العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ

«ذاكرة الجسد» إبداع النص وقدرات الكاميرا... وعطش المشاهد العربي للأعمال الراقية

كثرٌ هم من قالوا إن نقل النص الروائي ليتحول لعمل سينمائي أو تلفزيوني يفقده الكثير من مميزاته الخاصة، بل إنه في كثير من الأحيان يشوه النص الأصلي للقصة، فيفقدها ملامحها الإبداعية، هذه الفكرة على رغم صحتها ودقتها في كثير من الأحيان إلا أن هذا لا ينفي نجاح بعض من حاولوا تسجيل تجارب في هذا المجال، من خلال تحقيقهم لنماذج تستحق أن تتميز عن غيره من الأعمال المكتوبة المنقولة للشاشات.

ما يعيد هذا الموضوع للواجهة مؤخراً، ما يعيشه المشاهد العربي من إعجاب بتجربة المخرج السوري – نجدة إسماعيل أنزور– والذي أعطى بطولة مسلسله المنقول عن رواية «ذاكرة الجسد» للكاتبة الجزائرية الشهيرة أحلام مستغانمي، للممثل السوري المتألق جمال سليمان، الممثلة الجزائرية أمل بوشوشة، وذلك بعد أن قام بنقل الرواية من صفحاتها المسطورة لصورة مجسدة بحوار على لشاشات الفضائيات العربية بمشاركة – ريم حنا – التي قدمت سيناريو وحوار المسلسل.

العمل الذي قدم للمشاهد باللغة العربية الفصحى، مع دخول بعد الكلمات والمفردات والتعابير الجزائرية أو الفرنسية القريبة والمفهومة من المشاهد العربي باختلاف ثقافته، حاولت مقاربة شهرة النص الأصلي للرواية من خلال محاكات النمط الابداعي والاقتراب بأقصى درجة ممكن من تفاصيل أحداثه رواية «ذاكرة الجسد» وحواراتها، دون أن يفقد العمل جماليته ونمطه الخاص كعمل مصور درامي تلفزيوني مقدم لمشاهد من مختلف الفئات والأنماط والمستويات الفكرية في الوطن العربي، خلال فترة تتزاحم فيها الأعمال التلفزيونية.

وعلى رغم أن الكثيرين ترقبوا العمل بنوع من التوجس، لكثرة الأعمال الدرامية المنقولة عن أعمال روائية والتي لم تستطع أن ترتقي لتنافس الدراما المطروحة على الشاشات، ومقارنةً بالنص الأدبي الأصلي، مما جعل التفاؤل بتفرد هذا النموذج محدوداً ومتحفظاً، إلا أن مسلسل «ذاكرة الجسد» استطاع بخلطته الإنتاجية والفنية، إلى جانب الوجوه الفنية ومنتجيه ومخرج له عدد كبير من التجارب الدرامية خصوصاً المقدمة في هذه الفترة من السنة، بالإضافة لكاتبة سيناريو متميزة، وقرب كاتبة النص الأصلي الكاتبة مستغانمي من أحداث إنتاج وتصوير العمل جميعها أمور ساهمت في تطوير نص المسلسل، واقترابه من النص الأصلي، وخصوصاً أن متطلبات الإنتاج التلفزيوني قد تفرض الكثير من الشروط وتعطل الكثير من الأدوات البلاغية التصويرية في النص المصور.

ويرجع بعض المراقبين أيضاً هذا النجاح الذي حقق العمل بشكله الدرامي لكونه مسلسلاً يتكون من عدد كبير من الحلقات، وهو ما قد يعطي المخرج إمكانية تتبع وتصوير وتجسيد كمٍّ أكبر من تفاصيل الرواية، وهو ما كان ينتقد في كثير من الأحيان في الأعمال التي تتحول لأفلام، فمدة الفيلم المحدودة قد لا تستطيع التطرق لتفاصيل الرواية بشكل شامل، مما يؤخذ في بعض الأحيان عليها مأخذ، دون أن نغفل أن بعض النصوص الروائية خدمها تركيز الدراما المصورة في السينما عند تجسيد أحداث النص. ويبقى أن نقول إنه من أهم أسباب استقطاب العمل لعدد كبير من المتابعين، هو أن النص الروائي الجميل، جذب الناس في وقت تفتقر فيه الشاشات العربية لأعمال ذات مضامين وقيم ونصوص راقية، وهذا ما انتظره المشاهدون في زحمة الإنتاج التلفزيوني الذي يلون شاشات الفضائيات اليوم.

العدد 2920 - الجمعة 03 سبتمبر 2010م الموافق 24 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • must | 4:56 ص

      أميمة فن راقي ؟!!!!

      هههههههههههههه
      تتابعون شلة البنات الصبيانيه وتقولون فن راقي

    • زائر 1 | 11:29 م

      وعع

      مسلسل تافه زوارة خميس وأميمة احلى منه بمليون مرة فن راقي والكاتبة مبدعة!!

اقرأ ايضاً