو الأمية؛ وذلك في العام 1965؛ وتبنت قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة القاضي بتحديد عقد لمحو الأمية في الفترة من يناير/ كانون الثاني للعام 2003 ولغاية ديسمبر/ كانون الأول للعام 2012، ويأتي هذا القرار وفقا للالتزام بالإعلان العالمي للتعليم للجميع ولتحقيق أهداف مؤتمر دكار 2000، وأهداف اليونسكو للقضاء على الفقر، والتقليل من وفيات الأطفال والحد من النمو السكاني وتحقيق المساواة بين الجنسين والتأكيد على مساندة التطور وإيجاد السلام والديمقراطية والأسباب الداعية لتبني هذا القرار تتمحور في أن محو أمية الأطفال والشباب والكبار يعد تحديا كميا ونوعيا للدول المتقدمة والصناعية وان محو الأمية حق أساسي من حقوق الإنسان وهو ضرورة أولية للتعلم من أجل المعرفة فضلا عما أظهرته الخبرة والمعرفة بأن المعركة من أجل القرائية تتطلب جهودا مركزة ومكثفة ومستمرة وليست برامج وحملات أو مشاريع لمرة واحدة فقط، إلى جانب أن الأمم المتحدة بمؤسساتها هي الجهة الأساسية التي تعنى بالتعليم للجميع وتوفير فرص واستراتيجيات التعلم للجميع كما جاء في إعلان جوميتيان 1990 وعُزز ذلك في إعلان دكار 2000. ويشار إلى أنه بدأ تفعيل بنود العقد ابتداء من العام 2002، ويتم الاحتفال سنويا في اليوم العالمي لمحو الأمية بالتقدم والإنجازات التي تمت خلال هذا العام، وينتهي الاحتفال بالعقد في نهاية العام 2012، ويتم من خلال الملاحظة والتقويم المستمر لإنجازات كل بلد ومدى التقدم الذي يحققه البلد نحو الأهداف الموضوعة للعقد من قبل الأمم المتحدة وخاصة فيما يتعلق بمحو الأمية، المساواة بين الجنسين في فرص التعليم، وضمان حق التعليم للجميع وتطوير نوعية حياة الفقراء والمهمشين، ولن يقف حد المتابعة والتقويم إلى نهاية العقد بل سيستمر إلى ما وراء ذلك لضمان تحقيق نوعية أفضل من فرص التعليم للجميع.

اليونسكو: محو الأمية في 2010 يتجه نحو تمكين النساء

يحتفل العالم اليوم الثامن من سبتمبر/ أيلول للعام 2010 باليوم العالمي لمحو الأمية والذي ينطلق هذا العام تحت عنوان «محو الأمية وتمكين النساء» وذلك وفقاً للجدول الزمني الموضوعي لعقد الأمم المتحدة لمحو الأمية، ففي حين أن تمكين النساء يندرج في صميم جدول الأعمال العالمي للتنمية، فإن الفتيات يمثلن أكثر من نصف عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس البالغ عددهن 67.4 مليون في العالم، كما أن ثلثي الأفراد البالغين الأميين البالغ عددهم 796 مليون هم من الإناث.

وقد أشارت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في رسالتها بمناسبة اليوم الدولي لمحو الأمية إلى أنه وعند انقضاء عشر سنوات من القرن الحادي والعشرين تشكل النساء ثلثي مجموع الأشخاص الأميين الراشدين في العالم وعددهم 759 مليون نسمه، مشيرة إلى عدم وجود مبرر سواء أكان ثقافيا أم أقتصاديا أم أجتماعيا لحرمان النساء والفتيات من التعليم فهو حق أساسي وشرط مطلق لبلوغ جميع الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا، ولجميع هذه الأسباب يسلط اليوم الدولي لمحو الأمية هذا العام الضوء على ما يؤديه محو الأمية من دور بعيد الأثر في تمكين النساء (...).

وقالت: «بصفتي أول امرأة تنتخب لتولي منصب المدير العام لليونسكو ألتزم التزاما راسخا بتعزيز حقوق الفتيات والنساء في كل مكان ولاسيما من خلال التعليم».

واغتنمت الفرصة لدعوة جميع الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والقطاع الخاص إلى تعزيز دعمها لأنشطة محو الأمية، مؤكدة ثقتها بأن الزخم موجود لجعل محو أمية المرأة أولوية معولة في ذلك على ما شهدته الأشهر الماضية من محاولة لتسريع وتيرة التقدم نحو المساواة بين الجنسين مع إنشاء هيئة الأمم المتحدة لشئون المرأة (...).

هذا، ومن المزمع أن يقام بمقر المنظمة في باريس، احتفال لتسليم جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية للعام 2010 التي تكافئ المناهج الإبداعية في مجال تعليم محو الأمية وقد مُنحت جائزتا اليونسكو/ الملك سيجونغ لمحو الأمية، التي تدعمها جمهورية كوريا، إلى مشاريع نُفذت في الرأس الأخضر وألمانيا كما فازت برامج في نيبال ومصر بجائزة اليونسكو/ كونفوشيوس لمحو الأمية، التي تدعمها جمهورية الصين الشعبية ومُنحت درجة الشرف لجائزة اليونسكو/ الملك سيجونغ لمحو الأمية إلى مشروع في كولومبيا، ودرجة الشرف لجائزة اليونسكو/ كونفوشيوس لمحو الأمية إلى مشروع في مالاوي، كما سيعقب احتفال تسليم الجوائز إطلاق الشبكة الجديدة للمعارف والابتكارات من أجل محو الأمية (KINL) والتي من شأنها تمكين الباحثين والممارسين المهنيين في جميع أنحاء العالم من الاتصال فيما بينهم وتشاطر المعلومات وأفضل الممارسات.

وهذه الشبكة، التي صممتها مؤسسة فيريزون وشركة مايكروسوفت، هي عبارة عن حلقة عمل افتراضية تتيح الاتصال بين الباحثين والممارسين المهنيين في مجال محو الأمية، وتشاطر المعارف ومناقشة مواضيع محو الأمية عن طريق الإنترنت. وسوف تؤدي هذه الشبكة إلى توفير المعارف والابتكارات لدعم اكتساب مهارات القراءة والكتابة واستخدامها، وتعزيز الترويج، وصياغة السياسات وتنفيذ البرامج ذات الصلة، فضلاً عن توطيد أواصر التعاون وإنشاء الشراكات وسيتم تشغيل هذه الشبكة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2010.

وفي غضون ذلك، تقوم مكاتب اليونسكو في جميع أرجاء العالم بتنظيم أنشطة للاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية.