العدد 2919 - الخميس 02 سبتمبر 2010م الموافق 23 رمضان 1431هـ

فرصة تحقيق السلام قد لا تتاح مرة أخرى قريباً

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

عندما تولّيت منصب الرئاسة، أعلنت أن أميركا صديقة كل دولة وكل شخص ينشد مستقبلاً من السلام والكرامة، وأن الولايات المتحدة مستعدة لتقود السعي من أجل ذلك المستقبل. وصرحت في بداية حكومتي بأن سياستنا هي أن نشارك بفاعلية ونشاط في السعي من أجل سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين ومن أجل السلام الشامل بين إسرائيل وكل جيرانها العرب. ودعماً لقيادة وزيرة خارجيتي المتميزة هيلاري كلينتون عينتُ مبعوثاً خاصاً هو أحد أبرع رجال الدولة في بلدنا السناتور السابق جورج متشل كي يوجّه جهودنا.

وكما أعلنت مراراً، إن هدفنا هو التوصل إلى حل الدولتين الذي ينهي النزاع ويكفل حقوق وأمن الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء. وإننا رغم التحديات الحتمية لم نتردد أبداً في سعينا وراء هذا الهدف. وقد اجتمعت برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مناسبات عديدة. وبينها قامت الوزيرة كلينتون والسناتور متشل بزيارات لا تعد إلى المنطقة.

وقد اتخذ كل من الحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية خلال السنة الماضية خطوات هامة لبناء الثقة. وانخرط الإسرائيليون والفلسطينيون وبدعم من السناتور متشل في عدة جولات من المحادثات المقرّبة حتى في غمرة الظروف الصعبة. ولكننا أوضحنا دوماً أن السبيل الوحيد المؤدي إلى السلام الدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو المحادثات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وغداً، وبعد ما يقرب من السنتين، سنعيد إطلاق تلك المحادثات المباشرة من جديد.

كانت لي سلسلة من الاجتماعات المثمرة جداً مع شركائنا الرئيسيين في هذا الجهد. وقد حثثت رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس على اعتبار هذه اللحظة كما هي على حقيقتها، أي لحظة تلوح فيها فرصة يجب أن تغتنم. وشكرت الرئيس المصري مبارك وجلالة عاهل الأردن الملك عبد الله على قيادتهما الثمينة ودعمهما الضروريان للمضي قدماً. وأنا أتطلع لاستضافة هؤلاء القادة الأربعة الليلة في عشاء عمل خاص في البيت الأبيض.

إن الغرض من هذه المحادثات واضح جلي. فستكون مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فهذه المفاوضات ترمي إلى حل كل القضايا المتعلقة بالوضع النهائي. والهدف هو التوصل إلى تسوية يتفاوض عليها الطرفان وتنهي الاحتلال الذي بدأ في العام 1967 وتسفر عن قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية قابلة للحياة والعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل اليهودية وجيرانها الآخرين. هذه هي الرؤيا التي نسعى في سبيلها.

والآن، أنا أعلم أن هذه المحادثات استقبلت في بعض الأوساط بالشك. ونحن لا تساورنا أية أوهام. والمشاعر عميقة متوقدة. فلكل جانب مصالح مشروعة ودائمة. وسنون من عدم الثقة لن تختفي بين عشية وضحاها. فبناء الثقة يتطلب دبلوماسية مثابرة مجدّة وثقة من الطرفين. وقبل كل شيء، هناك سبب جعل الحل الخاص بالدولتين يراوغ الأجيال السابقة، وهذا أمر فائق التعقيد وفائق الصعوبة.

لكننا ندرك أن الوضع الراهن القائم، سواء للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة وللعالم، وضع هو غير قابل للدوام. ومن المصلحة الوطنية لكل المعنيين، بمن فيهم الولايات المتحدة، أن ينتهي هذا الصراع بالسلام.

وهكذا فإننا حتى مع رؤيتنا الواضحة للتحديات والمشاكل التي تنتظرنا، فإننا نرى بنفس الوضوح الأسس للتقدم. فالحكومة الإسرائيلية والسلطة الفلسطينية تتعاونان فعلاً على أساس يومي لتعزيز الأمن وتخفيف العنف وبناء المؤسسات وتحسين الأحوال على أرض الواقع.

وهناك تأييد واسع النطاق عند الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني للحل الخاص بالدولتين، بخطوطه العريضة المعروفة جيداً. وحتى في غمرة الخلاف يجد الناس العاديون الإسرائيليون والفلسطينيون - من قادة دينيين وجماعات أهلية وأطباء وعلماء ورجال أعمال وطلاب - الوسائل التي يعاونون من خلالها كل يوم. وإن جهودهم البطولية التي تبذل من الجذور الأساسية الشعبية تبين أن التعاون والتقدم ممكنان وينبغي لهما أن يلهمانا جميعاً.

وعلاوة على ذلك فإنني أعتقد أن رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس عباس زعيمان يريدان السلام. وقد أشار الاثنان إلى أن هذه المفاوضات يمكن أن تتم وتختتم في ظرف سنة واحدة. وكما أبلغت كلاً منهما اليوم بأن هذه اللحظة من الفرصة الماثلة قد لا تتاح مرة أخرى في وقت قريب، وليس بوسعهما أن يدعاها تفلت منهما. فالآن هو أوان القادة الذين يتحلون بالشجاعة والرؤيا أن يحققوا السلام المستحق لشعبيهم.

والولايات المتحدة ستلقي بكل ثقلها وراء هذا المجهود. وسنكون مشاركاً ناشطاً ومستديماً. وسنؤيد أولئك الذين يتخذون الخيارات الصعبة سعياً في سبيل السلام. لكن دعوني أكون واضحاً جداً في أن الولايات المتحدة لا تستطيع فرض حل في نهاية المطاف، ونحن ليس بوسعنا أن نرغب فيه أكثر من الطرفين نفسيهما. وهنا تكمن مجازفات جسيمة لكل الأطراف المعنية، لكننا لا نستطيع أن نفعلها نيابة عنهم. لكننا نستطيع خلق البيئة والأجواء للمفاوضات. لكن الموضوع في نهاية الأمر سيتطلب قيادة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ومن أولئك في المنطقة الذين يقولون إنهم يريدون دولة فلسطينية على السواء.

ولذا، فوحدهم الإسرائيليون والفلسطينيون هم القادرون على اتخاذ الاختيارات الصعبة وبناء الإجماع والموافقة عند شعبيهم من أجل التقدم. ووحدهم الإسرائيليون والفلسطينيون هم القادرون على البرهان لبعضهم عن استعدادهم لإنهاء هذا الصراع وتقديم التنازلات التي يعتمد عليها السلام الدائم.

أما ما يمكن أن تفعل بقيتنا، بما فيها الولايات المتحدة، هو دعم تلك المباحثات، تأييد تلك المحادثات، ودعم تلك الجهود، وليس محاولة تقويضها.

وهكذا فإن العمل الصعب قد بدأ فقط. والنجاح والفشل ليسا حتميين. فهذا ما ندركه. وهو أننا إذا لم نقم بالمحاولة فالفشل عندئذ مضمون. وإذا لم يلزم الطرفان نفسيهما بصدق وأمانة، فإن الصراع الذي طال أمده سيستمر في التدهور وينهك جيلاً آخر. وهذا ببساطة أمر لا يمكن أن نسمح به.

نحن ندرك أنه ستكون هناك لحظات تشكل اختباراً لعزمنا. نحن نعلم أن المتطرفين وأعداء السلام سيبذلون كل ما في وسعهم للقضاء على هذا الجهد - كما شهدنا في تلك الهجمات الشنيعة قرب الخليل والتي شجبناها بشدة. ولكننا نعلم هذا أيضاً، وهو أن دماء كثيرة قد أريقت، وأرواحاً كثيرة قد أزهقت، وقلوباً كثيرة قد تفطّرت.

ورغم ما يقوله الناقدون المتهكمون، إن التاريخ يعلمنا أن ثمة سبيلاً مختلفاً، هو سبيل العزم والتصميم حيث التنازل ممكن ويمكن أن تنتهي الصراعات القديمة بعد طول انتظار. وهو السبيل الذي سلكه الذين حققوا السلام لبلدانهم من إيرلندا الشمالية - حيث كان السناتور متشل مشاركاً بكثافة - إلى البلقان، ومن إفريقيا إلى آسيا والذين صنعوا السلام بين إسرائيل ومصر وبين إسرائيل والأردن.

هذا الطريق مفتوح للإسرائيليين والفلسطينيين - إذا ثابرت كل الأطراف بنية طيبة وإيمان وبإحساس بالغرض والإمكان، فإننا نستطيع إقامة سلام عادل ودائم وشامل في الشرق الأوسط.

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 2919 - الخميس 02 سبتمبر 2010م الموافق 23 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:06 ص

      خبث اسرائيلي ونفاق امريكي

      قالت وزيرة خارجية امريكا انهم لن يضغطوا على اسرائيل في قبول ما لاتريد يعني امريكا بكل ثقلها خلف اسرائيل وليس خلف المفاوضات. فمن 55 % لااسرئيل و 45 % للفلسطنيين في 1948 فقامت اسرائيل في 1967 بمشاركة الفلسطنيين في 45% من ارضيهم وسلبتهم النصف فصار لهم 23% والان مع ازدياد المستوطنات وتوسعها اصبح للفلسطنيين حوالي 12% فاين انتم يامن تطبلون "للسلام" فالخبث الاسرائيلي والنفاق الامريكي واضح للاعمى

    • زائر 3 | 5:41 ص

      أخر زمن

      وهذا بعد شي الي جايبه بعد يكتب قاصرينه بعد كل رئيس يجي العن من الثاني وهذا المحتال الحائز على جائزة السلام ماهو الى تكملة الى باقي المجرمين القتلة وحضرته يتكلم عن السلام شوفوا امريكا شنو مسويه في العالم قتل ونهب واجرام وتدخل في شؤون الدول(انتون شوفوا شكله بس واحكموا عليه)

    • زائر 2 | 3:55 ص

      No peace

      No peace will be achieved if america is playing a biased role. America keeps talking about lsrael security but never about palestianian.Even if the peace is reached this will not survive due to the fact that the desired state for palestianian is armless and will be under the total control of israel.The territory can accomodate two states. one for all exactly what happens in south africa.

    • زائر 1 | 11:43 م

      لا نقر إقرار الذليل ولا نفر فرار العبيد

      هههه ضحكتني تعال دلدغني بدريل بعد..صدق اللي قال طرار ويتشرط، الحين اسرائيل هي الدولة المحتلة وهي اللي تحدد شروط السلام، مساحة في الجريدة على قلة الفايدة
      والقهر حاطين المقال يوم القدس العالمي !

اقرأ ايضاً