لعلها من المرات القلائل التي نلاحظ فيها جميع منتخباتنا الكروية من كبيرها إلى صغيرها تستعد وتتأهب لمشاركات مهمة إقليمية وقارية تقام ابتداءً من نهاية الشهر الجاري حتى نهاية العام 2010، وهي نقطة تحسب لاتحاد الكرة في تفعيل المنتخبات وتكثيف المشاركات على رغم ما تشكله من صعوبات مالية تتطلبها هذه المشاركات والاستعدادات.

إن العامل الإيجابي هو تعيين اتحاد الكرة طاقم فني خاص لكل منتخب وهي من الأمور الإيجابية التي افتقدتها منتخباتنا الكروية لفترات طويلة وخصوصاً بالنسبة إلى الشباب والناشئين والأولمبي والتي نأمل أن تكون النظرة لها هذه المرة مختلفة أيضاً بأن لا تنتهي «مدتها وصلاحيتها» بانتهاء مشاركاتها في البطولات المقبلة وخصوصاً في حال عدم التوفيق والهزيمة وبالتالي تفكك هذه المنتخبات ونخسر العناصر الصاعدة والمواهب الواعدة وتسرح الأجهزة الفنية ونعود إلى نقطة الصفر كما كان يحدث.

المفترض أن تسير جميع هذه المنتخبات وفق استراتيجية واضحة ومحددة لا تهزها النتائج فقط بل يعمل على الأهداف المنشودة الآنية والبعيدة المدى بأن تشكل هذه المنتخبات رافداً لمستقبل المنتخبات البحرينية وخصوصاً الأول الذي تنتظره مرحلة التجديد عاجلاً أو آجلاً، ولعلي هنا أميل أكثر نحو منتخب الشباب الذي يستعد لنهائيات كأس آسيا المقررة في الصين والذي استطاع العودة بمنتخباتنا للفئات العمرية إلى البطولات القارية بعد غيبة، وإن فكرتي عن هذا المنتخب ومواهبه أحملها منذ التصفيات التمهيدية التي أقيمت في العين الإماراتية بل وحتى قبل تأكيد تأهله كأفضل ثالث نظراً لما يضمه المنتخب من عناصر واعدة قابلة للصقل والتطوير وأكد ذلك حديث مدير منتخب شباب الإمارات الذي زار البحرين الأسبوع الماضي فأكد الرأي نفسه خلال حديثي معه وطالب المسئولين بالاتحاد البحريني الاهتمام والتركيز بهذا المنتخب الشاب.

إن ذلك التوجه يجب أن يعامله اتحاد الكرة بجدية ونظرة مستقبلية من خلال السعي إلى إيجاد راع رسمي يتكفل برعاية للمنتخب على الأقل الأول ولو كان ذلك في البطولات الرسمية مثلما حدث سابقاً مع شركة بتلكو ليتسنى للاتحاد التغلب على المشكلة المالية التي تتطلبها استمرارية عمل المنتخبات سواء بالتجمعات المتقطعة والبحث عن المشاركة في بطولات ودية وغيرها، ونصل في النهاية إلى منهج المنتخبات المستمرة وليست «منتهية الصلاحية أو منتخبات مناسبات» مع انتهاء البطولات.