أصدر وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي قراراً وزارياً رقم» 42 لسنة 2010»، نص على حظر وضع الإعلانات الانتخابية بجميع أنواعها على الشوارع العامة، كما «يحظر إلصاق أي إعلان أو بيان انتخابي بما في ذلك الصور والرسومات والكتابات على المنشآت والمباني الخاصة، وتحدد كل بلدية الأماكن المخصصة لذلك».
لقد جاء هذا القرار بمثابة الفرج للمواطنين الذين لاتزال المواد اللاصقة لم تبارح جدران منازلهم منذ الانتخابات السابقة، كما أعطى المسوغ القانوني لكل صاحب مبنى خاص أن يحاسب أي شخص يسمح لنفسه باستباحة جدران مبناه ليلونه ويزينه بما يرغب من صور ولافتات إعلانية وشعارات انتخابية من دون وجه حق في جنح الظلام.
في العامين 2002 و2006، تحولت المدن والقرى إلى ساحات للجدل والنقاش الحاد بين الناخبين وبعض المترشحين على إثر قيام مترشحين منافسين لهم باستغلال جدران بيوت أناس قطعوا لهم وعداً بإيصالهم إلى المقعد البلدي أو النيابي، إذ تسعى شريحة من المترشحين -خصوصاً بعض المستقلين- إلى استعطاف ناخبيهم من خلال توفير مئونة شهر رمضان وبعض مستلزمات المدارس، والإكثار من حضور المناسبات ومجالس العزاء لكسب ود الأهالي الذي ما شاهدوهم قط إلا في الأيام التي تقترب فيها البلاد من موعد الانتخابات.
في الفترة المقبلة ستبرز أوجه جديدة للدعاية الانتخابية للتحايل على القرار الوزاري بحظر نشر الإعلانات في الشوارع العامة والمباني الخاصة، ولا شك أن الرسائل النصية تأتي في مقدمتها، فبعد تزايد شكاوى المشتركين في خدمة الهاتف النقال من كثرة الرسائل الدعائية التي تصل إليهم عبر هواتفهم، وإلحاحهم على شركات الاتصال لكبح جماحها، سيكونون منذ الآن في مع جولة أخرى من إزعاج لا ينتهي حتى وقت متأخر من الليل، وسيتمنون حينها لو استمرت الرسائل الدعائية التي ترد في أوقات معروفة، بدلاً من أن تستباح أوقات راحتهم لقراءة دعايات انتخابية فارغة.
وبموازاة قرار «البلديات» التنظيمي، نترقب أن يصدر قراراً من هيئة تنظيم الاتصالات يحظر على شركات الاتصالات تزويد المترشحين بأرقام هواتف ناخبيهم، أو مساعدتهم على الوصول إليهم عبر الرسائل النصية، وأن توجه الدعاية فقط لمن يرغب من المشتركين في الخدمة لا أن تعمم على الجميع بلا استثناء.
في السنوات الماضية التي عقدت فيها الانتخابات، كانت الدعاية الانتخابية عبارة عن صورة مفلترة ألف مرة، تم التقاطها من زوايا مختلفة تعبر عن رؤى وأفكار المترشح، فمنهم من حمل قلمه وشهر سيفه (عذراً ورقته)، وآخر نسف غترته وفرد ابتسامته كما العرسان، فيما ذهب أحدهم إلى الاستعانة بالأطفال في إشارة إلى حرصه على تزويدهم بتعاليم الدين الإسلامي وحث الفتيات على اللباس الشرعي المحتشم، وكلها أمور بعيدة عن القضايا المصيرية الكبرى المشتركة التي تؤرق المجتمع والتي من بينها الأمن والسكن والعمل والصحة وغيرها. الابتكار في أساليب الدعاية الانتخابية مطلوب، ويعبر عن حس متقدم في طرق مخاطبة عقول مختلف شرائح المجتمع، ولكن حتى تكون مقنعة فمن الضرورة أن تبتعد عن الارتجال والتركيز على شعارات تفرق الناس أو تشككهم في قناعاتهم ومعتقداتهم وتوجهاتم الفكرية والأيدلوجية، فالوحدة ولم الشمل والسلم الأهلي والاجتماعي أكثر ما يتوق إليه الناس هذه الأيام بعيداً عن مصطلحات الفرقة والشتات.
إقرأ أيضا لـ "أحمد الصفار"العدد 2923 - الإثنين 06 سبتمبر 2010م الموافق 27 رمضان 1431هـ
استغلال فاضح وواضح للمراكز الشبابية فى الوسطى
تسييس العمل الشبابي وتسخيره لفئة دون اخرى عمل مضر بالعمل الشبابي في البحرين
وعلى المسؤولين في المؤسسة العامة للشباب والرياضة التدخل لوقف هذه المهزلة
ووضعوا بنرات في الشوارع مرشحي الجمعيه ......ر؟
التي علقوها في شوارع مدينة عيسى الداخلية واطرافها.....